حان الوقت للحديث عن الطعام والفيروس التاجي، إذ توجد مليون إشاعة عن كيفية التقاطك للعدوى بهذا الفيروس، وفي هذا المقال سنؤكد هذه الإشاعات أو ننفيها، فإذا أردت أن تعرف عن إمكانية إصابتك بالفيروس من طعامك ، أكمل القراءة واحصل على المعلومات، واحرص على غسل يديك دائمًا.
الإشاعة الأولى: يمكن قتل الفيروس بطهو الطعام باستخدام المايكرويف.
نعم أم لا؟ تقول ماريا كونيكوفا، وهي صحفية علمية حائزة على عدة جوائز ودكتوراه في علم النفس ومؤلفة كتاب «الخدعة الأكبر»: «إن الحرارة تقتل الفيروس، ولكن أود أن أقترح الفرن بدلًا من المايكرويف، لأن طول مدة التعرض للحرارة مهم أيضًا، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت فيروس السارس التاجي عند درجة حرارة 56 مئوية، بنحو 10000 وحدة كل 15 دقيقة -انخفاض سريع- وتقول دراسة أُجريت عن السارس في عام 2003 إنه يصبح غير معدي في غضون 30 دقيقة عند درجة حرارة 75 درجة مئوية. وخلاصة القول لا يدمِّر التجميد الفيروس لكن الحرارة تفعل، لذلك سخنه وسخنه لدرجات عالية أيضًا».
وفقًا للخبراء في وزارة الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية ومراكز مكافحة الأمراض وحتى تقارير المستهلكين، لا ينتقل الفيروس في الغذاء ولكن قد ينتقل على الغذاء، على سبيل المثال، في حال عطاس المصاب على طعامك أو سعاله عليه، قد تصاب بالفيروس نظريًا، ولكن ذلك مستبعَد.
إذن، هل يقتل المايكرويف الفيروس في طعامك في هذه الحالة المحددة؟
الجواب على ذلك: ربما. وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض، ثبت أن الموجات الميكروية تقتل البكتيريا والفيروسات عند طهو الطعام من دقيقة إلى خمس دقائق في الميكروويف، ولكن لا تطهو كل أجهزة المايكرويف بنفس الطريقة ولا تصدِر نفس كمية الطاقة. ما يجب أن تقلق بشأنه هو التعبئة والتغليف وليس الطعام.
إليك بعض الإرشادات المَرنة:
اغسل الخضار والفواكه كما تغسلها عادةً، لكن عليك أن تتوخى الحذر من الطعام المطبوخ في خدمة توصيل الطعام والطعام الجاهز والوجبات السريعة، وإذا شعرت بعدم الارتياح لهذا الطعام، ضعه في الميكروويف لأكثر من خمس دقائق، وافعل ذلك أيضًا لتقضي على أي نكهة أو قوام في طعامك لا يُفترض أن يكونا فيه على الإطلاق.
الشائعة الثانية: يبقى الفيروس عدة ساعات فقط على الأسطح.
الجواب هنا هو: هذا يتوقف على نوعية السطح وتختلف المدة من سطح لآخر، ويُطلق على هذا الفيروس فيروس كورونا المستجد لأنه جديد وجميع الدراسات عليه جديدة، لكن إليك ما نعرفه عن الأسطح: وفقًا لويب ميد يمكن أن يظل الفيروس على المعدن مدة خمسة أيام على الأقل، وعلى الخشب مدة أربعة أيام على الأقل، وعلى البلاستيك مدة يومين على الأقل، وعلى الفولاذ المقاوَم للصدأ مدة يومين على الأقل وعلى الورق المقوى (الكرتون) 24 ساعة، وعلى الزجاج حتى خمسة أيام وعلى السيراميك خمسة أيام وعلى الورق مدة تصل إلى خمسة أيام.
إذن، ماذا يعني تناول الطعام الجاهز المغلَّف بالبلاستيك أو الورق أو الورق المقوى؟
يقول دكتور جيفري فانفينغن، وهو طبيب في منحدرات غراند، مشيغن: «إنني أقلق من عملية تغليف الطعام وتعبئته أكثر من الطعام نفسه، لذلك ابذل قصارى جهدك لتقلل الخطر حولك، لكن حقيقة الأمر أنه علينا أن نأكل».
وينصح فانفيغن باستخدام مطهر على الأسطح الخارجية المستخدمة لتغليف الوجبات السريعة والطعام المستخدم في خدمة التوصيل لتكون بأمان أكيد، وينصح أيضًا بالميل نحو الأطعمة الساخنة أكثر من الباردة.
هل يعني ذلك أنه لا يمكنك أن تطلب سلطة؟ لا، ولكن اعلم أن هناك فرصة أكبر لتلتقط أي شيء من العبوة أو الغلاف أكثر من فرصة التقاطه من الطعام نفسه.
الشائعة الثالثة: يستطيع الفيروس الانتشار من داخل الطعام.
هذا ببساطة غير صحيح، على عكس فيروسات الأطعمة التي تنمو وتتكاثر في الطعام نفسه أو عليه (فيروس التهاب الكبد أ وفيروس نورو وفيروس روتا… إلخ)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الفيروسات التاجية فيروسات أمراض تنفسية تنتشر عن طريق الرذاذ في الهواء عندما يسعل شخص مصاب أو يعطس، ثم تستنشق أنتَ هذه القطرات.
الشائعة الرابعة: قد يحميك شرب الكحول من هذه الفيروسات.
بل العكس هو الصحيح، وتقول منظمة الصحة العالمية: «قد يزيد الاستهلاك المتكرر أو المفرِط للكحول من خطر الإصابة بالمشكلات الصحية».
لذلك، إذا أردتَ أن تكون واعيًا %100 تجاه الجراثيم في كل شيء تأكله، سخن طعامك في المايكرويف أو اقلهِ في المقلاة أو حمّصه أو ضعه في الفرن، لكن ما يجب عليك أن تقلق بشأنه في الحقيقة هو التغليف وليس الطعام.
تذكَّر فقط أن عمال المطاعم المحليين يفعلون كل ما بوسعهم لتقليل هذه المخاطر؛ إنهم يغسلون أيديهم أكثر من أي وقت مضى، ويرتدون قفازات وأقنعة، ويطهِّرون كل سطح في منشآتهم، لذا، اشعر بالأمان في طلبك، واستمر في غسل يديك وتطهير الأسطح لتبقى آمنًا.
اقرأ أيضًا:
ما المدة التي يعيش فيها فيروس كورونا في الهواء وعلى الأسطح؟
متغاير جديد من فيروس كورونا يهيمن على العدوى عالميًا
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: عون حدّاد