قد تعزِّز المكملات المصنوعة من الشمندر القدرةَ على التحمل، إضافةً إلى تقديمها فوائد أخرى، ومنها الصحة الجنسية.
مسحوقٌ مصنوعٌ من طحن الشمندر المجفف قد يكون سرَّ الأداء الأفضل للأنشطة الرياضية، مثل الجري لمسافات طويلة وركوب الدراجات.
تشير الأبحاث إلى أن تناول مسحوق الشمندر أو حتى عصير الشمندر، قد يعزز الأداء البدني والقدرة على التحمل بزيادة تدفق الدم، وتحسين توصيل الأكسجين إلى الجسم.
فما هو السر الذي يستخدمه الشمندر المتواضع؟ دعونا نتعرف على ذلك.
ما مسحوق الشمندر؟
يُعد الشمندر من الخضراوات الجذرية غريبة الشكل، متميّز بلون أحمر داكن، وهو محصول سهل الزراعة يعود تاريخه إلى آلاف السنين، ما يفسر ظهوره في العديد من الوصفات والمطابخ الثقافية.
يُصنَع مسحوق الشمندر من الشمندر المجفف بطحنه إلى جزيئات صغيرة. ويعدُّ نسخةً مركزةً من خضار الشمندر، أي أن ملعقة صغيرة من مسحوق الشمندر تكافئ حبّة شمندر كاملة.
يَعتبر الكثيرون الشمندر طعامًا ممتازًا نظرًا لسجله الغذائي المثير للإعجاب، وتزداد شعبية مسحوق الشمندر لكونه مكملًا غذائيًا يتمتّع بالفوائد الصحية الطبيعية للشمندر.
يمكن مزج مسحوق الشّمندر مع الماء لصنع العصير، أو إضافته إلى العصائر الطبيعية أو الصلصات، أو حتى المأكولات المخبوزة لزيادة القيمة الغذائية.
تحسين الأداء الرياضي:
يعدُّ مسحوق الشمندر غنيًا بالنترات المكونة من النيتروجين والأكسجين. لا تقدم النترات وحدها الفائدة للجسم، بل إن أموًرا جيدة تحدث عندما يحولها اللعاب إلى نتريت وأكسيد النيتريك.
يساعد أكسيد النيتريك إلى استرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها، ما يسمح بزيادة تدفق الدم، وتوصيل المزيد من الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، مساعدًا على تحسين الأداء الرياضي فترةً أطول.
تشير الكثير من الأدلة إلى كيفية تحسين مسحوق الشمندر أداء تمارين التحمل، على سبيل المثال:
- تمكن الرياضيون من ركوب الدراجات الرياضية لفترة أطول بمستويات أعلى من الذروة، وذلك بعد ستة أيام فقط من شرب عصير الشمندر، ووصف الباحثون النتائج بأنها مميزة.
- أصبح تسلق التلال المنحدرة أسهل مع استهلاك المشاركين لمكمل الشمندر، وحرق الطاقة كان أقل، وكان وقت الاستشفاء أسرع أيضًا.
- تحسن أداء الفريق الوطني لقوارب الكاياك في اختبارات الزمن بمعدل قدره 1.7٪، وكان ذلك بعد تناول مكمل الشمندر، وعُدَّ التحسن على هذا المستوى من المنافسة ذا أهمية كبيرة.
- شهد المراهقون الذين يعانون السمنة تحسنًا في تحمل التمارين بعد شربهم عصير الشمندر، إذ يساعد على إطالة وقت ممارسة النشاط البدني.
توجد أبحاث غير مؤكدة حول ما إذا كان مسحوق الشمندر يعزز الأنشطة الرياضية الانفجارية، مثل الركض السريع أو رفع الأثقال، لكن أشارت نتائج دراسة حديثة إلى وجود بعض الخصائص المفيدة له، وخاصة بالنسبة للأنشطة التي تركز على القوة والتسارع، مثل سباق الدراجات السريع.
متى يجب استخدام مسحوق الشمندر؟
يعدُّ التوقيت هو الأمر الحاسم للاستفادة من مسحوق الشمندر، والحصول على ميزة تنافسية، وسبب ذلك أنه لا يعد مكملًا سريع المفعول يؤخذ قبل التمرين.
يعمل مسحوق الشّمندر أفضل إذا أُخِذ قبل الأداء بنحو ساعتين إلى ثلاث ساعات، إذ إنه يحتاج بعض الوقت للدخول إلى الجهاز الهضمي، فهو لن يعطي نتائج فورية.
تناول كمية زائدة منه هو أمر غير مضمون، فالمكملات تؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة، ويجب تجربتها ضمن الكميات الموصى باستخدامها.
مسحوق الشمندر للصحة الجنسية:
يساعد مسحوق الشمندر على تعزيز النشاط الجنسي للرجال والنساء.
تشير الدراسات إلى أن أكسيد النيتريك هو وسيط أساسي لوظيفة الانتصاب، لذلك يساعد مسحوق الشمندر في تخفيف ضعف الانتصاب (العجز الجنسي) بتحسين تدفق الدم إلى القضيب. إضافةً إلى ذلك، يعمل مسحوق الشمندر على خفض ضغط الدم المرتفع، الذي يعدُّ سببًا آخر لضعف الانتصاب.
يقلل ضغط الدم المرتفع من تدفق الدم إلى البظر والمهبل، ما يقلل من الرغبة الجنسية، ويجعل عملية الاستثارة أصعب، لذلك قد يساعد مسحوق الشمندر على التعامل مع هذه المشكلات وتحسين الصحة الجنسية.
تجب الإشارة إلى أن المزاعم المتعلقة بفوائده في الصحة الجنسية ضعيفة التأكيد العلمي، لكنها شائعة في القصص الشخصية.
فوائد محتملة أخرى لمسحوق الشمندر:
يقدم مسحوق الشمندر العديد من الفوائد المحتملة، مثل:
- مكافحة الالتهابات: يحتوي الشمندر ومسحوق الشمندر على البيتالينات، وهي مواد صباغية طبيعية تمتلك خصائص مضادة للالتهابات، ما يجعلها من مضادات الأكسدة. يرتبط الالتهاب بأمراض عديدة، مثل أمراض القلب والربو، والنمط الثاني من السكري.
- محتوى عالٍ من الألياف: اتباع نظام غذائي غني بالألياف، قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ويعدّ مسحوق الشمندر مليئًا بالألياف.
- تحسين وظائف الدماغ: قد يساعد زيادة تدفق الدم إلى الدماغ على تحسين وظائف الإدراك.
- مصدر للبوتاسيوم: يحتوي الشمندر على البوتاسيوم أكثر مما يحتوي الموز، تنتقل هذه الخاصية أيضًا إلى مسحوق الشمندر، إذ يساعد البوتاسيوم في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب.
مخاطر مسحوق الشمندر:
يحتوي مسحوق الشمندرعلى نسبة عالية من الأوكزالات التي تساهم في تكوين حصيات الكلى، خاصة عند وجود تاريخ مسبق من تشكلها.
قد تبدو مخرجات الجسم في الحمام مختلفًة قليلًا عند استهلاك مسحوق الشمندر، فاللون الأحمر الزاهي للمكمل يعطي لونًا مختلفًا للبول والبراز.
من الأفضل التحدث مع الطبيب قبل إضافة مكمل غذائي إلى الروتين اليومي، خاصًة في حال تناول أدوية أو وجود معاناة من حالة صحية ما.
الخلاصة:
اكتسب مسحوق الشمندر وعصير الشمندر شعبية كبيرة، إذ يعدان أغذية أساسية للأداء الرياضي. وقد اعترفت اللجنة الأولمبية الدولية بعصير الشمندر غذاءً رياضيًا شرعيًا.
اقرأ أيضًا:
دليل الحمل النباتي: المكملات الغذائية والسلامة
ترجمة: قيثارة درويش
تدقيق: نور حمود
