وجدت دراسة جديدة علاقةً بين العواصف الرعدية، وزيادة عدد كبار السن الذين يحتاجون إلى عناية إسعافية بسبب مشكلات تنفسية. وجد بحث جديد أن كبار السن المصابين بمشكلات تنفسية يحتاجون إلى عناية طبية إسعافية عشية حدوث عواصف رعدية. وقد قدمت الورقة البحثية المنشورة في مجلة JAMA Internal Medicine رؤيةً قيمةً، نظرًا إلى الزيادة المحتملة في شدة العواصف الرعدية نتيجة التغير المناخي.
الآثار الصحية للتغير المناخي:
أظهرت دراسة أن القلب والرئة يتحملان العبء الأكبر من الضرر الصحي الذي يحدثه التغير المناخي. وفقًا للدكتورة ماري رايس أستاذة الطب المساعدة في جامعة هارفرد، والمسؤولة عن وحدة عناية القلب والرئة في مستشفى ماساتشوستس العام، فإن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والملوثات المرافقة يعد عاملًا مهمًا في تخفيف هذه التأثيرات الصحية السلبية.
تقول الدكتورة رايس وزملاؤها في مقال منشور في المجلة الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والعناية المركزة: «لا تقتصر ضرورة الحد من التغيرات المناخية على وجهة النظر الاقتصادية؛ بل تمتد إلى المنظور الأخلاقي، إضافةً إلى الفوائد الصحية على المدى الطويل، والحد من الوفيات والأمراض الناتجة عن درجات الحرارة القصوى وتلوث الهواء وحبوب الطلع والفيضانات والجفاف والعواصف والتصحر وسوء التغذية».
أظهر التغير الحراري تأثيرًا مزدوجًا في العواصف الرعدية وآثارها المحتملة في الصحة، وقد بين البحث أن شدة العواصف الرعدية قد تزداد بازدياد درجات الحرارة العالمية. إضافةً إلى ذلك، لاحظت الأدلة القصصية علاقةً محتملة بين العواصف الرعدية وضعف الصحة التنفسية.
باختصار، إذا تسببت التغيرات المناخية بزيادة شدة العواصف الرعدية فإنها قد تسبب ترديًا صحيًا، مترافقًا مع زيادة محتملة للوفيات بسبب مشكلات تنفسية.
العواصف الرعدية والدخول إلى المشفى:
لتحري هذه العلاقة، حلل مؤلفو هذه الدراسة بيانات أكثر من 46.5 مليون مستفيد من برنامج العناية الصحية (Medicare) في الولايات المتحدة الأمريكية بين يناير 1999 وديسمبر 2012، يعد هذا البرنامج خطة تأمين صحي فيدرالية تفيد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر.
بلغت متوسط أعمار المشاركين 77 عامًا، كان 58.6% من المشاركين إناثًا، وقد بلغت نسبة المصابات منهن بالربو 10.5%، والمصابات بداء الانسداد الرئوي المزمن 26.5%، ونسبة اللاتي عانين كلا المرضين 6.6%.
حدد المؤلفون باستخدام هذه البيانات أكثر من 22 مليون زيارة إلى قسم الطوارئ بسبب مشكلات تنفسية، وقد راجع المؤلفون هذه البيانات مع بيانات الصواعق والغلاف الجوي للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، محددين بذلك 822,095 يومًا خلال هذه السنوات شهدت فيها مناطق الدراسة عواصف رعديةً شديدة.
لاحظ الباحثون أن العواصف الرعدية ترافقت مع ارتفاع درجة الحرارة، وإنتاج جسيمات مادية دقيقة وصغيرة للغاية، إضافةً إلى قطرات سائلة قد تسهم في تلوث الهواء.
بعد تحليل البيانات وتفحص هذه العوامل المربكة التي قد تؤثر أيضًا في معدل العناية الصحية الطارئة المطلوبة، وجد الباحثون نحو 52000 زيارة إضافية إلى غرف الطوارئ خلال 3 أيام أو أكثر من حدوث عواصف رعدية شديدة على مدى 14 سنة، إذ أثر ذلك في مرضى الربو وداء الانسداد الرئوي المزمن خاصةً. وقد بلغت الزيارات إلى قسم الطوارئ ذروتها بوضوح في الأيام السابقة للعواصف الرعدية.
خمن الباحثون أن هذه الزيادة في درجات الحرارة ومستويات الجسيمات الحبيبية المرتبطة بالعواصف الرعدية قد يفاقم الأمراض التنفسية، إذ أظهر بحث سابق أن كلًا من الزيادة في الحرارة ومستويات الجسيمات الحبيبية قد يزيد فرصة دخول المريض إلى المستشفى.
يعد هذا البحث محدودًا؛ فقد قامت الدراسة على الملاحظة التي استقت معلوماتها من أشخاص تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ولم يتضح هل شمل سياق الملاحظة الأعمار الأصغر أم لا؟
مع ذلك، يقدم هذا البحث دليلًا إضافيًا على الآثار الصحية الضارة الناجمة عن تغير المناخ الذي سببه الإنسان.
اقرأ أيضًا:
الحلقة الخامس عشرة من سلسلة الإسعافات الأولية البرق: ماذا تفعل إذ كنت وسط عاصفة رعدية؟
التغير المناخي يقتل أعدادًا من الناس أكثر مما اعتقدنا!
ترجمة: علي ياسر جوهرة
تدقيق: راما الهريسي