استنتجت دراسة نُشرت في مجلة Jama Pediatrics أن استخدام حقنة مخدر فوق الجافية في أثناء المخاض لا يُظهر أي رابط مع التشخيص اللاحق باضطراب طيف التوحد.
مع أن دراسة سابقة قد أظهرت وجود رابط بينهما، فإن إضافة ضوابط أخرى إلى المعادلة -مثل مدى واسع من العوامل الديموغرافية والطبية والصحية- ألغت وجود هذا الرابط. لاحظ معدو الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها تختلف عن النتائج الواردة في الدراسة السابقة التي أُجريت في كاليفورنيا ونُشرت في المجلة ذاتها العام الماضي.
فحص الباحثون بيانات المواليد بين عامي 2005 و2016 في مستشفى مقاطعة مانيتوبا- كندا، لبحث ارتباط استخدام حقنة تخدير فوق الجافية عند الولادة بالتشخيص باضطراب التوحد قبل سن 18 شهرًا. استثنى الباحثون من البحث النساء اللائي أنجبن بعمليات قيصرية، لتعذر تمييز الولادات القيصرية محددة الموعد من الولادات القيصرية الاضطرارية.
تتبعت الدراسة 123,175 طفلًا، لأمهات بمتوسط عمر 28 عامًا، 38.2% من الأمهات استخدمن مخدر فوق الجافية في أثناء المخاض. لوحظ تشخيص التوحد بين 2.1% من الأطفال الذين تعرضوا لمُخدِّر فوق الجافية، و1.7% ممن لم يتعرضوا للمُخدِّر، وبعد وضع العوامل الأخرى في الحسبان، لم يعد الفارق واضحًا.
أفاد الدكتور سكوت مايرز، طبيب الأطفال المختص في التطور العصبي: «مع أن نتائج البحث مهمة، فإنها ليست مفاجئة، إضافةً إلى أن اشتمال الدراسة على نطاق واسع من المتغيرات قد عزز صحة النتائج».
«تؤكد هذه الدراسة شكوك العديد من الخبراء الذين لم يثقوا بوجود الرابط المستنتَج في الدراسة السابقة، وأن الزيادة الطفيفة في نسبة الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى أبناء الأمهات اللائي حظين بتخدير فوق الجافية خلال المخاض، يمكن على الأرجح إسنادها إلى عوامل أخرى. إن احتمالية أن يسبب التعرض لمُخدِّر فوق الجافية خلال الولادة تأثيرًا كبيرًا في احتمال الإصابة باضطراب طيف التوحد، أو في انتشار اضطراب طيف التوحد بمرور الوقت، هي احتمالية ضئيلة».
وقال مايرز إن تخدير فوق الجافية قد يؤدي إلى زيادة مدة المخاض، ولكن إن كان طول مدة المخاض عامل خطر كبيرًا للإصابة بالتوحد، لوُجدت أدلة على ذلك، وقد اختُبر ذلك وثبت أنه ليس صحيحًا.
قيّم كلاي جونز، الطبيب المختص في طب حديثي الولادة بمستشفى نيوتن ويلزلي، غير المشارك في الدراسة، نتائج البحث تقييمًا مشابهًا، إذ قال:
«ما نعرفه عن اضطراب التوحد هو أنه أقرب إلى أن يكون اضطرابًا جينيًّا يتداخل مع تنظيم هيكلية الدماغ، لذا فإن الأدلة على وجود أي سبب بيئي لاضطراب التوحد يجب أن تكون دامغةً، كي يترتب عليها تغيير في الممارسة الطبية أو في توصياتنا للعامة».
«بالمقارنة بدراسة كاليفورنيا السابقة، تُعَد هذه الدراسة أكبر وأشمل، إضافةً إلى أنها تراعي بدرجة أفضل المتغيرات المتداخلة الأخرى، التي قد تزيد احتمالية تشخيص الطفل باضطراب التوحد».
نوّه الباحثون بمزايا استخدام حقنة مخدر فوق الجافية خلال المخاض، إذ إنها أكثر الطرق فاعليةً في تسكين آلام المخاض، من بين الطرق المُعترف بها.
اقرأ أيضًا:
طوّر الباحثون جيلًا جديدًا من مسكّنات الألم
ترجمة: رحاب القاضي
تدقيق: أكرم محيي الدين