هل يمكن أن تكون الصفات الشخصية “معدية” بين الأطفال؟
تشير دراسة جديدة قام بها باحثو علم النفس في جامعة ولاية ميشيغان أنه عندما يقضي الأطفال ذوي الفئة العمرية التي تسبق المدرسة الوقت مع بعض فإنهم يميلون إلى اكتساب شخصيات البعض .
نُشرت الدراسة على الإنترنت في مجلة ” الشخصية وعلم النفس الاجتماعية ” تشير الى أن شخصية الفرد تتأثر بالبيئة أيضًا وليس الجينات فقط.
وقالت (جنيفر تلينغ نيل) (Jennifer Watling Neal) أستاذة مشاركة في علم النفس وزميلة الباحث في هذه الدراسة: « اكتشفنا أن الصفات الشخصية معدية بين الاطفال وأن هذا الاكتشاف يلوح أمام وجهنا ملغيًا كافة الافتراضات الشائعة بأن الصفات الشخصية غير قابلة للتغيير ” وأضافت: «هذا أمر مهم لأنَّ بعض الصفات الشخصية يمكن أن تساعد الأطفال على النجاح في الحياة، في حين هنالك صفات تفعل العكس».
ودرس الباحثون فئتين من مرحلة ما قبل المدرسة لمدة سنة دراسية كاملة، وتم تحليل الصفات الشخصية والشبكات الاجتماعية لفئة واحدة من الذين تتراوح أعمارهم 3 سنوات وفئة واحدة من الذين تتراوح أعمارهم 4 سنوات.
وقد أظهرت النتائج أنَّ الأطفال الذين كانوا يلعبون مع أطفال متحمِّسين ومنطلقين ويعملون باجتهاد اكتسبوا هذه الصفات منهم عبر مرور الزمن، أما الأطفال الذين كان يشاركون أطفال يعانون من فرط القلق ويشعرون بالإحباط بسهولة، فلم يكتسبوا تلك السلوكيات.
وكان هذا البحث الأول من نوعه الذي يدرس اكتساب الأطفال الصغار لتلك السمات الشخصية عبر الزمن.
وقالت (إميلي دوربين) (Emily Durbin) الباحثة المشاركة في الدراسة وأستاذة في علم النفس: «إن للأطفال تأثيرٌ كبيرٌ على بعضهم البعض أكثر مما قد يدركه الناس ».
« يقضي الآباء الكثير من الوقت في محاولة تعليم أطفالهم التحلي بالصبر، وأن يكونوا مستمعين جيدين وأن لا يكونوا متهورين » وأضافت: «لكنَّ هذا لم يكن تأثير آبائهم أو مدرسيهم بل كان تأثير أصدقائهم. وفي النهاية يظهر لنا أنَّ الأطفال في هذا العمر يشكِّلون عوامل التغيير الحقيقية».
ترجمة: شيرين نزار.
تدقيق: هبة أبو ندى.
المصدر