يشير مرض الشريان المحيطي إلى مرض الأوعية الدموية الموجودة خارج القلب والمخ. يحدث هذا المرض غالبًا بسبب ترسب بعض البقايا الدهنية في الشرايين. تشمل التسمية كل من الشرايين والأوردة، إذ يسمى المرض أيضًا اعتلال الأوعية المحيطي. يؤثر المرض على الأوعية الدموية ويسبب ضيقها، ما يحد من الإمداد الدموي للأذرع والكلى والمعدة والأقدام بصورة شائعة.

يُقدر عدد المصابين بالمرض في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 8.5 مليون شخص، أي أنه يؤثر على نسبة 12-20% من الأمريكيين. يُعد مرض الشريان المحيطي عامل خطورة للإصابة بأزمات القلب والسكتة الدماغية. ينتشر هذا المرض لدى الإفريقيين الأمريكيين عن الأعراق الأخرى، ويصاب به الرجال عن النساء قليلًا، وتزيد نسبة حدوثه في المدخنين.

بالرغم من أن للحالة تداعيات خطيرة، فإن النشاط البدني قد يحسن الأعراض كثيرًا.

حقائق سريعة عن مرض الشريان المحيطي:

  •  أفضل طريقة لتجنبه هي ممارسة النشاط البدني.
  •  أكثر أسبابه شيوعًا هي تجمع الكوليسترول.
  •  يعد عامل خطورة للإصابة بأمراض القلب.
  •  تشمل أعراضه تنميلًا وآلامًا في الأقدام.

مرض الشريان المحيطي PAD: اعتلال الأوعية المحيطي مرض الأوعية الدموية الموجودة خارج القلب والمخ ترسب بعض البقايا الدهنية في الشرايين

الأعراض

يقول الخبراء إن نحو نصف المصابين بالمرض لا يلاحظونه على أنفسهم، لأنهم لا يصابون بأي أعراض. تشمل الأعراض:

  •  فقدان الشعر في القدم والرجل.
  •  انقباضات متقطعة في عضلات الفخذ والساق، خاصة أثناء المشي وصعود السلم، يشتكي البعض من آلام الحوض.
  •  ضعف الساق.
  •  الشعور بالبرد في القدم.
  •  الشعور بالوخز في الأقدام.
  •  نمو أظافر الأقدام ببطء.
  •  قرح على الأقدام تأخذ وقتًا أطول لتلتئم.
  •  تحول لون الجلد في الأقدام للون الأزرق.
  •  صعوبة إيجاد نبض في الأقدام أو اليد.
  •  ضعف الانتصاب عند الرجل.

أسباب مرض الشريان المحيطي:

السبب الأكثر شيوعًا هو تصلب الشرايين. يعتبر تصلب الشرايين عملية تدريجية تتجمع فيها بقايا الدهون داخل الأوعية الدموية.

من الأسباب الأقل شيوعًا، تجمع جلطات الدم في الشرايين أو الإصابة في أحد الأطراف أو التشريح غير الطبيعي للعضلات والأوتار.

تشمل عوامل الخطر للإصابة بالمرض كل من مرض البول السكري أو التدخين أو السمنة أو ضغط الدم المرتفع أو الهِرم أو زيادة الكوليستيرول أو تاريخ العائلة المرضي بأمراض القلب أو زيادة مستوى بروتين سي التفاعلي أو هوموسيتاين.

تشخيص المرض:

يبدأ الطبيب بفحض الأقدام، وربما يطلب الفحوصات الآتية:

  •  معدل الكاحل والعضد – وهو الاختبار الأكثر شيوعًا، يقارن فيه الطبيب ضغط الدم بين القدم والذراع.
  •  الفحص بالموجات فوق السمعية أو تصوير الشرايين أو فحوصات الدم – للتأكد من مستويات الكوليسترول أو هوموسيستاين أو بروتين سي التفاعلي.
  •  التصوير بالموجات فوق السمعية ودوبلر – وهو طريقة غير اقتحامية لتصوير الشريان بالموجات فوق السمعية وقياس جريان الدم للتأكد من وجود انسداد في مجرى الدم.
  •  الأشعة المقطعية الحاسوبية على الأوعية الدموية – وهي وسيلة أخرى غير اقتحامية لتصوير بطن المريض والحوض والساق.
  •  تصوير الشرايين بالرنين المغناطيسي – يعطي معلومات مشابهة للتي حصلنا عليها بالتصوير بالأشعة المقطعية، ولكن بدون الحاجة للأشعة السينية.
  •  تصوير الشرايين – يُحتفظ بهذا الفحص حتى التدخل لعلاج الأوعية الدموية. خلال التصوير، تُحقن صبغة في الشريان والأشعة السينية لإظهار وجود أي انسداد.

قد يكون مرض الشريان المحيطي خطيرًا إذا لم يُشخص، ويؤدي إلى أعراض مؤلمة أو فقدان الساق، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، وتصلب الشرايين السباتية (التي تغذي المخ بالدم).

لأن المصابين بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بأزمات القلب والسكتة الدماغية، تشجع الرابطة الأمريكية للقلب على مناقشة الحالة مع الطبيب للتأكد من التشخيص والعلاج.

 اختيارات العلاج لمرض الشريان المحيطي

تتعاون مؤسسة الكلية الأمريكية للقلب ومؤسسة القلب الأمريكية لصياغة «إرشادات لعلاج المرضى بمرض الشريان المحيطي تحديث عام 2011» ونُشرت الوثيقة في مجلة سيركيوليشن.

  •  النشاط البدني المنتظم – هذا العلاج الأكثر فعالية، يوصي الطبيب ببرنامج للتدريب. ربما يبدأ المريض في التدريب ببطء. تساهم تدريبات المشي المنتظم أو تدريبات الساق والقدم أو الجري على آلة الجري ثلاثة مرات في الأسبوع في تقليل الأعراض خلال 4-8 أسابيع.
  •  تغيرات الحمية – يُصاب الكثيرون من المرضى بارتفاع مستوى الكوليستيرول. تساهم الحمية التي تحتوي على القليل من الدهون المشبعة والكوليستيرول وإضافة المزيد من الخضراوات والفاكهة في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم.
  •  الإقلاع عن التدخين – يزيد تدخين التبغ من خطر الإصابة بالمرض وأزمات القلب والسكتة الدماغية بأربع مرات عن غير المدخنين. يساعد الإقلاع عن التدخين في تقليل تطور المرض وغيره من الأمراض المتعلقة بالقلب.
  •  بعض الأدوية – ربما يصف الطبيب مضادات ارتفاع ضغط الدم وأدوية ستاتين لتقليل مستوى الكوليستيرول وبينتوكسفيلين للمصابين بالانقباضات في العضلات. يُستخدم مثبط إنزيم ACE راميبريل لتحسين المشي بدون ألم بنسبة 60% في دراسة منشورة في JAMA

يجب الأخذ في الاعتبار أن رياضة المشي ربما تكون مؤلمة للمرضى. لذلك يجب أن يشمل البرنامج تبديلًا بين النشاط والسكون.

قد يحتاج المريض لجراحة الشرايين في حال لم تنجح العلاجات السابقة.

منع مرض الشريان المحيطي

التاريخ المرضي للعائلة: يجب التأكد من الطبيب إذا أصيب أحد أفراد العائلة بهذا المرض.

التدخين: يرتبط التدخين بأمراض القلب عن أي عامل خطر آخر. إذ تزيد احتمالية الإصابة بالمرض في المدخنين بأربعة أضعاف. لذلك يجب عليك مناقشة الأمر مع الطبيب ومحاولة الإقلاع عن التدخين.

الحمية: اتباع حمية صحية بقليل من الدهون الكلية والدهون المشبعة والكوليستيرول والصوديوم. تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات. يجب أن يناقش المصابون بالسمنة ذلك مع الطبيب.

الخلاصة

يزيد مرض الشريان المحيطي خطر الإصابة بأزمات القلب، وبالتالي من المهم أن يكون التشخيص مبكرًا. يعتمد العلاج على العديد من العوامل، ولكن النظام الحياتي الصحي يحسن من الحالة كثيرًا. تتحسن بعض الحالات بالنظام الصحي والأدوية فقط.

اقرأ أيضًا:

تضيق الشريان السباتي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التشوه الشرياني الوريدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

متلازمة الشريان التاجي (التاجية) الحادة Acute coronary syndrome

تدقيق: سلمى توفيق

مراجعة: نغم رابي

الكاتب: محمد إيهاب

المصدر