يصف العديد من الأطباء الستاتينات -أو أدوية خفض الكوليسترول- كي تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الذبحات الصدرية، وغالبًا ما يظل المريض يتعاطاها طيلة حياته. للأسف الشديد تظهر مع تعاطي الستاتينات آثار جانبية معينة، وأشيع تلك الآثار هو اعتلال العضلات myopathy، وهو اضطراب طبي مؤلم يصيب العضلات الهيكلية في الجسد.
تصنيفات اعتلال العضلات
يُقسم اعتلال العضلات إلى ثلاثة أنواع مختلفة حسب درجة السُميّة toxicity:
- ألم العضلات Myalgia: هو ألم شامل للعضلات عمومًا، ويُلاحظ عند فحص الدم ارتفاع صغير لإنزيم الكرياتين كيناز المصاحب لتلف العضل.
- التهاب العضلات Myositis: وهو ألم في العضلات، لكن مع مستويات أعلى من الكرياتين كيناز في الدم.
- انحلال الربيدات Rhabdomyolysis: نوع خطير مهدد للحياة من أنواع اعتلال العضل، ويظهر حينما تتفكك العضلات ويرتفع الكرياتين كيناز بشدة في الدم بما يعادل عشرة أضعاف المستويات الطبيعية، في بعض الحالات يكون انحلال الربيدات قاتلًا لتسببه في الفشل الكلوي الحاد.
أعراض اعتلال العضلات المحرض بالستاتينات
تظهر الأعراض في معظم حالات اعتلال العضلات في عضلات العضدين والكتفين والحوض والأرداف، وتُصاب عضلات القدمين واليدين في المرحلة المتأخرة من المرض.
وتشمل العلل الشائعة في الجزء السفلي من الجسم ما يلي:
- تقلصات عضلية.
- ثقل.
- تصلب.
وتتضمن أعراض انحلال الربيدات:
- ألمًا شديدًا في كامل الجسد.
- بولًا غامق اللون.
- ضعفًا في العضلات.
- تلفًا كلويًا.
الأشخاص الأنشط بدنيًا معرضون بنسبة أكبر للإصابة باعتلال العضلات من أولئك الخاملين بدنيًا.
عوامل الخطر
بحسب موقع عيادة مايو Clinic Mayo، تدخل عدة عوامل في اعتلال العضلات المحرض بالستاتينات:
- الجنس، إذ أن الإناث أكثر عرضة للإصابة.
- انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI).
- التقدم في السن، خاصة بعد الثمانين.
- إهمال علاج الأمراض المزمنة مثل قصور الغدة الدرقية، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وأمراض الكبد والكلى.
- الإفراط في شرب الكحول.
- الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية القاسية.
- الإصابة بمرض السكري بأحد نوعيه الأول أو الثاني.
- الإفراط في شرب عصير الآس بري والجريب فروت.
- التداخلات العلاجية، وتتضمن أدوية علاج فيروس نقص المناعة الذاتية HIV، والمضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المستخدمة لتثبيط جهاز المناعة، والأدوية المستخدمة لعلاج ضربات القلب غير المنتظمة.
- الإصابات الكبيرة والعمليات الجراحية.
علاج اعتلال العضلات
اتصل بطبيبك في أسرع وقت إذا لاحظت ظهور أعراض اعتلال العضلات لديك بعد بدء تناول الستاتينات، سيطلب منك فحص الدم لقياس مستويات الكرياتين كيناز وقياس انحلال الربيدات، فإن أشارت النتائج إلى انحلال الربيدات، فسيوقف علاج الستاتين فورًا.
إذا أسفر الفحص عن نسب طبيعية من الكرياتين كيناز أو مرتفعة ارتفاعًا طفيفًا كما في أغلب الحالات، فسيركز الطبيب على محاولة تخفيف الألم عن طريق التحكم في العوامل التالية:
- التمارين الرياضية القاسية.
- شرب عصير الجريب فروت.
- بعض الحالات المعينة، مثل قصور الغدة الدرقية أو نقص فيتامين د.
لتحديد ما إذا كان ألم العضلات الذي تعانيه سببه الدواء أم هو جزء من طبيعة تقدمك بالعمر، سيوقف الطبيب الدواء لفترة مؤقتة -أسبوعين على الأغلب- ليتيح لك وقتًا تقارن فيه كيف تشعر خلال فترة التوقف هذه.
قد يساعد خفض الجرعة على تقليل آلام العضلات، إلا أنه قد يعيق أثر الدواء في خفض الكوليسترول، ولهذا السبب قد يوصي الطبيب باستبدال دواء الستاتين بنوع آخر من نفس العائلة له نفس التأثير ولكن بجرعات أخفض.
ينصح باتباع العادات الصحية التالية:
- ممارسة التمارين باعتدال.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- إنقاص الوزن.
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول المكملات الغذائية، بما فيها فيتامين إي، والإنزيم كيو ١٠، والنياسين.
قد يكون اعتلال العضلات أثرًا جانبيًا مزعجًا لتعاطي علاج الستاتين، إلا أنه عليك ألا توقف الدواء قبل أن تستشير الطبيب أولًا.
اقرأ أيضًا:
الاعتلال العضلي الالتهابي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
مرض الشريان المحيطي PAD: اعتلال الأوعية المحيطي
ترجمة: لُبيد الأغبري
تدقيق: سمية المهدي