قد يقلل النوم لمدة أطول في عطلات نهاية الأسبوع من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%، وفقًا لدراسة جديدة.
تشير الدراسة إلى أن نقص النوم (الذي يُعرف غالبًا بأنه أقل من 7 ساعات في الليلة) قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية التي تؤثر في القلب والأوعية الدموية.
يحذر بعض الخبراء من أن تعويض النوم قد لا يكون خطة مستدامة للأشخاص الذين يعانون من نقص النوم على نحو منتظم.
قد يقلل تعويض النوم في عطلة نهاية الأسبوع من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تقارب 20%، وفقًا لدراسة جديدة قدمها مؤلفون من المختبر الوطني الرئيسي للأمراض المعدية في الصين هذا الأسبوع.
استخدم الباحثون بيانات ذاتية الإبلاغ من أكثر من 90,000 شخص شاركوا في مشروع بنك البيانات البريطاني، وأنشؤوا أربع مجموعات تتراوح بين أولئك الذين حصلوا على “أكثر كميات تعويضية” من النوم إلى أولئك الذين حصلوا على أقلها. عُرّف نقص النوم بأنه أقل من سبع ساعات في الليلة.
كان متوسط فترة المتابعة للمواضيع في هذا المشروع 14 عامًا، وعن طريق تحليل سجلات المستشفيات وسجلات الوفيات، وجد مؤلفو الدراسة أن أولئك الذين حصلوا على أكبر كميات تعويضية من النوم كانوا أقل عرضة بنسبة 19% لتطور أمراض القلب مقارنةً بأولئك الذين حصلوا على أقل كميات.
هل تعويض النوم أو “بنك النوم” خرافة؟
قد يؤثر نقص النوم في جهاز المناعة لدى الشخص، ورفاهيته، وقدرته على التركيز في المهام اليومية. توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، منها (CDC) بأن يحصل البالغون على ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم كل ليلة، لكنها تقدّر أن 1 من كل 3 بالغين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.
قال الدكتور ريجفيد تادوالكار، طبيب قلب استشاري معتمد في مركز صحة سانت جون في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، والذي لم يكن مشاركًا في الدراسة، لموقع Medical News Today إنه تفاجأ بالنتائج: «تفاجأت بأن تعويض النوم قد يكون مفيدًا للغاية. تُظهر هذه الدراسة القدرة الرائعة لأجسامنا على استعادة الطاقة والوظائف، حتى بعد فترات سابقة من نقص النوم. بينما العلاقة بين النوم وصحة القلب مثبتة جيدًا، فإن حجم الفائدة وفترتها التي شوهدت في هذه الدراسة جديرة بالملاحظة. إنها تؤكد مرة أخرى أهمية إعطاء الأولوية للنوم، حتى لو كان ذلك يعني إجراء تعديلات على جدول عطلة نهاية الأسبوع».
كما تحدثت MNT مع ميلاني ميرفي ريشتر، اختصاصية تغذية مسجلة ومديرة الاتصالات لشركة التغذية برولون، التي لم تكن مشاركة في الدراسة. أخبرت ريشتر MNT أنه بينما قد يكون النوم التعويضي (التعويض في عطلات نهاية الأسبوع) مفيدًا على المدى القصير، لكنه ليس نهجًا لصحة عقلية وجسدية مثلى.
وشرحت قائلة: «قد يؤدي نقص النوم المستمر إلى تراكم هرمونات التوتر، وعدم توازن في الاستقلاب، وزيادة الالتهابات وهي أمور لن تصلحها بضع ساعات إضافية من النوم بسهولة. بمرور الوقت، قد تسهم هذه العوامل في مشاكل صحية خطيرة مثل السمنة، والسكري، وأمراض القلب، كما تشير هذه الدراسة أيضًا.
من منظور الصحة الوظيفية، من الضروري الحفاظ على جدول نوم منتظم وإعطاء الأولوية لجودة النوم بقدر ما تُعطى للكمية، بدلًا من الاعتماد على إمكانية التعويض عن طريق القيلولة أو النوم لفترات أطول في عطلات نهاية الأسبوع. يُعد النوم أساسًا يدعم كل ما تفعله لصحتك سواءً أكان ذلك التغذية، أم التمارين الرياضية، أم تقليل التوتر. بينما يمكن التعافي قليلًا بعد أسبوع صعب، فإن أفضل استراتيجية هي تجنب ديون النوم منذ البداية من خلال جعل النوم الجيد جزءًا غير قابل للتفاوض في روتينك».
كيف يؤثر النوم في صحة القلب والأوعية الدموية؟
يساعد النوم الأوعية الدموية للقلب على الاستشفاء وإعادة البناء ويؤثر في العمليات التي تحافظ على ضغط الدم ومستويات السكر والتحكم في الالتهابات. قد يزيد نقص النوم من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قال تادوالكار: «قد يعيق نقص النوم إيقاع الجسم اليومي الطبيعي، مما قد يؤثر بدوره في إنتاج الهرمونات التي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
قد يؤدي ذلك إلى مقاومة الأنسولين ومخاطر قلبية وعائية أخرى. ربما يؤدي نقص النوم إلى ارتفاع مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما قد يسهم في مشاكل القلب. قد يساعد تعويض النوم على خفض هذه المستويات. وقد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. قد يساعد النوم التعويضي على تطبيع هذه العلامات الحيوية، ويُعرف النوم أيضًا بأنه عنصر أساسي لصحة الجهاز المناعي. قد يساعد النوم الكافي جسمك على محاربة العدوى والالتهابات على نحو أفضل، وهو ما يرتبط بأمراض القلب».
هل قد تساعد القيلولات الناس على تعويض نقص النوم؟
قالت ريشتر إن القيلولات في النهار قد تكون أداة قيمة لزيادة الطاقة، لكنها ليست وسيلة مستدامة لتعويض النوم وتوضّح: «تحدث معظم العمليات الترميمية للجسم (مثل إصلاح الأنسجة، وتوحيد الذاكرة، وتنظيم الهرمونات) في أثناء النوم الليلي المتواصل والمنتظم. لذا، بينما قد تساعد القيلولة في حالة الطوارئ، فإن السعي المستمر للحصول على كميات مناسبة من النوم الليلي هو ما سيجعلك تعمل بأفضل أداء لديك».
وأضافت أن التغذية قد تؤدي دورًا حاسمًا في إنشاء أنماط نوم متسقة، مع اعتبار الترطيب والأعشاب والمواد التكيفية مثل البابونج، وجذر فاليريان، وزهرة الآلام، و الاشواغاندا مكملات مفيدة.
(عند التفكير في استخدام المكملات، فيجب طلب نصيحة وإذن من الطبيب قبل البدء).
«عندما يتعلق الأمر بالنوم، تؤدي التغذية دورًا حاسمًا غالبًا ما نتجاهله. قد تساعد مكملات الميلاتونين، خاصةً مع اختلاف التوقيت أو العمل بنظام المناوبات، لكن من الضروري الحصول على التوقيت والجرعة الصحيحة، لأن الجرعة الزائدة قد تعطل النوم. المغنيسيوم هو عنصر رئيسي آخر، يدعم الاسترخاء عن طريق تهدئة الجهاز العصبي، لكن لا يجب نسيان المصادر الغذائية الكاملة مثل الخضروات الورقية، والمكسرات، والبذور، التي توفر مغذيات داعمة للنوم إضافةً إلى الألياف ومضادات الأكسدة، ما يجعلها أسهل على الجهاز الهضمي وأكثر استدامة على المدى الطويل».
اقرأ أيضًا:
علماء يكتشفون نمطًا مثيرًا للقلق في أدمغة الأطفال المحرومين من النوم
روتين يومي مسائي قد يكون السبب في تحسين جودة النوم
هل من السيئ حقًا النوم بشعر مبلل؟
ترجمة: علاء الشحت
تدقيق: لين الشيخ عبيد
مراجعة: باسل حميدي