ياني أم لوريل؟
اكتظّ الإنترنت هذا الأسبوع بالجدال حول كلمةٍ يقولها روبوت في جهاز التسجيل، بدأ الأمر على موقع ريديت ونُشر على تويتر من قبل كلوي فيلدمان، مدوّنة الفيديو-vlogger على اليوتيوب.
سارع هاردك كوثَر HardikKothare، الذي يعمل في مختبر علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، إلى شرح رأيه فيما يخصّ هذا الصوت.
بالنسبة لأذنه، كان هذا بالتأكيد تسجيلًا لكلمة لوريل-laurel.
إذا كنت لا تزال ضمن فريق «ياني-yanny»، استمع إلى التسجيل الأصليّ على Vocabulary.com، إذإنّ مفتاح النطق هو لكلمة واحدة: laurel (نعتذر منكم يا فريق ياني).
سجّل هذا الصوتَ مغنّي أوبرا محترفٌ، والذي كان أحد الأعضاء الرئيسيّين في عرض برودوي المُسمّى Cats، طبقًا لموقع Wired.
لم يكشفِ الموقع الإلكترونيّ للقاموس هويّة الرجل، ولكنّه ذكر أنّه كان أحد الأشخاص العديدين المدرّبين على تسجيل مئات إلى آلاف الأصوات استنادًا إلى قواعد الأبجدية الصوتية الدولية.
يعتقد كوثر أنّ التسجيلَ «قد صُنِع بصورة ذكية» ليتمكّن من خداع قدرة أدمغتنا على تمييز الأصوات.
فهو يقول إنّ هنالك تفسيرًا بسيطًا ومنطقيًّا لسبب سماع البعض التسجيلَ هذا (yanny) في حين أنّ الآخرين يسمعون (laurel).
أهمية التردّد
قال كوثر يوم الثلاثاء الماضي 15/5 على موقع تويتر: «الدماغ البشري مدرّب على فهم الكلام وتفسيره بصورة رائعة».
تتعلّم آذاننا في سنٍّ مبكّرةٍ التقاطَ الأدلّة بخصوص الحروف المتحرّكة التي يقولها الناس عن طريق التركيز على التردّدات التي تميل فيها أصوات معيّنة إلى الرنين.
يختلف تردّد الأصوات بصورة قليلة من شخص إلى آخر ومن لغة إلى أخرى.
يقول كوثر: «تعتمد عملية إنتاج الصوت وإدراكه بصورة كبيرة على الخريطة الداخلية للأصوات المنطوقة.
ستتكوّن هذه الخريطة خلال تعلّمك الكلامَ عندما تكون طفلًا صغيرًا، وكذلك عند سماعك الآخرين يتكلّمون كلّ يوم».
في حال غيّرتَ التردّداتِ في تسجيلٍ ما، فسوف تتمكّن من تغيير ما يسمعه الناس – الأمر مشابه لما يحدث عندما تُخدع عيوننا عن طريق الخدع البصرية.
صنعت صحيفة New York Times نسختها الخاصّة من (yanny ضد laurel).
ويبدو أنّ أدمغتنا من الممكن أن تبدّل ما بين سماع yanni و laurel بكلّ سهولة، بالاعتماد على مقدار علوّ أو انخفاض التردّدات في التسجيلات فقط.
بربط كلّ هذه الأمور بالطرق الثقافية واللغوية فقد تمكّننا من سماع أصوات محدّدة، وسنملك الآن الوصفة المثالية لخداعٍ صوتيٍّ صغيرٍ.
«لديك العديدمن فئات الأصوات في رأسك» قال جون هاوديJohn Houde، مدير مختبر علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، وهو المكان الذي يعمل كوثر به، إنّأيًّا من يانيأو لوري هو مثال تقليديّ لما يُعرَف بتجربة الاختيار القسريّ-Forced-choice experiment.
لا بدّأن يختارَ دماغك كلمةً واحدةً ويتركّ الأخرى بصورة فورية.
أخبر هاودي مجلّة Business insider: «من الممكن أن تؤثّر التوقّعات على إدراكك للأصوات المسموعة.
يبدو أنّ هذا الصوتَ يحتوي علي مزيج من بعض الإشارات للأصوات التي تشكّل laurel، وكذلك بعض الإشارات للأصوات التي تشكّل yanny».
أضاف هودي أنّ اتّخاذَ قراراتٍ إدراكيّة سريعة للغاية بخصوص الكلمات والأصوات التي نسمعها هي الطريقة الطبيعية التي تجري بها حياتنا.
ويقول: «لديك فئات من الأصوات في رأسك.
وكما أنّ الكلمات مكوّنة من أحرف، فإنّ الكلمات المنطوقة مكوّنة من فئات صوتية.
إنّ الدماغ مدرّبٌ على أن يسمع الأصوات ويقول (ما هو الترتيب الصوتيّ الذي سمعته الآن؟)».
مهما كانتِ الكلمة التي سمعتها في التسجيل، يقول علماء الكلام هؤلاء إنّه لا داعٍ للقلق، «من الطبيعي جدًّا سماعك ما سمعته» كما قال كوثر.
يتّفق هاودي معه ويقول: «طريقة فهمك للكلام صحيحة غالبًا، لأنّها خدمتك جيّدًا طوال كلّ هذه السنين في فهم كلام الآخرين.
ليست هنالك طريقة صحيحة أو خاطئة في إدراك الأصوات؛ هنالك فقط الطريقة التي تُدركها أنت والطريقة التي أُدركها أنا».
- ترجمة: سنان حربة.
- تدقيق: اسماعيل اليازجي.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر