في دراسة أجريت لتحديد أهمية البنية العضلية لدى الرجال في التفضيل الجنسي في العلاقات المغايرة، وجد الباحثون فيها أنّ النساء قمن بتقييم الرجال ذوي البنية العضلية الواضحة على أنهم أكثر قوة وأكثر جاذبية، وعلى الرغم من أنّ الطول والنحف كانتا من السمات الجذابة أيضًا، لعبت القوة العضلية دورًا طاغيًا في التقييم، وذلك بحسب التقرير المنشور في «دورية وقائع الكلية الملكية ب- the Proceedings of the Royal Society B».

لن يفاجأ أحدٌ بفكرة أنّ الرجال الأقوياء أكثر جاذبية، من الواضح أنّ النساء تفضّلن الرجل القوي ذا العضلات، وذلك بحسب مؤلف الدراسة الباحث «آرون لوكاشسكي – Aaron Lukaszewski» وهو عالم نفسي تطوري في جامعة ولاية كاليفورنيا في فولرتون، ويضيف موضّحًا بأن النتائج كانت حاسمة في تفضيل النساء للرجل الأكثر قوة، إذ لم يوجد أي تفضيل ذي أهمية إحصائية للرجال الأضعف.

الأمر يبدو جليًا؛ النساء تفضّلن الرجل ذا العضلات البارزة وتجده أكثر جاذبية، وعلى ذلك سوف يتساءل الجميع عن السبب الذي يجعل العلماء يقومون بدراسة مثل هذا الموضوع، والإجابة ستكون بأنهم يريدون معرفة كيفية تطور هذه التفضيلات أو سبب وجودها، وذلك بحسب «هولي دنسوورث- Holly Dunsworth» عالمة الأنثروبولوجيا من جامعة رود آيلند والتي لم تكن مشاركة في البحث.

أنشأ القائمون على الدراسة قاعدة بيانات تضم صورًا لمجموعة من الطلاب الجامعيين الذكور الذين اختيروا من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، بحيث كانت الصور تشمل الجزء العلوي من الجسم لهؤلاء الذكور بدون قميص أو بقميص بلا أكمام مع التشويش على الوجه والرأس.

اختبر الباحثون مدى قوة كل رجل في الصور عن طريق أجهزة رفع الأثقال وقوة القبضة وغيرها من آليات القياس، ثم طلبوا من مجموعة من الأشخاص من جامعتي ولاية أوكلاهوما في الولايات المتحدة وغريفيث في أستراليا تقييم مدى قوة الذكور في الصور على مقياس من 1-7، وقد وجد الباحثون بأنّ توقعات من قاموا بالتقييم كانت قريبة بشكل كبير من قوة الشخص الفعلية، كما اتضح لديهم وجود علاقة خطية بين قوة الشخص ومدى جاذبيته.

وقد وصف القائمون على الدراسة الجسد القوي بأنه علامة، إذ يبدو أنّ أحد أسلافنا فهم فكرة أن الجسد ذا العضلات يوحي بأن الفرد يتمتّع بصحة أفضل وجهاز مناعي أقوى، فهو يقوم بتكريس السعرات الحرارية لبناء العضلات وغير منهك بمحاربة الجراثيم.

يقول لوكاشسكي: «إن القوة هي مؤشر على قدرة الفرد على توفير منافع مادية واجتماعية»، وهذا التفسير يعني أيضًا أنّ الرجل القوي له قيمة كحامٍ محتمل للنساء والأطفال، وكحليف بالنسبة للرجال الآخرين.

بعض علماء النفس التطوريين يقترحون وجود ذروة مثالية لقوة الرجل، بعدها يتوقف النظر إلى الرجل ضخم العضلات على أنه جذاب، ولكن هذا الاتجاه لم يظهر في الدراسة، وفي هذا الشأن يقول لوكاشسكي بأن ذاك المفهوم مبني على تقييمات نفسية لرسومات كرتونية لرجال ذوي عضلات، وعلى الرغم من أنّ قاعدة البيانات في الدراسة تضم مثل هذه النماذج، لم يتم تقييم أيٍّ منها بنسبة غير مستحبة.

وضّحت دنسوورث أنه على الرغم من الأساليب المباشرة للدراسة، لم تجد التفسيرات التطورية التي اقترحها القائمون على الدراسة مقنعة، وقالت: «لم يربطوا بين أيٍّ من ردود أفعال هؤلاء النساء مع أي نوع من الصفات التطورية القديمة عميقة الجذور»، وأشارت دنسوورث أيضًا إلى أن النتائج قد لا تكون عالمية، فالأعمار في هذه الدراسة تشمل فئة أعمار الطلبة الجامعيين فقط.

وكانتقاد آخر؛ تقول عالمة الاجتماع ليزا وايد من كلية أوكسيدنتال في لوس أنجلس: «برأيي؛ إن القائمين على الدراسة كانوا متسرعين في نَسْب دور سببيٍّ للتطور»، وأوضحت بأنّ هذه الأنواع من الأبحاث دائمًا ما تقع في نفس الأخطاء المنهجية، كما أضافت أيضًا أنّ الثقافة السائدة في كل مجتمع وليس التاريخ التطوري هو من يحمل التأثير الأقوى حول ما نجده مرغوبًا جسديًا وذلك يختلف من زمن لآخر بحسب ظروف كل مجتمع.
ومن المهم الإشارة إلى أنّ القائمين على الدراسة أوضحوا معرفتهم بأنّ الانجذاب الجسدي ما هو إلا جزء واحد من مجموعة من العلامات التي نستخدمها عند تقييمنا للشركاء، وفي الوقت الراهن، يخطّط لوكاشسكي وفريقه لاختبار سمات الجاذبية الجسدية عالميًا في دراسة تشمل عشرات الثقافات والمناطق المختلفة من العالم.


مواضيع ذات صلة:

ـ  10 أشياء يجب أن يعرفها الرجال عن أدمغة النساء

ـ هل صحيح أن النساء مهووسات بالتبضع أكثر من الرجال؟

ـ  للعضلات أدوار مفاجئة ومثيرة للاهتمام، فما هي؟

ـ هل يمكن أن تتحول الشحوم إلى عضلات؟

ـ  هل تثبط مضادات الالتهاب نمو العضلات حقًا؟

ـ  كيف تعمل العضلات؟ معلومات جديدة تثير حماس العلماء

ـ  البروتينات لبناء العضلات بين هدر المال والمخاطر المحتملة

ـ  هل جيناتك مختلفة عن جيناتها؟ كيف يؤثر جنسك على عضلاتك، الشحوم بجسمك وغيرها؟

ـ  بحث جديد يخص عضلات الرياضيين النخبة : عندما تتغلب النوعية على الكمية


  • ترجمة: دانيا الدخيل
  • تدقيق: رزان حميدة
  • تحرير: ندى ياغي

المصدر