النزف المهبلي أثناء الحمل. قد تشعرين بالخوف عند ملاحظة بقع دماء spotting أو نزف بسيط أثناء الحمل، لكن ذلك لا يعني وجود مشكلة في الحمل، فالعديد من النساء اللاتي يلاحظن نزفًا بسيطًا أو بقعًا يلدن أطفالًا أصحاء تمامًا.
النزف هو كمية بسيطة أو أثر من الدم، يتراوح لونه بين الوردي، والأحمر، والبني القاتم (بلون الصدأ)، قد تلاحظين النزف عند استخدام المرحاض أو ترين بضع نقاط من الدم على ملابسك الداخلية، وهي عادةً أفتح من لون دم الحيض، وتكون كمية الدم أقل من أن تغطي بطانة اللباس الداخلي.
يحدث النزف أثناء الحمل نتيجةً لعدة عوامل، وهو يختلف عن النزف الشديد الذي تحتاجين فيه إلى ضمادة أو سدادة قطنية لمنع النزيف من الظهور على ملابسك، إذا اختبرتِ نزيفًا شديدًا أثناء الحمل توجهي إلى قسم الطوارئ على الفور.
متى تخبرين الطبيب؟
يجب أن تخبري الطبيب إذا تعرضت لنزف أو ظهور بقع دموية أثناء الحمل، كي يقرر الحل الأمثل للمشكلة، سيسألك الطبيب عن الأعراض الأخرى مثل التقلصات أو الحمى.
يجب أن تخبري الطبيب إذا عانيت من نزف مهبلي، إذ يحتاج بعض النساء إلى علاج إذا تعرضن للنزف أثناء الحمل.
إذا تعرضتِ للنزف في أثناء الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، يجب أن تذهبي إلى الطبيب أو لطلب الرعاية الطبية الطارئة على الفور.
النزف في الثلث الأول من الحمل
يختبر 25% من النساء النزف في أثناء الاثنى عشر أسبوعًا الأولى من الحمل، ويحدث النزف غالبًا في الأسبوع السادس والسابع من الحمل، وهو ليس بالضرورة علامةً على الإجهاض.
ويرجع النزف في الثلث الأول من الحمل إلى:
- نزف الزرع.
- الحمل خارج الرحم.
- الإجهاض.
- أسباب أخرى.
أسباب النزف المهبلي أثناء الحمل:
نزف الزرع implantation bleeding
يحدث نزف الزرع بعد 6 إلى 12 يومًا من الحمل، وهو علامة على أن الجنين قد زُرِع في بطانة الرحم، ويُعَد هذا من العلامات الأولى لحدوث الحمل، ولكن لا يحدث لكل النساء.
يتراوح لون نزف الزرع من الوردي الفاتح إلى البني القاتم، وهو يختلف عن الدورة الشهرية لأنه مجرد تبقع فاتح اللون لا يحتاج إلى ضمادة أو سدادة قطنية، كما أن الدم لن ينزل إلى المرحاض.
يستغرق نزف الزرع من عدة ساعات إلى ثلاثة أيام، ثم يتوقف من تلقاء نفسه.
الحمل خارج الرحم ectopic pregnancy
يُعَد الحمل خارج الرحم حالةً طارئة، ويحدث عندما تتشبث البويضة المخصبة خارج الرحم، وفي هذه الحالة قد يكون النزيف من البسيط إلى الشديد علامةً على حدوث حمل خارج الرحم.
يتزامن حدوث نزيف الحمل خارج الرحم مع:
- ألم حاد أو بسيط في البطن أو الحوض.
- ضعف، ودوار، وإغماء.
- ضغط في المستقيم.
تواصلي مع طبيبك على الفور إذا عانيتِ هذه الأعراض.
فقدان الحمل المبكر أو الإجهاض miscarriage
تحدث أكثر حالات الإجهاض خلال الثلاثة عشر أسبوعًا الأولى من الحمل، إضافةً إلى النزيف، قد تلاحظين هذه العلامات أيضًا في حالة الإجهاض:
- ألم متوسط أو شديد في الظهر.
- فقدان الوزن.
- مخاط أبيض وردي.
- تقلصات أو انقباضات.
- نسيج مع مادة تشبه الجلطات تخرج من المهبل.
- هبوط مفاجئ في علامات الحمل.
عند حدوث الإجهاض لا يكون بوسعنا فعل الكثير لإنقاذ الحمل، ومع ذلك يجب أن تذهبي للطبيب لتجنب المضاعفات.
سيجري الطبيب فحصًا للدم لمتابعة هرمون الحمل المسمى بموجهة الغدد التناسلية المشيمية HCG بعد 24 ساعة وبعد 48 ساعة، لمراقبة مستوى الهرمون، إذ يوضح تدني مستوى الهرمون فقدان الحمل.
لا يعني الإجهاض أنك ستعانين من مشاكل عند الحمل في المستقبل، ولا يزيد من احتمالية الإجهاض في المستقبل، إلا إذا تعرضتِ لعدة إجهاضات متتالية.
من المهم معرفة أن الإجهاض ليس له سبب محدد. تظهر الدراسات أن الإجهاض أمر شائع ويحدث في نحو 20% من النساء بعد حدوث الحمل.
أسباب أخرى
من الممكن التعرض للنزف خلال الحمل دون أي من الأسباب السابقة، إذ يمر الجسم في أثناء فترة الحمل بتغيرات كثيرة، قد تكون التغيرات في عنق الرحم مسئولةً عن النزف المعتدل في بعض النساء، إضافةً إلى التغيرات الهرمونية.
قد تعانين نزفًا معتدلًا بعد الجماع، أو إذا كنت نشطةً جدًا، أو بسبب وجود عدوى. من المهم جدًا أن تتحدثي إلى الطبيب إذا عانيت من النزف كي يستثني الحالات الخطرة.
النزف في الثلث الثاني من الحمل
عادًة يكون النزف البسيط أو التبقع خلال الثلث الثاني من الحمل بسبب تهيج عنق الرحم بعد الجماع أو فحص عنق الرحم، وهذا أمر شائع ولا يستدعي القلق.
سليلة عنق الرحم cervical polyp هي سبب آخر للنزف في الثلث الثاني من الحمل، وهي نمو غير ضار في عنق الرحم، إذ تزيد الأوعية الدموية حول عنق الرحم، ما قد يسبب النزيف.
إذا اختبرتِ أي نزيف مهبلي كثيف يشبه الدورة الشهرية، توجهي إلى الطبيب فورًا، إذ قد يكون النزيف الكثيف في الثلث الثاني من الحمل علامةً على حالة طارئة، مثل :
- مشيمة منزاحة placenta previa.
- ولادة مبكرة (مخاض مبتسر).
- إجهاض متأخر.
النزف في الثلث الأخير من الحمل
النزف الخفيف أو التبقع خلال المراحل الأخيرة من الحمل قد يحدث بعد الجماع أو فحص عنق الرحم، وهو أمر شائع ولا يدعو للقلق، وقد يكون أيضًا نتيجة عرض دموي bloody show، أو علامةً على قرب موعد الولادة.
إذا تعرضت لنزيف مهبلي كثيف خلال المراحل الأخيرة من الحمل يجب أن تذهبي إلى قسم الطوارئ على الفور، فقد يكون بسبب:
- مشيمة منزاحة.
- انفصال المشيمة.
- أوعية منزاحة vasa previa.
إذا كان النزيف بسيطًا، يجب أن تستشيري الطبيب مع ذلك، وهو المسؤول عن تقييم الحالة بناءً على ما يراه من أعراض.
علامات الإجهاض
الثلث الأول من الحمل
تحدث معظم حالات الإجهاض في الثلاثة عشر أسبوعًا الأولى من الحمل (نحو 10% من كل حالات الحمل تتعرض للإجهاض في هذه المرحلة)، أخبري الطبيب على الفور إذا عانيتِ نزيفًا أو تبقعًا لا يتوقف من تلقاء نفسه بعد عدة ساعات، قد تشعرين بالألم أو التقلصات في الجزء الأسفل من البطن أو الظهر، أو سائل أو نسيج يخرج من المهبل، مع هذه الأعراض:
- فقدان الوزن.
- مخاط أبيض وردي.
- انقباضات.
- هبوط مفاجئ في علامات الحمل.
في الأسابيع الأولى من الحمل قد يطرد الجسم الأنسجة الجنينية من تلقاء نفسه، ولا يتطلب ذلك إجراءً طبيًّا، ولكن يجب أن تُعلمي طبيبك على أي حال كي يتأكد من خروج كل الأنسجة، وللاطمئنان على صحتك عمومًا.
قد يتطلب حدوث الإجهاض في الثلث الأول من الحمل إجراء توسيع وكحت dilation and curettage لوقف النزيف ومنع العدوى، ومن المهم الحصول على الدعم النفسي في هذه المرحلة.
الثلثان الثاني والثالث من الحمل
تتضمن علامات الإجهاض المتأخر:
- عدم الإحساس بحركة الجنين.
- نزف أو تبقع مهبلي.
- تقلصات في الظهر أو البطن.
- مرور أنسجة أو سوائل من خلال المهبل.
أخبري الطبيب على الفور إذا عانيت هذه الأعراض، إذا ثبت موت الجنين سيصف لك الطبيب أدويةً لإخراج الجنين والمشيمة من خلال المهبل، أو بإجراء جراحة.
من المهم الحصول على الرعاية الطبية والدعم النفسي في هذه المرحلة. إذا كنت لا تستطيعين العودة إلى العمل، بوسع الطبيب منحك تقريرًا لتأخذي وقتًا إضافيًا للتعافي. إذا كنت تخططين للحمل مجددًا، استشيري الطبيب بشأن الوقت المناسب لهذه الخطوة.
إيجاد الدعم
قد يكون الإجهاض محبِطًا، لكن اعلمي أنه ليس خطأكِ، الجأي إلى العائلة والأصدقاء، ويمكنك التحدث إلى مختص. بوسع أكثر النساء الحصول على حمل صحي في المرات التالية، اسألي طبيبك متى تكونين مستعدة.
كيف يشخص طبيبك النزف المهبلي أثناء الحمل
إذا عانيتِ من نزف -غير نزف الزرع- لا يتوقف من تلقاء نفسه بعد عدة ساعات، سيجري الطبيب فحصًا مهبليًّا لتحديد كمية النزيف، إضافةً إلى عمل أشعة فوق صوتية على البطن والمهبل، وفحص ضربات القلب، للتأكد من سلامة الجنين.
قد تحتاجين إلى فحص هرمون الحمل في المراحل الأولى من الحمل، قد تساعد هذه التحاليل على تمييز الحمل الطبيعي، والحمل خارج الرحم، ولاستثناء الإجهاض. معرفة فصيلة الدم أمر ضروري أيضًا.
الخلاصة
النزف خلال الحمل ليس دومًا أمرًا خطيرًا، يختبر العديد من النساء نزف الزرع في أثناء المراحل الأولى من الحمل، من الطبيعي أيضًا اختبار النزف في بعض الحالات مثل بعد الجماع.
أخبري طبيبك إذا لم يتوقف النزيف من تلقاء نفسه، أو إذا ازداد كثافةً، أخبري الطبيب إذا كنت تعانين من أعراض أخرى إلى جانب النزف مثل التقلصات، وآلام الظهر، وارتفاع درجة الحرارة.
تذكري أن أكثر النساء اللاتي اختبرن النزف المهبلي حظين بحمل صحي، لكن استعيني بالمساعدة الطبية لتقييم حالتك واتخاذ ما يلزم.
اقرأ أيضًا:
كل ما تحتاج إلى معرفته عن مقدمات الارتعاج (تسمم الحمل)
التغذية في فترة الحمل: تكوين طفل في غضون تسعة أشهر ليس أمرًا بسيطًا!
ترجمة: آية مصطفى
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: أكرم محيي الدين
