يمكن للتنفس من الأنف أن يعزز استعادة الذكريات ومعالجة المشاعر !
بالإضافة إلى كونه يسمح لنا بتبادل الغازات مع الكون ويجنبنا الاختناق؛ يحفز التنفس أيضًا تنسيق النشاط الكهربائي في مناطق عدة من الدماغ، بالتالي له تأثير كبير على وظيفة العقل وفقًا لدراسة نُشرت في وقت سابق هذا الشهر، في صحيفة (Journal of Neuroscience).
حسم القائمون على هذه الدراسة النتيجة باكتشافهم أن التزامن في موجات الدماغ يكون قويًا بشكل خاص في حالة الشهيق على عكس الزفير، وعند التنفس عبر الأنف بدلًا من الفم.
فكرة أن التنفس يمكن أن يؤثر على النشاط العصبي موجودة على مدى قرون، وبدأت عندما خمن العلماء أن التنفس عبر الأنف قد يُنشئ رابط مباشر بين جهاز التنفس والبصلة الشمية التي تعالج الشم في الدماغ نفسه. أظهرت التجارب التي أُجريت على القوارض في منتصف القرن العشرين أن موجات الدماغ تتزامن بالفعل مع أنماط التنفس، لكن لم يُؤكَّد هذا على العينات البشرية حتى الآن.
أجرى الباحثون الدراسة على سبعة من مرضى الصرع كانوا يملكون مساري مزروعة في أدمغتهم من أجل دراسة نشاطهم العصبي خلال النوبات، وراقبوا موجاتهم الدماغية أثناء تنفسهم.
توصلوا إلى أن التذبذب الكهربائي عبر الدماغ يحدث بالتزامن مع إيقاع تنفس كل فرد. لوحظ هذا التأثير بشكل خاص في القشرة الكمثرية التي تتصل مع البصلة الشمية، الحصين الذي يعالج الذاكرة واللوزة الدماغية المسؤولة عن تنظيم المشاعر. وعندما طُلب من المشاركين أن يتنفسوا من أفواههم بدلًا من أنوفهم، تلاشى هذا التزامن بشكل كبير.
لاختبار تطبيقات هذا الاكتشاف بعد ذلك، راقب الفريق معدل التنفس عند 21 متطوعًا خلال مشاركتهم في اختبار إدراك عاطفي، يتضمن مشاهدة سلسلة من صورِ لوجوه وتحديد الغاضبة منها.
طُلب من 75 شخصًا آخرين إجراء تحد ذاكرة عفوي، حيث عُرض عليهم سلسلتان من الصور تفصل بين كل سلسلة 20 دقيقة، وكان عليهم أن يحددوا أي الصور في المجموعة الثانية ظهرت في المجموعة الأولى.
أظهرت النتائج أن المشاركين كانوا أفضل في كلا الإختبارين في حالة الشهيق على عكس الزفير، وعند التنفس من الأنف بدلًا من الفم. هذا بالضبط ما توقعه الباحثون، ففي كلا الحالتين غالبًا ما تكون موجات الدماغ في مركزي الذاكرة والمشاعر متناسقة بشكل أكبر.
يستبعد الباحثون إمكانية أن يعزز التنفس عبر الأنف الوظائف الإدراكية مثل استعادة الذكريات وتنظيم المشاعر، التي قد تفسر بشكل جزئي لماذا تميل معدلات تنفسنا للزيادة عندما نكون تحت الضغط ونحتاج للتفكير أسرع من أجل حل معضلة.
إعداد: عبدالمنعم نقشو
تدقيق: آلاء أبو شحّوت
المصدر