تحدث موجات الجاذبية gravitational waves نتيجةً لأحداث مفجعة في الكون. النجوم النيوترونية التي تدور حول بعضها وتندمج في نهاية المطاف هي أحد مسببات موجات الجاذبية، وتنطبق الفكرة ذاتها على دوران ثقبين أسودين أحدهما حول الآخر، ولكن أحيانًا تُرصد موجات الجاذبية دون سبب واضح.
في 14 يناير 2020، أكتشف مرصد ليغو LIGO/VIRGO إحدى هذه الموجات، تصدر من نفس موضع نجم منكب الجوزاء Betelgeuse، المعروف أيضًا باسم ألفا أوريونيس Alpha Orionis. خفت هذا النجم بعض الشيء حديثًا، ويُتوقع أن ينفجر إذ يدخل طور المستعر الأعظم supernova.
هل ترتبط موجات الجاذبية بمنكب الجوزاء ؟
يُعَد منكب الجوزاء عملاقًا أحمر في كوكبة الجبار constellation Orion. وقد أنهى مرحلة التسلسل الرئيسي منذ نحو مليون عام، وأصبح عملاقًا أحمر منذ 40 ألف عام. في النهاية سينفد وقوده الهيدروجيني وتنهار نواته على نفسها، ثم ينفجر.
خفت النجم حديثًا، ما أثار تكهنات حول اقترابه من طور المستعر الأعظم. لكن العلماء استبعدوا هذه الفكرة، إذ يُقدرون أن مثل هذه المرحلة لن تحدث قبل مئة ألف سنة، لكن ما سبب هذا الخفوت؟
هل لموجات الجاذبية علاقة بخفوت ضوء النجم؟
يُعَد نجم منكب الجوزاء من النجوم المتغيرة، وقد يتقلب الضوء الصادر عنه، فمثل تلك النجوم ليست كيانات ثابته. إنه نجم متغير يُظهر تغيرات منتظمة وغير منتظمة في سطوعه.
تُعرَف الأمواج التي اكتشفها مرصد ليغو بالأمواج المندفعة burst waves. قد تنتج مثل هذه الموجات عن مستعر أعظم، ولكن منكب الجوزاء لم يصل إلى هذه المرحلة بعد ولن يفعل قريبًا.
رجح بعض العلماء أن موجات الجاذبية المكتشَفة ليس لها علاقة بالنجم نفسه. في الواقع، قد لا يكون اكتشاف الموجات المندفعه حقيقي من الأساس.
غرد كريستوفر بيري عبر تويتر عن موجات الجاذبيّة المندفعة، وهو عالم فيزياء فلكية يدرس موجات الجاذبية في مركز الاستكشاف والبحث العلمي متعدد التخصصات التابع لجامعة نورث وسترن للفيزياء الفلكية.
كذلك غرد أندي هول المهتم بدراسة المستعرات العظمى والطاقة المظلمة من مرصد لاس كومبريس، وأعرب عن إعجابه باكتشاف موجات الجاذبية المندفعة، وإنه ذهب ليفحص النجم منكب الجوزاء.
لن يبلغ منكب الجوزاء طور المستعر الأعظم قريبًا على كل حال، وقد تكون موجات الجاذبية المندفعة مجرد خلل، وربما خفوت النجم هو ظاهرة طبيعية ولا تمثل أي تهديد. يومًا ما سينفجر منكب الجوزاء، وسيكون انفجارًا عظيمًا، لكن لن يشعر به سكان الأرض غالبًا.
انفجار النجوم من الأحداث الرائعة حقًا، وينتج عن تلك الانفجارات، طوفان هائل من الإشعاع القاتل: الأشعة السينية وفوق البنفسجية والمواد النجمية المقذوفة بشدة، وأشعة غاما الأشد فتكًا، ولكن قد لا ينتج منكب الجوزاء أيًّا من ذلك عند انفجاره. وعلى أي حال نحن نبعد نحو 700 سنة ضوئية عن منكب الجوزاء، وهي مسافة أكبر من أن تثير قلقنا.
سوف يتغير شكل كوكبة الجبار إلى الأبد. إذ سيوجد جرم جديد في السماء لندرسه: بقايا المستعر الأعظم.
اقرأ أيضًا:
موجات الجاذبية – بماذا أفادنا اكتشاف أمواج الجاذبية ؟
يؤكد علماء الرياضيات إمكانية نقل البيانات عن طريق موجات الجاذبية
ترجمة: آية قاسم
تدقيق: بدر الفراك
مراجعة: أكرم محيي الدين
