ما الفرق بين معاقرة الكحول و إدمان الكحول ؟ يؤثر الكحول على الأشخاص بطرق عديدة. يمكن لبعض الأشخاص الاستمتاع بكأس من النبيذ مع الطعام وشرب كميات معتدلة من الكحول في الجلسات الاجتماعية من دون أية مشاكل. يُعد أخذ مشروب واحد أو أقل في اليوم بالنسبة للنساء ومشروبين أو أقل في اليوم بالنسبة للرجال شربًا معتدلًا، وفقًا (لمراكز مكافحة الأمراض والتحكم بها-Centers for Disease Control and Prevention).

قد يكون شرب الكحول بكميات كبيرة أو في معظم الأحيان، أو عدم القدرة على التحكم باستهلاكه، إشارة إلى مشكلة كبيرة. يمكن أن تظهر عند الأشخاص مشكلتان مختلفتان، هما معاقرة الكحول (الشرب التعسفي) أو إدمان الكحول.

غالبًا ما يُستخدم هذان المصطلحان على نحو متبادل (أي يُخلط بينهما)، لكن هناك اختلافات جلية بينهما. الأشخاص الذين يعاقرون الكحول (يشربونه بشكل تعسفي) يشربونه بكثرة في بعض الأحيان وغالبًا ما تسفر عادات شربهم عن ضعف تقدير للأمور وسلوك خطير. لكن عمومًا الأشخاص الذين يعاقرون الكحول ليسوا مدمنين. في المقابل، يعني إدمان الكحول أن الشخص يحتاج إلى الكحول حتى يتمكن من اجتياز يومه.

يفيد (المعهد الوطني لمعاقرة وإدمان الكحول -National Institute on Alcohol Abuse and Alcoholism) بأن هناك حوالي 18 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون الاضطرابات الناجمة عن شرب الكحول. يمكن أن تكون هذه الاضطرابات مدمرة ومهددة للحياة.

يمكن أن يسبب إدمان الكحول ومعاقرته حالات صحية خطرة. إذ يمكن للكحول أن يفاقم بعض الاعتلالات، كهشاشة العظام، ويمكنه أن يؤدي إلى سرطانات معينة. أيضًا، يصبح من الصعب تشخيص مشاكل صحية أخرى في حال معاقرة الكحول، مثل مرض القلب. يرجع هذا إلى الطريقة التي يؤثر بها الكحول في نظام الدورة الدموية.

ما هي أعراض استهلاك الكحول ومعاقرته و الإدمان على الكحول ؟

يسبب التركيز العالي للكحول في الدم أعراضًا مثل:

  • التلعثم في الكلام.
  • البطء في ردات الفعل.
  • القدرة الضعيفة على التحكم بتحركات الجسم.
  • الصعوبة في التركيز.
  • فجوات في الذاكرة، أو انقطاع جزئي للذاكرة.
  • قدرات ضعيفة على اتخاذ القرارات.
  • سلوك خطير.
  • البقاء واعيًا لكن من دون ذاكرة لأفعالك، يُدعى هذا التعتيم.

يمكن أن تسبب التراكيز العالية جدًا للكحول في الدم مشاكل في التنفس، غيبوبة، أو الموت.

يشرب العديد من الأشخاص الكحول دون حدوث آثار سلبية. لكن يمكن لأي شخص أن يختبر تأثيراته، مثل الإعياء والتقيؤ، أو صداع الثمالة.

يمكن أن يؤدي شرب الكحول أيضًا إلى:

  • الحوادث.
  • السقوط (التهاوي).
  • الغرق.
  • الشجار.
  • الانتحار.

يجب عليك ألا تحاول القيادة أو تسيير آليات ثقيلة حين تكون تحت تأثير الكحول. تتضمن أعراض (علامات) إدمان الكحول:

  • رغبة قوية أو توق للشرب.
  • عدم القدرة على التحكم بهذه الرغبة.
  • عدم القدرة على وقف الشرب.
  • ازدياد الطلب على الكحول.
  • الكذب حول الشرب.
  • محاولة الشرب دون علم الآخرين.
  • عدم القدرة على قضاء نشاطاتك اليومية دون شرب الكحول.

تتضمن أعراض (علامات) معاقرة الكحول:

  • الشرب للترويح عن النفس.
  • القيادة تحت تأثير الكحول.
  • مشاكل مع العائلة والأصدقاء بسبب الشرب.
  • إهمال المسؤوليات.
  • وجود مشاكل قانونية بسبب الكحول.

قد ينكر الأشخاص الذين يعاقرون الكحول أن لديهم مشكلة، لكن هناك طرقًا لمعرفة أن هذا الشخص يعاقر الكحول. يمكن للأشخاص الذين يعاقرون الكحول الشرب في الكثير من الأحيان وقد يختبرون مشاكل عائلية، أو مشاكل في العمل، أو في المدرسة بسبب الشرب. مع ذلك، بإمكانهم التهوين من شربهم أو الكذب حول كمية الكحول التي يستهلكونها.

من هم الأشخاص المعرضون لخطر معاقرة الكحول وإدمانه؟

بالنسبة لبعض الأشخاص، معاقرة الكحول وإدمانه هي نتيجة عوامل اجتماعية أو نفسية. قد يشربونه لتهدئة أنفسهم أو التخفيف عنها حسب أوضاعهم الاجتماعية. يشرب آخرون الكحول للتمكن من التأقلم مع المشاكل النفسية أو الضغط في حياتهم اليومية.

أيضًا، يمكن أن تكون معاقرة الكحول وإدمانه متوارثًا في العائلة. على أية حال، حتى وإن كان هنالك جينات تولّد استعدادًا للإدمان على الكحول فإن تأثيرها ليس حتميًّا. الأسباب الحقيقية وراء معاقرة الكحول وإدمانه غالبًا مجهولة.

تكون معاقرة الكحول واردة أكثر في مراحل معينة من الحياة. من المرجح أكثر للذكور وطلاب الجامعات والأشخاص الذين يمرون بأوقات عصيبة أو صدمة أن يعاقروا الكحول.

الأشخاص الذين يعانون من الأمور الآتية هم أكثر عرضة للتعامل مع مشاكلهم عن طريق الكحول:

  • الاكتئاب.
  • الوحدة.
  • الضغط العاطفي.
  • الملل.

وهذا شيء خطير لأن معاقرة الكحول يمكن أن تؤدي إلى إدمانه. وذلك لأن مستويات تحمل الكحول يمكن أن تزيد بصورة تدريجية، إذ يبدأ بعض الأشخاص في شرب المزيد والمزيد مع مرور كل يوم.

كيف تُشخص معاقرة الكحول وإدمانه؟

إدمان الكحول ومعاقرته هي حالات يمكن تشخيصها عندما:

  • تؤثر على العلاقات.
  • تسبب الأذى أو الإصابة.
  • يكون لها أثر سلبي على نوعية حياتك.

يمكن أن يكون تشخيص معاقرة الكحول ذاتيًا. غالبًا ما تحاول عائلة الشخص وأصدقاؤه مساعدته على إدراك أن طريقة شربه هي خارج السيطرة، لكن من الممكن ألا يرى ذلك.

قد يسألك طبيبك عن عادات شربك وتاريخك الصحي. يمكنه أيضًا أن يستخدم تحليل الدم ليقيّم صحتك بشكل عام، مع إيلاء اهتمام خاص بمناطق الجسم الأكثر تأثرًا بالكحول، من ضمنها الدماغ وأجزاء أخرى من الجهاز العصبي والقلب والكبد أيضًا.

المضاعفات الناجمة عن إدمان الكحول

يستمر العديد من الأشخاص المدمنين في الشرب حتى عندما تظهر لديهم مشاكل صحية متعلقة به. في بعض الأحيان، سيلاحظ ذووهم وأصدقاؤهم المقربون المشكلة قبل أن يلاحظها الشخص نفسه. من المهم أن يعترف الشخص المدمن على الكحول بمشكلته. وإن لم يعترف الشخص بأن لديه مشكلة، فإن العلاج لن يكون ناجحًا باعتبار أن الشخص لن يأخذ العلاج على محمل الجدية وغالبًا لن يستفيد من العلاج المقدم له.
يمكن أن يكون لمعاقرة الكحول تأثيرات على المدى الطويل والمدى القصير، مثل التسمم الكحولي والقصور الجنسي وتلف الكبد.

تشمل التأثيرات طويلة الأجل وقصيرة الأجل المتعلقة بإدمان الكحول ضرر الدماغ وتلف الكبد وازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب.

الإقلاع عن الكحول

يمكن أن يعاني الشخص المدمن الذي يتوقف عن شرب الكحول من أعراض الإقلاع. تتضمن أعراض الإقلاع:

  • غثيان.
  • رجفان.
  • تعرق.
  • انفعالية
  • اضطراب وضيق.

يمكن للإقلاع عن الكحول أن يكون حالة صحية طارئة. ابحث عن المساعدة الطبية فورًا إذا تعرض الشخص إلى:

  • نوبات تشنجية.
  • إقياء شديد.
  • هلوسات.
  • حمى.

إذا كنت تعاني من إدمان الكحول أو الإدمان على الكحول ولديك تاريخ مع أعراض الإقلاع، زُر الطبيب قبل الإقلاع. عليك أيضًا أن ترى طبيبًا قبل الإقلاع عن الكحول في حال كنت تعاني من حالات صحية أخرى.

كيف تُعالج معاقرة الكحول و الإدمان على الكحول ؟

يركز علاج معاقرة الكحول وإدمانه على مساعدتك في تعلم طرق للسيطرة على المرض. يجب على معظم الأشخاص الذين يتعافون من إدمان الكحول الامتناع عنه لأن شرب الكحول باعتدال صعب عليهم جدًا. الامتناع هو غالبًا الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا المرض.

يتضمن العلاج مساعدة الأشخاص على فهم إدمانهم وأية مشاكل أخرى في حياتهم. يتضمن أيضًا الالتزام بالبقاء متزنًا (غير ثمل) أو ممارسة عادات شرب صحية أكثر. يمكن أن يكون التعافي من إدمان الكحول عملية طويلة.

غالبًا، يشمل العلاج من معاقرة الكحول علاجًا نفسيًا وتعلم مهارات تكيف جديدة واكتشاف طرق صحية لضبط التوتر.

الأدوية

يصف الأطباء في بعض الأحيان أدوية لتخفيف أعراض الإقلاع. يمكن لأدوية أخرى أن تساعدك على الإقلاع بواسطة وقف الشعور بالثمالة أو جعلك تشعر بالإعياء إبان دخول الكحول إلى جسدك. باستطاعة الأدوية أن تساعدك أيضًا في تخفيف الرغبة نحو الشرب.

مجموعات الدعم

يزيد حصولك على الدعم والبحث عن علاج متخصص من فرص التعافي من إدمان الكحول أو الإدمان على الكحول. تؤمّن مجموعات مثل مجموعة Alcoholics Anonymous (AA) الدعم للأشخاص الذين يستردون عافيتهم.

ما هي أخطار معاقرة الكحول والإدمان على الكحول بعيدة المدى؟

الأشخاص الذين يعاقرون الكحول والأشخاص المدمنون عليه هم في خطر متزايد لظهور المشاكل الصحية، مثل:

  • السرطان.
  • مشاكل الصحة النفسية.
  • مشاكل الكبد.
  • ضرر الدماغ.
  • جهاز مناعي ضعيف.

حتى الأشخاص الذين يكملون علاجهم يواجهون خطر الانتكاس. من المهم معرفة علامات التحذير والبحث عن المساعدة إذا كنت قلقًا من حدوث الانتكاس. كما يساعد العلاج النفسي المستمر والدعم على تقليل الخطر.

اقرأ أيضًا
كيف يزيد شرب الكحول من خطر السرطان ؟
شرب الكثير من الكحول يمكن أن يغير جيناتك !
هل يقصر استهلاك الكحول العمر؟

ترجمة رؤى بركات – تدقيق نغم رابي

المصدر