تردد في الآونة الأخيرة على عقول الكثيرين السؤال عن إمكانية الحمل بعد استئصال الرحم، وكما المعتاد لم يحظ السائلون بإجابة علمية، وكانت السيادة للخرافات؛ وفي هذا المقال ستتم المحاولة عن الإجابة لهذه السؤال.
يقودنا هذا السؤال للكشف عن بعض الأسئلة الأخرى التي يحملها في طياته، مثل: ما هو استئصال الرحم؟ وهل يمكن للمرأة أن تحمل طفلًا بلا رحم؟ وإذا كان لا، هل يمكن لامرأة أخرى أن تحمل لامرأة أخرى طفلًا إذا لم يكن لديها رحم؟
هناك نوعان من استئصال الرحم إما أن يكون كليًّا أو جزئيًا، يتم في الكليّ إزالة الرحم (Uterus) وعنق الرحم (Cervix)، أما الجزئي فيتم فيه إزالة الرحم فقط، ويتم في بعض الحالات إزالة المبيضين أيضًا، وتسمى هذه الحالة بــــ ( البوق والمبيض salpingo-oophorectomy).
وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي معرفة أي أنواع الاستئصال قد حدث، هل كلا المبيضين؟ أم أحدهما؟، وما نسبة نجاح ذلك؟.
الجواب، إن نسبة حمل من قاموا باستئصال الرحم – سواءٌ أكان كليًّا أم جزئيًا– تكاد تكون 0%، ومع ذلك هناك فرصة نادرة جدًّا، وهي أن تتحرر البويضة ويتم إخصابها خارج الرحم، وتسمى بـــــــ (Ectopic pregnancy)، وتكون البويضة فيها معلقة على جدار البطن، أو بعض الأجهزة الأخرى كالمبيضين أو المثانة أو الكبد، وفي هذه الحالة يكون الوضع مهددًا بالخطر، حتى إذا وجد الجنين إمدادات الدم الكافية لأسبوع أو أكثر.
فمن المحتمل أن يحدث نزيف شديد لا يتوقف إلا بعمليات جراحية، ولا يعد أمر اكتشاف هذا النوع من الحمل أمرًا عسيرًا، نتيجة الألم الذي يسببه في البطن، ونزيف مستمر لا يتوقف إلا عند الذهاب للطبيب؛ ليتخذ الإجراءات اللازمةَ محاولًا إنقاذ الحالة، هذا في حالة استئصال الرحم كاملًا.
ماذا إذا استؤصل مبيض واحد وقناة فالوب واحدة فقط، ولم يتم استئصال الرحم؟ كيف يكون الحمل؟ الإجابة بصرف النظر عن المشاكل التي يمكن أن تحدث في المستقبل، هناك نسبة تزيد بأن تحمل المرأة في هذه الحالة؛ لاكتفاء الحاجة بمبيض واحد وقناة فالوب واحدة فقط لتتم عملية الإخصاب، ويعد الكثير من النساء أن مثل هذه الحالة تعد نوعًا من أنواع استئصال الرحم، بالرغم من أنها ليست كذلك في الأصل.
وبقيت الإجابة عن السؤال الأخير(هل يمكن لامرأة أخرى أن تحمل لامرأة أخرى طفلًا إذا لم يكن لديها رحم؟)
الإجابة هي نعم هناك طريقة يتم بها ذلك، وهذه الطريقة تشترط بقاء المبيضين أو أحدهما، وألا يتم استئصالهما كليةً، ويكون ذلك بتجميع البويضات وتخصيبها خارج الجسم، ويتسنى آنذاك للمرأة البديل أن تصير حاملًا وتحمل طفل المرأة الأخرى.
هناك نوع استئصال يسمى الاستئصال الكلي للمبيضين وقناتي فالوب، ويسمى استئصال الرحم والمبيضين، وتتم هذه العملية دون استئصال الرحم نفسه (Uterus)، وفي هذه الحالة لا يكون هناك فرصة للحمل حتى وإن لم يُستأصل، ويحدث ما يسمى بانقطاع الطمث نتيجة الجراحة (Surgical menopause)، والسبب أنه لا يوجد بويضات، ولا يوجد مكان للحيوانات المنوية.
وفي الختام، يعتمد حدوث الحمل من عدمه على معرفة المرأة لعملية استئصال الرحم، التي تعني في الحقيقة العقم، وهو أمر نسبي، فكما ذُكر سابقًا هناك حالات لا تتأثر فيها الخصوبة، وهي تلك التي يظل فيها أحد المبيضين وقناة فالوب أو كليهما، ومع ذلك قد يؤدي لمشاكل كثيرة في المستقبل، وبقي أخيرًا نصيحةُ عدمِ تصديق كل ما يقال أمامكم، فهناك من الخرافات ما يصعب محاربته جملةً، لذلك لا تصدقوا كل الخرافات.
- المترجم: فؤاد ياسر عامر.
- المدقق: رجاء العطاونة.
- تحرير: أحمد عزب