ما التهاب المهبل الجرثومي (BV) Bacterial Vaginosis؟
يحتوي مهبل المرأة طبيعيًّا على أنواع مختلفة من الجراثيم، ويحافظ الجسم عادةً على توازن هذه الأنواع ومنع أنواع معينة منها من النمو والتكاثر خارج نطاق سيطرته، لكن هذا التوازن الدقيق قد يضطرب أحيانًا، ما يؤدي إلى حدوث التهاب المهبل الجرثومي، وهو حالة شائعة، لكن إن لم تُعالَج سريعًا فقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، وقد تزيد خطر الإصابة بالعدوى أو الأمراض المنقولة جنسيًّا.
أعراض التهاب المهبل الجرثومي
لا يسبب التهاب المهبل الجرثومي أعراضًا دائمًا، لكن حال ظهورها تتضمن:
- الشعور بحرقة عند التبول.
- إفرازات مهبلية رمادية أو بيضاء.
- إفرازات مهبلية ذات رائحة مميزة.
- حكة وألم في الفرج.
تُعَد الإفرازات المهبلية مميَّزة الرائحة من الأعراض المُميِّزة لالتهاب المهبل الجرثومي، وتصبح الرائحة أوضح بعد الاتصال الجنسي بسبب اختلاط السائل المنوي بالإفرازات.
الأسباب
يحدث التهاب المهبل الجرثومي بسبب زيادة أعداد أنواع معينة من الجراثيم إلى 100 – 1000 مثل المعدل المعتاد، ما يؤدي إلى هيمنة هذه الجراثيم على المهبل عوضًا عن الجراثيم النافعة الموجودة طبيعيًّا، والتي تبقى عادةً ضمن مستوياتها الطبيعية.
من العوامل المؤهبة لذلك النشاط الجنسي، خاصةً مع شريك جنسي جديد، لكن هذا المرض غير منتقل من طريق الجنس، ويحدث -بنسب أقل- دون حدوث أي نشاط جنسي.
عوامل الخطورة
يزداد خطر الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي في الحالات التالية:
- عند النساء الأمريكيات من أصول أفريقية.
- عدم استخدام وسائل الوقاية في الممارسات الجنسية.
- حال وجود جهاز داخل الرحم (اللولب).
- تعدد الشركاء الجنسيين.
- الحمل.
التشخيص
يُفضل مراجعة الطبيب حال حدوث الأعراض المذكورة للحصول على تشخيص دقيق. سيجري الطبيب فحصًا سريريًّا، ثم يأخذ عينة من السوائل / الإفرازات المهبلية لفحصها، لتحري وجود أنواع معينة من الجراثيم. يُساعد ذلك على استبعاد حالات أخرى لها نفس الأعراض، مثل العدوى الفطرية yeast infections.
يجب عدم الاعتماد على نتيجة فحص عينات السوائل المهبلية وحدها، لأن مستويات الجراثيم المهبلية متغيرة، لذلك لا تنفي سلبية الفحص التشخيص.
علاج التهاب المهبل الجرثومي
تُشفى الحالات الخفيفة وحدها دون علاج، أما الحالات الأشد فيتطلب علاجها استخدام مضادات حيوية، مثل كليندامايسين clindamycin وميترونيدازول metronidazole بأشكالهما الصيدلانية المختلفة (أقراص بالفم أو جل موضعي)، ويجب تناول الجرعة الدوائية الموصوفة بالكامل وعدم وقفها عند حدوث تحسن في الأعراض. يجب مراجعة الطبيب حال استمرار الأعراض لمدة 2-3 أيام بعد إنهاء جرعات المضاد الحيوي.
من المهم للغاية مراجعة الطبيب حال ظهور أعراض التهاب المهبل الجرثومي، فهو الخيار الأسلم والأفضل، لكن إذا كنتِ راغبةً في معالجة نفسك منزليًّا دون مراجعة الطبيب، سنذكر لكِ بعض النصائح المهمة:
- تناول الأطعمة المحتوية على المعينات الحيوية probiotic مثل الزبادي والمتممات الغذائية المحتوية على المعينات الحيوية، إذ تعمل بمثابة الجراثيم النافعة التي تحد من نمو الجراثيم الضارة.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية صحية.
- الاهتمام بالنظافة المهبلية الصحية.
- استخدام الصابون والفوط الصحية غير المعطرة.
قد تُساعد هذه الخطوات المنزلية الطبيعية، لكن إذا لم يحدث تحسن في غضون أسبوع، يجب مراجعة الطبيب للحصول على العلاج الطبي المناسب.
ماذا عن ممارسة الجنس حال وجود التهاب المهبل الجرثومي؟ كما أسلفنا، ليس التهاب المهبل الجرثومي مرضًا منتقلًا من طريق الجنس، أي أن العدوى لن تنتقل إلى الرجل بسبب الممارسة الجنسية، لكن الأعراض الناجمة عن الالتهاب ستجعل العملية الجنسية غير مريحة، لذلك يُفضل منح المرأة بعض الراحة والوقت الكافي للشفاء، وحتى يستعيد المهبل درجة حموضته pH المناسبة.
لكن قد تنتقل العدوى من امرأة إلى أخرى نتيجة استخدام الأدوات المشتركة أو التلامس باليد أو تلامس المناطق التناسلية.
المضاعفات
قد يسبب عدم علاج التهاب المهبل الجرثومي حدوث مضاعفات، مثل زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنتقلة جنسيًّا، مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية HIV أو الكلاميديا chlamydia أو مرض السيلان gonorrhea، وتزيد الإصابة عند الحمل خطر الولادة المبكرة، إضافةً إلى ذلك يزداد خطر الإصابة بالداء الحوضي الالتهابي PID، الذي قد يؤثر على خصوبة المرأة ويُسرع من حدوث الولادة المبكرة.
الوقاية من التهاب المهبل الجرثومي
تصعب الوقاية التهاب المهبل الجرثومي، لكن توجد بعض الخطوات التي يمكن باتباعها تقليل خطر الإصابة، مثل:
- استخدام الواقي الذكري في أثناء الممارسات الجنسية: إذ يزيد السائل المنوي خطر حدوث التهاب المهبل الجرثومي، أو يزيد من شدة الأعراض، فهو ذو طبيعة قلوية ويسبب تفاعله مع الإفرازات المهبلية زيادة الرائحة المميزة.
- المحافظة على البيئة الطبيعية للمهبل: بالحد من استخدام الغسولات المهبلية والمنتجات المعطرة على الفرج أو المهبل، إذ تقلل هذه المنتجات من الحموضة الطبيعية للمهبل، ما يجعله بيئةً مناسبة لحدوث الالتهاب الجرثومي.
يعاود التهاب المهبل الجرثومي الحدوث عند 50% تقريبًا من النساء اللواتي أُصِبنَ به سابقًا في غضون 12 شهرًا، ويتطلب تكرر الإصابة تناول جرعات طويلة من المضادات الحيوية.
اقرأ أيضًا:
الالتهابات المهبلية الفطرية او الفطريات المهبلية ، سبل للعلاج و الوقاية
التهاب الفرج والمهبل ما قبل البلوغ: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
النزف المهبلي أثناء الحمل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: أكرم محيي الدين