وأخيرًا تمكنتَ من حجز موعد لأخذ لقاح فيروس كورونا المستجد، لكنك متوتر بعض الشيء إزاءَ آثاره الجانبية، وتظن أن تناول أحد المسكنات مباشرةً قبل أخذ اللقاح فكرةً ذكيةَ.
تمهّل لحظة! تقول «المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC U.S) إن على الناس تجنب تناول مسكنات الألم أمثال: مورتن وأدفل وتايلِنول قبل موعد أخذهم لقاح كورونا.
أما عن السبب وراء هذا التحذير فيشرح الطبيب غريغوري بولاند مدير مجموعة بحثية مختصة باللقاحات في مايو كلينك روتشستر ضمن ولاية مينيسوتا الأمريكية: «إن تناول دواء مسكن قبل أخذ اللقاح مباشرةً قد يؤدي إلى خفض استجابة الأجسام المضادة». ويتابع بولاند: «حتى إن لم تُعرف احتمالات نقصان الاستجابة المناعية تمام المعرفة بعد، ما تزال معاناة آثار اللقاح الجانبية مفضلةً على الخوض في احتمالية إضعاف فعالية اللقاح».
بعد أخذ اللقاح، يقول بولاند: «لو شعر المرء بأن أعراضًا تستوجب العلاج قد تطورت لديه فلا بأس بعلاجها الآن، طالما أنه لا يعالجها قبل أخذ اللقاح». وبحسب قوله أيضًا فقد كانت تلك توصيات الـ(CDC) الهادفة إلى أخذ كامل الحيطة.
وأشار بولاند إلى وجود استثناءات، تتمثل بالمرضى الذين يعانون حالاتٍ تستوجب تناول المسكنات بصورة اعتيادية، كمرضى الشقيقة، فيقول: «مثل أولئك الأشخاص لا ينبغي لهم العزوف عن تناول مسكناتهم بكل تأكيد».
ويضيف بولاند: «تابع تناول دوائك عوضًا عن المخاطرة بمقاساة أشد نوبات الشقيقة، فقد ينتهي بك الأمر حينها في إحدى غرف الإسعافات تتلقى علاجًا أكثف عالي التكلفة».
وقد لاحظ بولاند أن الآثار اللاحقة الناجمة عن اللقاح تختلف ما بين الحقنة الأولى والحقنة الثانية منه، وأن الآثار التي تلي الحقنة التالية عادةً ما تكون أسوأ من نظيرتها بعد الحقنة الأولى.
يروي لنا بولاند تجربته مع اللقاح فيقول:
«بعد أن أخذت الحقنة الأولى من اللقاح، انتابني مقدار ضئيل من الألم على مستوى الذراع. لكن بعد الحقنة الثانية، كان الألم في ذراعي شديدًا إلى حد ما.
أما على مدار الساعات الأربع التالية فأصبت بالرعشة والقشعريرة، مصحوبتين بحمى بلغت 38 درجة إضافةً إلى كل من: الشعور بالوهن والصداع، وسماع طنين في كلتا الأذنين. بعد ذلك، تناولت جرعةً من مسكن تايلينول ثم ذهبت إلى السرير، وحين استيقظت صباح اليوم التّالي وجدت نحو 80% إلى 90٪ من تلك الأعراض قد زالت. وما لبث أن انقضى نصف اليوم حتى عدت طبيعيًا تمامًا».
تنتج تلك الآثار الجانبية عن سرعة استجابة الجهاز المناعي بغية محاربة الجسم الدخيل، إذ تعد تلك الاستجابة ضرورية كي ينتج الجسم الأجسام المضادة، فتحد الأخيرة من انتشار الفيروس.
وقد أوضح الطبيب بولاند أن على الناس تحديد توقعاتهم على نحو مناسب قبل أخذ اللقاح، وأن الأعراض مؤقتة وستزول من تلقاء نفسها في الغالب، إذ إنها ليست مؤشرًا على وجود مشكلة ما. مع ذلك، يقول بولاند: لو شعرت بحاجة لعلاج عرضٍ ما فامض في العلاج!
ويضيف الطبيب بولاند: تحذر الـ CDC من تناول مضادات الهيستامين مثل زيرتيك Zyrtec أو كلاريتين Claritin قبل أخذ لقاح كورونا، ذلك أنها قد تخفي إما بداية أو تطور كل من الحساسية الأرجية أو فرط التحسس.
ينوه الطبيب بول أوفيت مدير المركز التعليمي للقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وعضو اللجنة الاستشارية لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة، إلى أنه من غير المستحسن تناول دواء مسكن قبل أخذ اللقاح.
يقول أوفيت: «أعتقد أن محاولة التخفيف من الحمى ليس بالأمر الجيد إطلاقًا، فالحمى جزء تكيُّفي من استجابتك المناعية». ويضيف: «دع جهازك المناعي يؤدي وظيفته، فقد كانت الجرعة الثانية من اللقاح قاسيةً للغاية، كنت أعاني التعب والحمى، إلا أنني تجاوزتها بالنحيب وحده فقط».
اقرأ أيضًا:
لماذا يشكك الكثير من الأمريكيين في لقاح كورونا؟
كيف طورنا لقاحات كورونا بهذه السرعة القياسية؟
ترجمة: باسل الجردي
تدقيق: نغم رابي