تستهلك شركات الأنباء الدراسات العلمية في مجال التغذية كحلوى لها، وغالبًا ما تستغل أي معلومة فيها بما يفيد مصالحها، فبحسب هذه الشركات تساعد الشوكولاتة والنبيذ الأحمر ومؤخرًا المعكرونة الشخص على إنقاص وزنه.
ولكن قبل أن تصدق ذلك وتبدأ في تناولها يجدر بك أن تعرف أولًا بأن العلوم أكثر تعقيدًا من مما قد تُظهره عناوين الصحف والمجلات، فجميع الأخبار التي تُروِّج أن بعض الأطعمة تُعتبر علاج سحري للسمنة، عادة ما تُناقض تمامًا الدراسة العلمية ذاتها.
أجرى باحثون من جامعة تورنتو دراسة تحليلية لدراسات عشوائية أخرى، لمعرفة ما إذا كانت المعكرونة هي المُسبب في اكتساب الأفراد وزنًا زائدًا، وظهر أنها ليست كذلك.
إذ وبحسب ما كتبه الباحثون في الورقة العلمية «كانت المعكرونة سببًا في إنقاص الوزن ومؤشر كتلة الجسم، وتُعدّ جزءًا من نمط غذائي يقوم على الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي، مقارنة بالنمط الغذائي الذي يحتوي على أطعمة عالية المؤشر الجلايسيمي».
وعلى الرغم من أن ذلك يبدو مؤشّرًا جيدًا، لكن لا تتسرع في الحكم، فالمجموعة التي تناولت المعكرونة في الدراسات بمعدّل أقل من كوبين أسبوعيًا، وكما أنها وضعت ضمن نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي.
مما يعني أنه بالإضافة إلى تناول كمية قليلة جدًا منها، توجّبَ أيضًا تجنب الأطعمة التي تملك مؤشرًا جلايسميًا عاليًا، كالأطعمة التي تحوي كميات كبيرة من السكريات (كالشوكولاتة والخبز)، وبتوفر هذه العوامل نَقُصَ وزن هذه المجموعة التي تناولت المعكرونة على مدى 12أسبوعًا، ما معدلهُ 630 غرامًا فقط.
مما يُظهر في النهاية أن المعكرونة ليست ذلك الطعام الخارق الذي تروج له بعض العناوين، ولكن يجدر بنا الذكر بأن شيطنة أي نوع من الأطعمة لا يُعدّ أمرًا صحيًا، وليس من الضروري استبعاد المعكرونة تمامًا من نظامك الغذائي.
فيمكن تناول كل شيء تقريبًا بكميات قليلة، دون تَسبُّبه زيادة في وزنك، فالمعكرونة على سبيل المثال من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، ويمكن إضافته لنظام غذائي صحي.
في الواقع لا تُعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تنصح باستهلاك المعكرونة ضمن النظام الغذائي الصحي، ولكن لا يوجد حل سحري للسمنة، فبحسب معظم أخصائيي التغذية، يعتبر تناول نظام غذائي متوازن ومتنوع ويتضمّن الكثير من الخضراوات أفضل ما تُقدمهُ لنفسك.
وأخبرت أخصائية التغذية هيثر مانجيري (والتي لم تكن ضمن فريق الدراسة) موقع لايف سينس: «تُعتبر المعكرونة خيارًا صحيًا إنْ تناولتها بكمية صحيحة ومناسبة وأقرنتها بخضراوات ولحوم خالية من الدهون، وستتغير حياتك عندما تتعلم تناول طعامك المفضل بطريقة صحيحة تساعدك على الحفاظ على وزنٍ صحي، بدلًا من حرمان نفسك وإحساسك بأنك تتبع نظام حمية غذائي».
- ترجمة: ميس أبوشامة.
- التدقيق: قُصي السمان.
- تحرير: رؤى درخباني.