هنري بولسون
هنري بولسون هو وزير الخزانة الأمريكي الرابع والسبعين، عمل تحت رئاسة جورج دبليو بوش في الفترة من يوليو 2006 إلى يناير 2009. قبل توليه منصب وزير الخزانة، عمل هنري بولسون في مؤسسة جولدمان ساكس مدة 32 عامًا، حيث تولى عدة مناصب قيادية. عُرف بولسون بقيادته الجيدة استجابةً للأزمة المالية العالمية سنة 2008 خلال عمله وزيرًا للخزانة.
الحياة المهنية لهنري بولسون
كان بولسون مصرفيًّا أميركيًّا ناجحًا قبل توليه منصبه في مجال الخدمة العامة. حصل بولسون على درجة البكالوريوس من جامعة دارتموث، والماجستير من جامعة هارفرد، وبدأ حياته المهنية في المجلس المحلي للبيت الأبيض موظفًا مساعدًا بين عامي 1970 و1973، ثم التحق بجولدمان ساكس سنة 1974.
أصبح رئيسًا لشركة جولدمان سنة 1999، ثم وزيرًا للخزانة. تميزت حقبة بولسون في جولدمان ساكس بالروابط التي أقامها مع الصين، إذ أدرك مبكرًا أنها في طريقها إلى التحول إلى قوة اقتصادية.
لكن حياة بولسون المهنية الناجحة في المجال المصرفي تعرضت لانتكاسه بسبب انضمامه إلى إدارة الرئيس جورج دبليو بوش وزيرًا للخزانة، قبل عام واحد من انهيار السوق المالية غير المسبوق في 2008. قاد بولسون -مع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي- جهود إنعاش الاقتصاد الأمريكي في ظل الأزمة.
هنري بولسون والأزمة المالية سنة 2008
تُعد الأزمة المالية سنة 2008 أسوأ كارثة اقتصادية منذ أزمة الكساد سنة 1929.
لا يوجد سبب محدد لحدوث تلك الأزمة، بل كانت نتيجة لسلسلة من الأحداث، وكان لكل من تلك الأحداث آلية مختلفة، وأدى تتابع هذه الأحداث إلى شبه انهيار للنظام المصرفي. ونظرًا إلى عدم وجود طريقة نموذجية للتعامل مع الأزمة، حاول بولسون وبرنانكي السير بحذر. تُركت بعض المؤسسات دون دعم مثل ليمان براذرز، في حين أُنقذَت مؤسسات أخرى مثل بير شتيرنز و ميريل لينش بواسطة عمليات الاستحواذ المدعومة ضمنيًا من الحكومة.
كان بولسون فاعلًا في تنفيذ برنامج إغاثة الأصول المتعثرة وإنقاذ المجموعة الدولية الأمريكية، إضافةً إلى التخلص من الأصول الضارة من قائمة الرهن العقاري وإنشاء حزمة تحفيز اقتصادي.
ومثل برنانكي، تعرض بولسون لانتقادات عديدة من جميع الأطراف بسبب استجابته للأزمة المالية. أشار البعض إلى التخلي عن ليمان براذرز بوصفه خطأ كبيرًا أدى مباشرةً إلى تفاقم الأزمة. وفقًا لهذا الرأي، لو بذل بولسون جهدًا أكبر لإنقاذ ليمان براذرز، لأمكن اتخاذ إجراءات أبسط لاحقًا. بالمقابل أثنت آراء أخرى على بولسون لدعمه المؤسسات التي ساهمت في الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي قائمًا في النهاية.
بولسون بعد الوزارة
ساعد بولسون على تحسين العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة ولايته، إذ حدَّث نظام إصدار سندات الخزانة الأمريكية، وعزز عملية مراجعة الأمن القومي لتحفيز الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وقاد برنامجًا لمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية. إضافةً إلى تحسين العلاقات التجارية الأمريكية مع بنما وكولومبيا وكوريا الجنوبية وبيرو.
بعد تركه وزارة الخزانة، أصبح رئيسًا ومؤسسًا لمعهد بولسون في جامعة شيكاغو سنة 2011. يُعد معهد بولسون مركزًا متخصصًا في النمو الاقتصادي المستدام والحفاظ على البيئة في الولايات المتحدة والصين. بولسون هو مؤلف أيضًا وله ثلاثة كتب منشورة منها «الأزمة المالية ودروسها» سنة 2019، وشارك في إعداده بن برنانكي وتيموثي غايتنر.
اقرأ أيضًا:
الأزمة المالية العالمية في خريف 2008: أزمة الرهن العقاري وانهيار البنوك
ترجمة: عمرو سيف
تدقيق: تسبيح علي
مراجعة: أكرم محيي الدين