تقول حكايةٌ مأساويّةٌ إنَّ بذرة تينٍ كانت موجودةً في معدة رجلٍ ميتٍ نمت إلى شجرة تينٍ كاملة، والتي ساعدت السلطات على إيجاد جثته بعد 40 عامًا في (الكهف القبرصي – (Cypriot cave.
وككل الحكايات الخياليّة، يمكنك أن تتعرّف على بدايات الخطأ بها، ولكنها تطرح سؤالًا: هل يمكن لبذرةٍ موجودةٍ في جسد شخصٍ ميت أن تنمو لشجرة كاملة؟
الإجابة هي نعم، طبقًا لجاي نولر، أستاذ علم التربة في جامعة ولاية أوريغون، والذي قضى وقتًا في قبرص ولكنه لم يكن ضمن حادثة الشجرة.
تعتمد النباتات الحاملة للفاكهة على الحيوانات الماضغة لها بدايةً من الطيور إلى الخفافيش والدببة والقرود لكي تأكل فاكهتها.
وبمجرد تغوّط تلك الحيوانات البذورَ غير المهضومة، تكون الفرصة سانحةً للنبات لينمو مجددًا أينما وضعه الحيوان.
يقول نولر: «تخرج البذور من الحيوانات، لذلك؛ من المقبول لي أن أتخيّل إمكانية خروجها من الإنسان، وإنَّ البذرة يمكنها أن تنمو من أي جزءٍ من الجهاز الهضميّ وليس فقط المعدة».
وحتى لو كانت البذرة موجودةً في جيب الميت، بإمكانها امتصاص المغذّيات من أي مكانٍ من الجسد المتحلل للميت (بالتحديد الشبكات الفطريّة في التربة؛ والتي تكسّر الدهون والبروتينات في الأجساد المتحللة ثمّ تعطي المغذّيات للنبات مقابل السكريات في علاقةٍ حيويّةٍ تبادليّة).
إمكانية نموّ البذور بجانب الأجساد المتحلّلة ليست بالحقيقة الجديدة، فعلى سبيل المثال، كانت (منظّمة وامبانوغ – (Wampanoag Native Americans تُعلّم الرحالة كيف يزرعون بذور الذرة على لحوم الأسماك.
وقد وجد الباحثون عام 2015 هيكلًا عظميًّا يرجع للعصور الوسطى منغمسًا في جذور شجرةٍ عتيقة في إيرلندا.
وفي حالة القتل في قبرص، أفادت المصادر الإخباريّة أنَّ أحمد هيرغون قُتل عام 1974 خلال عراكٍ بين الأتراك واليونانيّين.
أُخذ هيرغون واثنان آخران إلى الكهف ليلقوا حتفهم هناك عن طريق قنبلة ديناميتٍ كما تقول القصة. وتضيف المصادر الإخباريّة أنَّ القنبلة فجّرت الكهف بأكمله ما مكّن الضوء من الدخول إلى البذرة في معدة هيرغون، وبعد ذلك، عندما استكشف الباحثون هذا الكهف وجدوا آثار الضحايا مع شجرة التين.
ولكنَّ العديد من جوانب هذه القصة تبدو خاطئة؛ إذ أشارت (لجنة الأشخاص المفقودين -Committee on Missing Persons) -والتي تلمّ شمل الأسر مع المفقودين الذين كانوا في صراع 1963-64 و1974 في قبرص- إلى أنّها استقبلت ما يفيد وجود ثلاثة أشخاص مدفونين في كهفٍ بجانب البحر، وكانت هناك شجرة تينٍ تنمو في الكهف لكنها لم تكن على أطلال هذه الجثث.
ربما بدأ هذا القول بعضُ أفراد عائلة هيرغون ليساعدوا أنفسهم على التعامل مع حقيقة فقدهم لشخصٍ أحبوه كما تقول Cyprus Mail، إذ تقول المصادر: «لقد ساعدهم ذلك على أن يجدوا نهايةً للقصة».
- ترجمة: محمد إيهاب
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: زيد أبو الرب