اعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ هو أحد أمراض القلب الناتج عن الإفراط في شرب الكحول ، إذ يُضعف شرب الكحول طويل الأمد عضلة القلب ويرققها، كما يؤثر على قدرتها في ضخ الدم، وسيؤدي نقص تدفق الدم الناتج عن عدم تمكن القلب من ضخ الدم بفعالية إلى تعطيل وظائف الجسم الأساسية، ويمكن أن يتسبب في فشل القلب ومشاكل صحية أخرى تهدد حياة المريض.
ينتشر هذا المرض انتشارًا أكبر عند الرجال بعمر 35-50، ولكنه يصيب النساء أيضًا. يتصف الأشخاص المصابون باعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ بسجل من استهلاك مفرط وطويل الأمد للكحول عادة ما يمتد بين 5-15 سنة.
ويقصد بالاستهلاك المفرط للكحول تجاوز الحدود اليومية الموصى بها، ومقدار الإفراط هذا:
- عند الرجال يكون أكثر من أربع جرعات يوميًا أو أكثر من 14 أسبوعيًا.
- عند النساء أكثر من ثلاث جرعات يوميًا أو أكثر من 7 أسبوعيًا.
ليس بالضرورة دائمًا أن يسبب اعتلال عضلة القلب الكحولي ظهور أعراض، وعندما تظهر تكون غالبًا أعراضًا لفشل القلب، وتشمل هذه الأعراض عادة الإجهاد وضيق التنفس وتورم الساقين والقدمين.
اتصل بطبيبك على الفور عندما تعتقد أنك مصاب بهذا المرض، ويمكن أن يساعد العلاج الفوري للمرض على منع زيادة سوء المرض وتطوره لمضاعفات أخطر مثل قصور القلب الاحتقاني CHF.
ما هي أعراض اعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ؟
- ضيق التنفس
- تورم الساقين والقدمين والكاحلين
- الإجهاد
- الوهن
- الدوخة أو الإغماء
- فقدان الشهية
- صعوبة في التركيز
- نبض سريع وغير منتظم
- سعال ذو بلغم رقيق وردي
- تغيير في طرح البول
ومن المهم الإشارة إلى أن اعتلال عضلة القلب الكحولي يمكن ألا يترافق مع أي أعراض حتى يصبح المرض في مراحل أكثر تقدمًا، وعندها تكون هذه الأعراض غالبًا هي نتيجة لفشل القلب.
ما هي أسباب اعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ؟
لتعاطي الكحول المفرط تأثير سام على العديد من أعضاء الجسم من بينها القلب، وتسبب هذه السمية الضرر كما تضعف عضلة القلب مع مرور الوقت، وهذا يصعب على القلب أن يضخ الدم بكفاءة.
وعندما لا يستطيع القلب أن يضخ كمية كافية من الدم سيبدأ بالتوسع لحمل الكمية الإضافية من الدم، وهذا سيؤدي لتضخم القلب وترققه. وفي النهاية يمكن أن تتوقف عضلة القلب والأوعية الدموية عن أداء وظيفتها كما ينبغي؛ بسبب الضرر والضغط الذي لحق بها.
كيف يشخص اعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ؟
سيجري الطبيب من أجل تشخيص المرض اختبارات بدنية ويستفسر عن السجل الطبي للمريض، كما يمكن أن تجرى بعض الفحوصات المخبرية وصور الأشعة السينية.
الاختبار البدني
يتأكد الطبيب خلال الفحص من النبض وضغط الدم، كما ينصت لصوت الرئتين والقلب للتحقق من وجود أي أصوات غير طبيعية.
وتسمح هذه الاختبارات البسيطة بتحديد الإشارات الممكنة لاعتلال عضلة القلب الكحولي أو الفشل القلبي، وتضم هذه الإشارات:
- توسع القلب
- أصوات لنفخات قلبية من تضرر الصمام
- أصوات الاحتقان في القلب والرئتين
- تورم الأوردة الوداجية في الرقبة
- تورم الساقين والقدمين والكاحلين
كما يسألك الطبيب أيضًا عن سجلك الطبي وعادات الشرب، ومن المهم أن تكون صادقًا مع طبيبك فيما يتعلق بحجم استهلاكك للكحول بما في ذلك عدد الجرعات وكمياتها التي تتناولها يوميًا، إذ يسهل هذا على الأطباء التشخيص ورسم الخطة العلاجية.
الفحوصات المخبرية
لا تفيد الفحوصات المخبرية في تشخيص اعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ ولكنها تساعد الطبيب على التحقق من درجة عجز القلب، بالإضافة للتأكد من تضرر الأعضاء الأخرى.
يمكن أن يطلب الطبيب إجراء الفحوصات التالية لتقييم وظيفة الأعضاء:
- مجموعة اختبارات كيمياء الدم التي تقيس مستويات مواد معينة في الدم
- اختبار وظيفة الكبد الذي يساعد على الكشف عن التهاب وتضرر الكبد
- اختبار الكوليسترول الذي يكشف عن مستويات الكوليسترول في الدم
- التصوير التشخيصي
هناك العديد من أنواع التصوير التي يمكن أن تختبر القلب والرئتين:
- قد تظهر صورة الصدر بالأشعة السينية أو صورة الصدر بالتصوير المقطعي المحوسب إذا كان القلب قد تضخم بالفعل، ويمكن أن تكشف هذه الصور عن أي احتقان أو سوائل في الرئتين (هذه هي علامات شائعة لاعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ).
- تستخدم تقنية مخطط صدى القلب الموجات الصوتية لإنشاء صور للقلب وقد تكشف هذه التقنية عن:
- تضخم القلب
- تسرب في صمام القلب
- ارتفاع ضغط الدم
- جلطات دموية
– يمكن أن يتحقق المخطط الكهربائي للقلب EKG من الإشارات الكهربائية التي تتحكم بنبض القلب، إذ إن اعتلال عضلة القلب الكحولي يمكن أن يعطل من نظم القلب متسببًا في نبض سريع جدًا أو بطيء جدًا، وبالتالي يكشف المخطط الكهربائي للقلب عن أي نبضات غير منتظمة.
كيف يعالَج اعتلال عضلة القلب الكحوليّ المنشأ؟
تتمثل الخطوة الأولى في علاج اعتلال عضلة القلب الكحولي في التوقف عن استهلاك الكحول بشكل كامل، ويمكن أن يساعد طبيبك في منع ظهور أعراض الانسحاب الكحولي (أعراض تظهر بعد التوقف عن شرب الكحول).
وستحتاج أيضًا إلى إجراء تعديلات في الحمية ونمط الحياة، وقد يقترح الطبيب بعض التعليمات:
- اتباع حمية قليلة الملح
- تناول مدرات البول لزيادة إزالة الماء والملح من الجسم عن طريق التبول
- الحد من كمية السوائل التي تشربها؛ لتخفيف الضغط على قلبك جراء احتباس السوائل
كما يمكن أن يصف طبيبك مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا للمساعدة في خفض ضغط الدم، وإذا أصيب قلبك بأضرار بالغة فقد يقترح الطبيب زرع جهاز مزيل الرجفان أو جهاز تنظيم ضربات القلب لمساعدة القلب على العمل.
توقعات سير المرض طويلة الأمد
تختلف التوقعات بالنسبة للأشخاص المصابين باعتلال عضلة القلب الكحولي المنشأ اعتمادًا على طول الفترة والكمية التي استهلكت فيها الكحول في تلك الفترة الزمنية.
تحدد هذه العوامل خطورة تضرر القلب، وفي الحالات التي يكون فيها الضرر بالغًا تصبح نسبة إكمال الشفاء منخفضة، وبمجرد اعتبار الضرر نهائيًا غير قابل للعكس يكون من الصعب على القلب وبقية الأعضاء التعافي من جديد.
ولكن إذا اكتُشف المرض مبكرًا قبل أن يتسبب بضرر بالغ: يمكن حينها معالجة المرض، وحتى في بعض الحالات يمكن عكس الضرر. ومن المهم الالتزام بالخطة العلاجية والتوقف عن استهلاك الكحول أثناء فترة الشفاء.
اقرأ أيضًا:
ما الفرق بين معاقرة الكحول و إدمان الكحول ؟
كيف يزيد شرب الكحول من خطر السرطان ؟
نبات القنب (الماريجوانا)، هل هو مضر بالقلب؟
ترجمة: عدي بكسراوي – تدقيق: محمد الصفتي
مراجعة: رزان حميدة