يوجد هنالك أكثر من نوع واحد من التهاب السحايا، إلا أن أكثرها خطورة يتمثل في التهاب السحايا البكتيري الحاد. وعلى الرغم من وجود لقاح لهذا المرض؛ وضعت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC عدة ضوابط لمن يُلقحون بهذا اللقاح.
أولًا: علينا أن نعرف ما هي السحايا؟
السحايا هي عبارة عن ثلاث طبقات من الأغشية المحيطة بالجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي). وقد تصاب هذه الأغشية بالالتهاب نتيجة تعرضها لعدوى بكتيرية أو فطرية أو فيروسية.
قد يكون التهاب السحايا حادًّا؛ فتكون الأعراض حينها سريعة الظهور، أو مزمنًا؛ فيستغرق شهرًا أو أكثر، أو معتدلًا أو عقيمًا. (التهاب السحايا العقيم: هو النوع الذي يسهل علاجه إلا في حالات خاصة كضعف الجهاز المناعي مثلًا). ولكن من الضروري المسارعة بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أعراض تشير إلى التهاب السحايا.
ما هو التهاب السحايا البكتيري ؟
تتمثل أشهر أنواع التهاب السحايا بالتهاب السحايا البكتيري الحاد؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن 80% من الإصابات بالتهاب السحايا يمثلها هذا النوع.
وقد يشكل هذا المرض خطرًا على حياة المصاب، إذ قد يسبب تورم الأنسجة المحيطة بالدماغ؛ ما يؤدي إلى إغلاق الأوعية الدموية المحيطة به وبالتالي يسبب الشلل أو الجلطات الدماغية.
من يكون عرضة للإصابة بهذا المرض؟
الأطفال الذين تترواح أعمارهم بين الشهر وحتى السنتين هم الأكثر عرضة للإصابة. أما البالغون فيصابون به نتيجة عوامل معينة كإدمان الكحول، أو الإصابة بأمراض الأنف والأذن المزمنة، أو الذين تعرضوا إلى إصابة في الرأس، أو المصابون بالجرثومة العقدية الرئوية (pneumococcal pneumonia).
يكون الأشخاص الذين يعانون ضعفًا في الجهاز المناعي أكثر عرضة للإصابة والذين استؤصل الطحال لديهم، وكذلك الذين يستهلكون الأدوية الكورتيكوستيرويدية نتيجة إصابتهم بالفشل الكلوي، والمصابون بفقر الدم المنجلي.
وكذلك الأشخاص الذين أجروا عمليات جراحية في الدماغ أو الحبل الشوكي أو المصابون بأمراض الدم التي تنتشر بشكل واسع يكونون أكثر عرضة للإصابة.
التهاب السحايا البكتيري يكون معديًا، ويتفشى عندما يكون المصاب على تماس مع الآخرين كما في الجامعة أو المضاجع أو الثكنات العسكرية.
ما هي أسباب التهاب السحايا البكتيري ؟
في الحقيقة: قد تكون البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا البكتيري منتشرة في البيئة، وقد تكون موجودة في أنفك أو في جهازك التنفسي دون أن تسبب أي ضرر.
ولكن يحدث التهاب السحايا البكتيري لأسباب غير معلومة، أو بعد تعرضك لإصابة في الرأس، أو بعد إصابتك بعدوى مع ضعف جهازك المناعي.
الأعراض:
الحمى الشديدة مع ألم في الرأس، وعدم القدرة على إحناء الحنك نحو الصدر نتيجة تشنج في الرقبة.
في الأطفال الأكبر سنًّا والبالغين تكون الأعراض مصحوبة بالارتباك والهياج والنعاس المتزايد، مع إمكانية حدوث الصرع والجلطات الدماغية.
أما الأطفال الأقل سنّا، فقد يتقيؤون بسبب الحمى، وكذلك يرفضون تناول الطعام. ربما يظهر عليهم الهياج الشديد والبكاء، وقد تحدث حالات صرع.
وفي بعض الأحيان تتورم رؤوسهم نتيجة تراكم السائل المحيط بالجمجمة بسبب انسداد منافذه.
ويكون ظهور أعراض التهاب السحايا البكتيري سريعًا، وخلال يوم واحد أي 24 ساعة.
وإن لم تتدارك؛ فقد يسبب تطور الأعراض موت المصاب.
كيف يشخّص مرض التهاب السحايا البكتيري؟
إن كنت تشك في إصابتك بمرض السحايا؛ فمن المهم طلب المساعدة الطبية الفورية. حينها يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل لجسمك باحثًا عن أي طفحٍ جلدي أرجواني أو أحمر على الجلد، ويتفحص رقبتك باحثًا فيها عن شيء من الصلابة، ويتأكد من قدرتك على ثني ركبتك ووركك.
يتحتم على طبيبك معرفة ما إذا كان الالتهاب بكتيريًّا أم فيروسيًّا أم فطريًّا.
وكذلك تُسحب كمية من السائل الشوكي بإجراء عملية البزل القطني لغرض تحليل السائل. وتُجرى تحاليل الدم واليوريا وكذلك المخاط من الأنف والحنجرة.
كيف يُعالج التهاب السحايا البكتيري ؟
يُعالج المرض بأخذ المضادات الحيوية. يمكن أخذ مضاد حيوي عام عن طريق الوريد مع كورتيكوستيرويد للتخفيف من الالتهاب قبل أن تظهر نتائج التحاليل المختبرية.
وحينما تتحدد هوية البكتيريا، يقرر الطبيب تغيير المضادات الحيوية المستعملة. إلى جانب أخذ المضادات الحيوية من المهم: تعويض السوائل التي فقدها المريض بسبب التعرق والقيء والإسهال.
هل التهاب السحايا البكتيري مرضٌ معدٍ؟
من الضروري جدًا تنبيه كل من كان له اتصال قريب بك أن يتخذ وسائل العلاج الوقائي، يجب ألا يتأثر أي شخص أنت على اتصال دائم به.
هل هنالك لقاح لالتهاب السحايا البكتيري؟
نعم، اللقاحُ متوفر. ولدى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها العديد من المبادئ التوجيهية المحددة فيما يتعلق بمن يكون جديرًا بتلقي اللقاح.
توصي هذه المراكز بتلقي لقاح المكورات السحائية لكل من الأصناف التالية:
- جميع الأطفال والمراهقين المتراوحة أعمارهم ما بين (١١) و(١٨) عامًا.
- طلاب الكلية الساكنين في الأقسام الداخلية.
- المجندين العسكريين.
- العلماء المعرضين بشكل روتيني للبكتيريا السحائية.
- أي شخص يسافر إلى أجزاء العالم التي يكون فيها المرض متفشيًا أو يقيم فيها، مثل: إفريقيا.
- أي شخص لديه تلف في الطحال، أو الذي خضع لعملية استئصاله.
- أي شخص يعاني من مرض عوز مكون المتممة النهائي (اضطراب في الجهاز المناعي).
بينما لا توصي بتلقي اللقاح لكل من:
- أي شخص تلقى هذا اللقاح مسبقًا وعانى من رد فعل تحسسي شديد (مهدد للحياة) تجاهها.
- أي شخص لديه حساسية شديدة من أي لقاح. لهذا وجب عليك إخبار الطبيب إن كان لديك أي حساسية شديدة.
كما توصي المراكز الأفراد المدرجين أدناه بالتريث قبل تلقي اللقاح، أو مناقشة أطبائهم حول مدى حاجتهم للقاح:
- على كل من يعاني مرضًا معتدلًا أو شديدًا حال استلامه للقاح: الانتظار حتى التعافي.
- على كل من يعاني متلازمة غيلان-بار: مناقشة إمكانية حصوله على اللقاح مع طبيبه.
- لا تتلقى الحامل اللقاح إلا في حال الضرورة.
هل من الممكن علاج التهاب السحايا البكتيري ؟
تُقدر نسبة الوفاة لمرضى التهاب السحايا البكتيري بـ(١٠٪).
ولكن يتعافى الناس منه عند تشخيصه وعلاجه في وقت مبكر بما فيه الكفاية.
هل ثمة أي مضاعفات لهذا المرض؟
لسوء الحظ، عند عدم إجراء علاج فوري ومبكر للحالة، فقد ينشأ ضرر دائم، يتمثل في النوبات، والضعف العقلي، والشلل مدى الحياة.
اقرأ أيضًا:
التهاب السحايا: أعراضه والعلامات التحذيرية
التهاب السحايا الفيروسي، هل يمكن أن تؤدي قبلة لإصابة رضيع به؟
داء النوسجات (داء الكهف): الأسباب والاعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: مرتضى أحمد جبار
تدقيق: محمد الصفتي
مراجعة: رزان حميدة