يبدو أن اصطدامًا مجرِّيًّا قد أدى إلى ولادة نجوم جديدة.
فقد رصد علماء الفلك حلقة كبيرة من النجوم الفتية حول سحابة ماجلان الكبرى Large Magellanic Cloud القريبة من مجرتنا، أي مجرة درب التبانة، والتي ربما تشكَّلت عندما اصطدمت سحابة ماجلان الصغرى Small Magellanic Cloud بشقيقتها الكبرى في الماضي.
ولا تَبعُد سحابة ماجلان الكبرى عن مجرة درب التبانة سوى160,000 سنة ضوئية، بينما لا تبعُد سحابة ماجلان الصغرى عنها سوى200,000 سنة ضوئية، وهاتان السحابتان هما الأكثر سطوعًا من بين أكثر من50 مجرة تدور حول مجرة درب التبانة Milky Way.
وكما تدور هاتان السحابتان من حولنا، فإنهما قد يدوران حول بعضهما البعض أيضًا.
وفي هذه اللحظة، تبتعد السحابتان عن بعضهما البعض75,000 سنة ضوئية.
بيد أنهما مرَّا بالقرب من بعضهما البعض قبل200 مليون سنة. وآنذاك يمكن أن تكون قد اصطدمت سحابة ماجلان الصغرى مباشرة بشقيقتها الكبرى.
وقد اكتشف كريستيان موني بيدين Christian Moni Bidin من الجامعة الكاثوليكية في الشمال Catholic University of the North بمدينة أنتوفاجاستا Antofagasta، الواقعة في شمال تشيلي Chile، وزملاؤه حاليًا ما يعتقدون أنه البقايا المتوهجة المتخلفة عن هذا الاصطدام.
وتتضمن هذه البقايا ستة من النجوم الفتية الواقعة على تخم سحابة ماجلان الكبرى، وكل جزء من هذه البقايا ذو حلقة واسعة يبلغ قطرها80,000 سنة ضوئية.
ويسطع أحد هذه النجوم بين سحابتي ماجلان في الموقع الذي رُصدت فيه النجوم الفتية بالفعل، إلا أن النجوم الخمسة الأخرى لابثة في المواقع الذي لم تكن تُرى فيها سوى النجوم الأقدم.
يقول موني بيدين: «لقد كان الأمر باعثًا على الدهشة؛ إذ لم تكن هناك أدنى إشارة على تشكُّل نجم جديد في هذه المنطقة».
وتتحرك النجوم الفتية الواقعة على تخم المجرة بنفس سرعة النجوم الأقدم الموجودة هناك من قبل، مما يدل على أن النجوم الفتية تنتمي إلى المجرة ذاتها.
ويقول ديفيد نيديفر David Nidever من المرصد الوطني لعلم الفلك البصري، في توكسون بولاية أريزونا: «إنها نتيجة مثيرة للاهتمام، ومعقولة تمامًا».
فقد كان من شأن أي اصطدام بين المجرتين أن يؤدي إلى انضغاط الغاز المُكوِّن لهما، مما يؤدي إلى انهياره، ويبدأ تشكُّل النجوم الجديدة.
ويتراوح عمر هذه النجوم ما بين10 مليون سنة و50 مليون سنة، ويضيف نيديفر قائلًا: إن الفارق الزمني بين الاصطدام المجري الذي حدث قبل200 مليون سنة و ولادة النجوم اللاحقة هو فارق معقول.
ويتوقع موني بيدين أن الحلقة قد تحوي نجومًا فتيَّةً أخرى، حيث يقول: «ما اكتشفناه ليس إلا غيض من فيض»؛ إذ النجوم الستة كلها وهَّاجة، وزرقاء، وساطعة، مما يجعلها سهلة الرصد، بيد أنه «قد يكون هناك العديد من النجوم الأقل توهُّجًا» على قوله.
- ترجمة: د. خالد أبو زهرة
- تدقيق: أسمى شعبان
- تحرير: أحمد عزب