بيَّن تفشّي فيروس الإيبولا عام 2014 مدى سهولة انتشار الأمراض الفتّاكة خارج حدود بلدك، إلى أماكن تبعد آلاف الأميال.
ولكن ما مدى تأهَّب البلدان في جميع أنحاء العالم لوقف انتشار الوباء القادم إليها؟
يهدف موقعٌ إلكترونيّ جديد للإجابة على هذا السّؤال، إذْ يُقدّم موقع “PreventEpidemics.org” معلومات حول مدى استعداد البلدان لمكافحة الأوبئة، بالإضافة إلى ذكر الأساليب التي يستطيع النّاس من خلالها المساهمةَ في تحسين استعداد بلادهم لهذا الوباء.
يقول الدكتور توم فريدن الرّئيس التّنفيذي لشركة “الحلّ لإنقاذ الأرواح”؛ الّتي أنشأت هذا الموقع ومقرُّها نيويورك، لدورية The Washington Post :«إنّ ما يقوم به هذا الموقع هو إظهار الثّغرات الكامنة في خطّة البلد للتّصدي للوباء، وما يتوجّب عليه فعله لسّدها».
ونُنوّه بأنّ فريدن هو المدير السّابق للمراكز الأمريكيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
يُقيّم هذا الموقعُ البلدانَ بدرجات تتراوح من 0 إلى 100 تُشير إلى مدى استعدادها لإيجاد ووقف ومنع الأوبئة.
وتستند النّتيجة إلى تقدير مدى الاستعداد للأوبئة والذي طوّرته منظّمة الصّحة العالميّة بدورها.
يحتاج بلدٌ ما حتّى يحصل على الدّرجة، إلى إجراء تقييمٍ من قبل مجموعة من الخبراء المحليّين أوّلًا، ومن ثمّ مجموعة من الخبراء الدوليّين.
إذْ تُشير درجة 80 أو أعلى إلى أنّ البلد “مستعدٌّ بشكلٍ كبير” لوقف الوباء.
وقد حقّقت حتى الآن تسعُ دولٍ فقط في جميع أنحاء العالم هذه النّتيجة، بما فيها الولايات المتّحدة الأمريكيّة وأستراليا وبلجيكا وفنلندا وأرمينيا وعُمان وكوريا الجنوبية وسلوفينيا والإمارات العربيّة المتّحدة وفقًا لدورية The Washington Post.
وتعني هذه النّتيجة أنّ هذه الدول يجب أنْ تكون قادرةً على إيجاد وإيقاف الأوبئة بسرعةٍ في حال وقوعها.
وتُشير الدّرجات الأدنى إلى أنّ البلد إمّا أنّه “غيرُ مستعدّ” أو أنّه يحتاج للمزيد من العمل للعثور على الوباء والوقاية منه، فعلى سبيل المثال، قد لا يكون لدى البلد نظامٌ لمتابعة الأمراض ورصدِ التّقارير الصّحيّة غير المعتادة.
كما يُشير الموقع الإلكتروني إلى أنّ تفشّي الأمراض اليوم في البلدان ذات الدّرجات المنخفضة قد يتسبّب في العديد من الوفيّات، والانتشار إلى البلدان المجاورة والعالم.
تُصنّف بعض البلدان على أنّها “قيد التّقدم” في حال عدم توفّر بيانات كافية عن تقييمها، كما صُنّف البعض منها على أنّها “غير معروفة” وذلك في حال عدم تطوّع البلد لإجراء التّقييم في المرتبة الأولى.
يحتوي هذا الموقع أيضًا على زرّ “اتّخاذ إجراء”، ويُقترح من خلاله إجراءات بسيطة يمكن أن يتّخذها الأشخاص لتحسين استعداد بلادهم للأوبئة، مثل الطّرق الّتي يمكن للأشخاص من خلالها مساعدة بلدانهم لإكمال تقييم ما، أو لسدّ الثّغرات المحدّدة فيه.
يستغرق الأمر 36 ساعة فقط حتى يكتمل انتشارُ مرضٍ مُعدٍ في جميع أنحاء العالم، ولا يمكن لأيّ دولة غير مستعدّة لإيجاد ووقف ومنع انتشار الوباء أنْ تحمي مواطنيها ومحيطها والمجتمع العالميّ بأكمله.
- ترجمة: مريم عيسى
- تدقيق: سهى يازجي
- تحرير: رؤى درخباني