تحدث وذمة الرئة عندما تتراكم السوائل في الحويصلات الرئوية (الأسناخ) alveoli، ما يجعل التنفس صعبًا، وهذا يتداخل مع تبادل الغاز، ما يمكن أن يسبب قصور التنفس.
يمكن أن تكون وذمة الرئة حادةً (تحدث بشكل مفاجئ) أو مزمنةً (تحدث ببطء أكبر مع الوقت).
إذا كانت الوذمة حادة، تُصنف على أنها حالة إسعافية تحتاج إلى عناية فورية.
يُعد قصور القلب الاحتقاني congestive heart failure السبب الأشيع لحدوث وذمة الرئة، إذ لا يستطيع القلب المحافظة على متطلبات الجسم.
يُركز علاج وذمة الرئة عادةً على تحسين الوظيفة التنفسية والتعامل مع مصدر المشكلة، ويتضمن بشكل عام التزويد بالأكسجين الإضافي والأدوية لعلاج الحالات المستبطنة.
حقائق سريعة عن وذمة الرئة:
- وذمة الرئة: حالة تتضمن ازدياد السوائل في الرئة.
- الحدوث المفاجئ (الحاد) لوذمة الرئة: حالة طبية إسعافية.
- تتضمن الأعراض: ضيق النفس أو السعال أو انخفاض القدرة على ممارسة التمارين الرياضية أو ألمًا صدريًا.
العلاج:
لرفع مستويات أكسجين دم المريض يُعطى الأكسجين إما عبر قناع وجهي أو عبر القنيات الأنفية (وهي أنابيب بلاستيكية صغيرة في الأنف). قد يوضع أنبوب التنفس داخل الرغامى (القصبة الهوائية) إذا كانت التهوية أو التنفس الآلي ضروريًا.
إذا أظهرت الفحوصات أن وذمة الرئة حدثت بسبب مشكلة في الجهاز الدوراني، يعالَج المريض بالأدوية الوريدية للمساعدة في إزالة حجم السائل وضبط ضغط الدم.
الأسباب:
تمتلئ حويصلات الهواء الصغيرة في الرئتين (الأسناخ) خلال التنفس الطبيعي بالهواء، يؤخذ الأكسجين ويطرَد ثنائي أكسيد الكربون.
تحدث وذمة الرئة عندما تغمَر الحويصلات بالسوائل، وعندها تحدث المشكلتان التاليتان:
- لا يستطيع المجرى الدموي الحصول على الأكسجين الكافي.
- لا يقدر الجسم على التخلص من ثنائي الكربون كما ينبغي.
تتضمن الأسباب الشائعة ما يلي:
- ذات الرئة Pneumonia.
- إنتان الدم Sepsis.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية.
- قصور عضو يسبب تراكم السائل، مثل قصور القلب الاحتقاني وقصور الكلية وتشمع الكبد.
- دخول الماء إلى الرئتين نتيجة الغرق.
- الالتهابات.
- الرضوض.
- رد الفعل تجاه أدوية محددة.
- جرعة مفرطة من دواء ما.
تتضمن الأسباب الأخرى بالإضافة إلى أذية الرئتين المباشرة -كما في متلازمة الكرب التنفسي الحاد ARDS- ما يلي:
- أذيات الدماغ: مثل نزف الدماغ أو الصدمة أو أذية الرأس أو جراحة الدماغ أو الورم أو النوبات الاختلاجية.
- المرتفعات.
- نقل الدم.
وذمة الرئة قلبية المنشأ:
تُدعى الوذمة الرئوية التي تُعزى إلى مشكلة مباشرة في القلب بوذمة الرئة قلبية المنشأ.
يشيع قصور القلب الاحتقاني باعتباره مسببًا لوذمة الرئة قلبية المنشأ؛ ففي هذه الحالة لا يستطيع البطين الأيسر ضخ دم كافٍ لتلبية احتياجات الجسم.
يؤدي هذا إلى ازدياد الضغط في أجزاء أخرى من جهاز الدوران، ما يجبر السائل على الدخول إلى الحويصلات الرئوية والأجزاء الأخرى من الجسم.
تتضمن المشاكل الأخرى المرتبطة بالقلب التي يمكن أن تؤدي إلى وذمة الرئة:
- الحمل المفرط للسوائل: قد يكون ناجمًا عن قصور كلوي أو عن العلاج بالسوائل الوريدية.
- ارتفاع ضغط الدم الإسعافي: تضع الزيادة الشديدة في ضغط الدم عبئًا إضافيًا على القلب.
- انصباب التامور مع اندحاس: ازدياد السوائل في المسافة التامورية التي تغطي القلب، ما قد يُضعف قدرة القلب على الضخ.
- اضطرابات النظم الشديدة: تشمل اضطرابات تسرع القلب أو بطء القلب، ويمكن لكلتا الحالتين أن تؤدي إلى ضعف وظيفة القلب.
- نوبة قلبية شديدة: يمكن أن تؤذي عضلة القلب، ما يجعل الضخ صعبًا.
- صمام قلبي غير طبيعي: يمكن أن يؤثر على تدفق الدم خارج القلب.
تُدعى أسباب وذمة الرئة التي لا تُعزى لضعف الوظيفة القلبية بغير قلبية المنشأ؛ وتحدث بشكل نموذجي بواسطة متلازمة الكرب التنفسي الحاد ARDS، وهي عبارة عن التهاب شديد في الرئتين يؤدي إلى وذمة رئة وعسرة تنفس شديدة.
أعراض وذمة الرئة:
تسبب وذمة الرئة عسرة تنفس شديدة، وقد تظهر دون سابق إنذار، إنها حالة إسعافية وتتطلب عناية طبية مباشرة، إذ يمكن أن تكون مميتة دون علاج مناسب ودعم.
يمكن أن تتضمن وذمة الرئة الحادة -بالإضافة إلى عسرة التنفس- علامات وأعراضًا أخرى، مثل:
- سعال يترافق عادةً مع قشع رغوي وردي.
- تعرق مفرط.
- قلق وعدم ارتياح.
- شعور بالاختناق.
- جلد باهت.
- أزيز.
- تسرع أو اضطراب نظم القلب (خفقان).
- ألم صدري.
إذا كانت وذمة الرئة مزمنة، تكون الأعراض عادةً أقل شدة حتى تفقد أجهزة الجسم القدرة على المعاوضة.
تظهر الأعراض النموذجية علی شكل:
- صعوبة التنفس عند الاستلقاء بشكل مستوٍ (زلة تنفسية اضطجاعية).
- تورم (وذمة) القدمين أو الساقين.
- كسب الوزن السريع الذي يعزى لتراكم السوائل المفرط.
- زلة تنفسية ليلية انتيابية: نوبات شديدة مفاجئة من ضيق التنفس في الليل.
- تعب.
- زيادة ضيق التنفس مع ممارسة النشاط الفيزيائي.
وذمة الرئة أو انصباب الجنب:
تحدث وذمة الرئة عندما تتجمع السوائل داخل الرئتين في الحويصلات، ما يجعل التنفس صعبًا.
على الجانب الآخر، يتضمن انصباب الجنب أيضًا سوائل في منطقة الرئة، ويًدعى أحيانًا (ماءً على الرئتين)، ولكن تتجمع السوائل في انصباب الجنب في طبقات الجنب التي تكون خارج الرئتين، ويمكن أن تنتج عن قصور القلب أو التشمع أو الصمة الرئوية، ويمكن أن تحدث أيضًا بعد جراحة القلب.
وذمة الرئة أو ذات الرئة:
يمكن أن تتداخل وذمة الرئة مع ذات الرئة، ولكنها حالة مختلفة، فذات الرئة خمج يحدث عادةً باعتباره اختلاطًا لخمج تنفسي مثل الإنفلونزا (من مضاعفاته).
قد يصعب التمييز بين الحالتين، إذا استطاع فرد أو عضو من العائلة التزويد بالتاريخ الطبي المفصّل، فسيسهل على الفاحص وضع التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب.
التشخيص:
سيخضع المريض لفحص سريري أولًا، سيستخدم الطبيب السماعة الطبية ليصغي إلى الرئتين وبالتحديد صوت الخراخر crackles وتسرع التنفس، وأيضًا إلى القلب من أجل اضطراب النظم.
ستُجرى فحوصات دم لتحديد مستويات الأكسجين في الدم؛ تتضمن فحوصات الدم الأخرى التي سيطلبها الطبيب ما يلي:
- مستويات الشوارد.
- وظيفة الكلية.
- وظيفة الكبد.
- تعداد الدم وواسمات الدم لقصور القلب.
يمكن أن تساعد كل من الأمواج فوق الصوتية للقلب وتصوير صدى القلب وتخطيط القلب الكهربائي (EKG) في تحديد حالة القلب.
يمكن أن تُستخدم صورة الصدر البسيطة لرؤية إذا ما كان هنالك أي سوائل في الرئتين أو حولهما وللتحقق من حجم القلب، يمكن أيضًا أن يُطلب تصوير طبقي محوري للصدر.
الوقاية:
يجب على المرضى الذين لديهم خطورة مرتفعة لتطور وذمة رئة أن يتبعوا نصائح طبيبهم لإبقاء حالتهم تحت السيطرة.
إذا كانت المشكلة هي قصور القلب الاحتقاني، يمكن أن يقلل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والمحافظة على وزن جسم صحي من خطر حدوث وذمة الرئة في المستقبل.
يمكن للتمارين الرياضية المنتظمة أن تحسن من صحة القلب، بالإضافة إلى بعض العادات في نمط الحياة كالقيام بما يلي:
- التقليل من تناول الملح: يمكن أن يؤدي الملح المفرط إلى احتباس الماء، ما يزيد عمل القلب.
- خفض مستويات الكوليسترول: يمكن أن يؤدي الكوليسترول المرتفع إلى رواسب شحمية في الشرايين، ما يؤدي إلى ازدياد خطر النوبة القلبية والصدمة وبالتالي: وذمة الرئة.
- الإقلاع عن التدخين: يزيد التبغ من خطر العديد من الأمراض متضمنة: أمراض القلب وأمراض الرئة ومشاكل الدوران.
يمكن التقليل من وذمة الرئة الناتجة عن الارتفاع من خلال جعل الصعود تدريجيًا وتناول الأدوية قبل السفر وتجنب الجهد المفرط أثناء التقدم لارتفاعات أعلى.
روابط ذات صلة:
داء الانسداد الرئوي المزمن COPD
سرطان الرئة lung cancer: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: منى الدروبي
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: تسنيم الطيبي