ورم العصب السمعي هو نمو غير سرطاني يتطور على العصب القحفي الثامن المعروف أيضًا ب العصب الدهليزي القوقعي ، يصل هذا العصب الأذن الداخلية بالدماغ ويتكون من جزئين مختلفين، أولهما جزء مسؤول عن نقل الصوت، أما الجزء الآخر فهو يساعد في إرسال معلومات التوازن من الأذن الداخلية إلى الدماغ. تنمو أورام العصب السمعي -تدعى أحيانًا بـ (الأورام الشفانية الدهليزية – vestibular schwannomas) أو (أوارم غمد الليف العصبي – neurilemmoma)- عادةً ببطء على مدى عدة سنوات.

وعلى الرغم من أن هذه الأورام لا تغزو الدماغ فإنها قد تضغط عليه أثناء نموها، ويمكن للأورام الأكبر أن تضغط على الأعصاب القحفية المجاورة التي تتحكم بالعضلات التعبيرية والحس الوجهي، وقد تصبح هذه الأورام مميتة إذا نمت بما فيه الكفاية لضغط جذع الدماغ أو المخيخ.

ورم العصب السمعي العصب الدهليزي القوقعي العصب القحفي الثامن

العصب الدهليزي القوقعي العصب القحفي الثامن

أعراض ورم العصب السمعي

عادةً ما تكون الأعراض المبكرة لورم العصب السمعي مخاتلة، ويعزو الكثير من الناس الأعراض للتغيرات الطبيعية أثناء التقدم بالسن؛ لذلك قد يمضي الكثير من الوقت قبل أن تشخص الحالة.

عادة ما يكون العرض الأول فقدان السمع التدريجي في أذن واحدة، ويترافق غالبًا مع رنين في الأذن (طنين) أو الشعور بامتلائها. في حالات أقل شيوعًا، قد يسبب ورم العصب السمعي فقدان السمع المفاجئ.

تتضمن الأعراض الأخرى التي قد تحدث مع الزمن:

  • مشاكل في التوازن.
  • الدوار (الشعور كأن العالم يدور حولك).
  • خدر ووخز في الوجه، قد يكون ثابتًا وقد يأتي ويذهب.
  • ضعف في الوجه.
  • تغيرات في حس التذوق.
  • صعوبة بلع وبحة في الصوت.
  • صداع.
  • الحماقة (حركات خرقاء) وعدم الاتزان.
  • الارتباك.

من الضروري مراجعة طبيبك إذا لاحظت هذه الأعراض، فقد تشير الأعراض مثل الحماقة والتخليط الذهني إلى مشكلة جدية تتطلب علاجًا طارئًا.

أسباب ورم العصب السمعي

يوجد نوعان لورم العصب السمعي: الشكل الفرادي (غير المنتظم) والشكل المتعلق بمتلازمة الورم العصبي الليفي من النمط الثاني (NF2). الورم العصبي الليفي هو اضطراب وراثي يتميز بنمو أورام غير سرطانية في الجهاز العصبي، وأورام العصب السمعي هي أكثر هذه الأورام شيوعًا وغالبًا ما تحدث في كلتا الأذنين في سن الثلاثين.

الورم الليفي العصبي NF2 هو اضطراب نادر، فهو مسؤول عن 5% فقط من أورام العصب السمعي، وهذا يعني أن الغالبية العظمى هي من الشكل الفرادي. لم يتأكد الأطباء من أسباب الشكل الفرادي، ولكن أحد عوامل الخطر المعروفة هو التعرض لجرعات عالية من الأشعة، خاصة للرأس والعنق.

ورم العصب السمعي العصب الدهليزي القوقعي العصب القحفي الثامن

العصب الدهليزي القوقعي العصب القحفي الثامن

علاج ورم العصب السمعي

هناك ثلاث طرق رئيسية لعلاج ورم العصب السمعي:

  • المراقبة
  • الجراحة
  • العلاج الإشعاعي

تُدعى المراقبة أيضًا بالانتظار اليقظ، ولكون أورام العصب السمعي غير سرطانية وبطيئة النمو، فقد لا يكون العلاج الفوري ضروريًا. يراقب عادة الأطباء الورم عبر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ويقترحون علاجًا آخر إذا نما الورم أكثر من اللازم أو سبب أعراضًا خطيرة. قد تتضمن الجراحة لورم العصب السمعي إزالة كلية أو جزئية للورم.

يوصى بالعلاج الإشعاعي في بعض حالات أورام العصب السمعي، وتوصلت تقنيات التوصيل الحديثة إلى إرسال جرعات عالية من الأشعة للورم مع تقليل ضرر الأنسجة المجاورة لها. في هذه الحالة يُقدم العلاج الإشعاعي بإحدى الطريقتين:

جراحة إشعاعية تجسيمية وحيدة (SRS)؛ توجه من خلالها عدة مئات من الحزم الإشعاعية الصغيرة على الورم في جلسة واحدة.

جراحة إشعاعية تجسيمية متعددة الجلسات (FRS)، تُقدّم من خلالها جرعات إشعاعية أصغر يوميًا على مدى عدة أسابيع عمومًا.

تشير الدراسات المبكرة إلى أن العلاج متعدد الجلسات قد يحافظ على السمع بشكل أفضل من الجلسة الوحيدة.
كلتا الطريقتين من إجراءات العيادة الخارجية -أي أنهما لا تتطلبان البقاء في المستشفى- وتعملان من خلال التسبب بموت الخلايا الورمية. قد يتباطأ النمو الورمي أو يتوقف أو حتى يتقلص، لكن الأشعة لا تزيل الورم بالكامل. هناك أيضًا أنواع أخرى من العلاج الإشعاعي، سيشرح لك طبيبك الخيارات حينها.

يتعلق اختيار العلاج المناسب بعدة عوامل تتضمن:

  • حجم الورم.
  • ما إذا كان الورم ينمو.
  • العمر.
  • مشاكل طبية أخرى قد تعاني منها.
  • شدة أعراضك وتأثيرها على حياتك.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: راما الصوا
تدقيق: رند عصام

المصدر