الضغط الدموي هو حصيلة القوة التي يطبقها الدم على جدران الشرايين، وإذا كان هذا الضغط مرتفعًا لديك، فإنك عرضة لارتفاع خطر الإصابة بحالات خطيرة مثل النوبة القلبية والفشل القلبي والسكتة. من الطبيعي أن يرتفع ضغط الدم في أثناء الجماع أو الاستمناء ، ويمكن الاستمتاع بتلك الممارسات بأمان حتى عند مرضى ارتفاع ضغط الدم.
يُعد النشاط الجنسي عادةً المكافئ القلبي الوعائي للنشاط الجسدي الخفيف إلى المتوسط، مثل صعود طابقين من السلالم أو المشي السريع، ويمكن أن يمارس الاستمناء من كان بمقدوره إنجاز الحد السابق من النشاط البدني.
العلاقة بين ضغط الدم والاستمناء:
خلال ممارسة الجماع أو الاستمناء، يرتفع كل من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب حتى تصل إلى حدودها القصوى عند هزة الجماع، وتعود بعدها إلى قيمها الطبيعية بسرعة.
ووفقًا لإحدى دراسات عام 2012، فإن المتمتعين بضغط دم طبيعي، خلال ممارستهم النشاط الجنسي نادرًا ما يحدث أن يخفق القلب بنبض أسرع من 130 نبضة كل دقيقة أو أن يتجاوز ضغط الدم الجهازي 170 ملّيمترا زئبقيًا، وعند الأغلبية لا يُرجح أن الاستمناء سيرفع ضغط الدم إلى حدود خطيرة حتى إن كان الشخص يعاني ارتفاعًا في ضغط الدم، وعلى الأرجح هناك حاجة إلى الحد من أنشطة مثل الاستمناء -الذي يسبب قفزات مفاجئة في ضغط الدم- عند المصابين بظروف صحية سابقة مثل تمدد الأوعية الدموية الدماغية الذي يحدث عندما يرتفع خطر إصابتك بسكتة دماغية بسبب انتفاخ أحد الأوعية الدماغية.
تعرض إحدى دراسات عام 2016 حالةً نادرةً لامرأة في الرابعة والعشرين مصابة بتمدد الأوعية الدماغية، تعرضت لنزيف في الحيز تحت العنكبوتي خلال ممارستها الاستمناء وفارقت الحياة إثر ذلك. ويطرأ الحادث السابق عندما ينزف الوعاء الدموي المصاب في الفراغ الفاصل بين الدماغ والنسيج المحيط به. تحدث مع الطبيب حول مدى أمان ممارستك الأنشطة الجنسية إذا كنت مصابًا بتمدد الأوعية الدماغية.
ضغط الدم والاستثارة الجنسية:
لا يرتفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب خلال الاستمناء فقط، بل خلال كل الممارسات الجنسية، فتؤدي الاستثارة الجنسية إلى سلسلة معقدة من التفاعلات في الجسم تشارك فيها تغييرات تطرأ على الجهاز العصبي والوعائي الدموي والغدي.
تحدث الاستثارة الجنسية عبر أربعة أطوار: الإثارة والهضبة والنشوة والراحة:
- طور الإثارة: فيه تتسارع ضربات القلب ويشرع ضغط الدم بالارتفاع، وتبدأ التغييرات الأخرى مثل تسارع التنفس وتدفق الدم إلى الغدد الجنسية وتشنج العضلات.
- طور الهضبة: فيه يرتفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وكل التغييرات الأخرى التي شعرت بها في الطور الأول، حتى بلوغ النشوة الجنسية.
- طور النشوة: فيه يصل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب إلى الحدود القصوى، وتشعر بانقباضات عضلية لا إرادية.
- طور الراحة: بعد النشوة، تعود وظائف الجسد إلى ما كانت عليه قبل الاستثارة.
فوائد الاستمناء:
فُحصت فوائد الاستمناء بصورة مباشرة في قلة من الدراسات، وكانت أغلب الأدلة من تلك المرحلة غير مؤكدة، وتتضمن فوائد الاستمناء المحتملة ما يلي:
- تخفيف التوتر.
- تحسين النوم والمزاج.
- الاسترخاء.
- التخلص من التوتر الجنسي.
- تخفيف تشنجات الحيض.
- تحسين معرفتك بحاجاتك ومتطلباتك الجنسية.
احتمال انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات:
تقترح بعض الأبحاث وجود علاقة بين تكرار ممارسة الاستمناء عند الذكور وبين انخفاض خطر إصابتهم بسرطان البروستات، لكن لفهم العلاقة نحتاج إلى مزيد من الأبحاث. وفي دراسة نشرت عام 2016، استقصى الباحثون التواتر الذي مُورِس فيه الاستمناء لدى مجموعة من 31925 رجلًا بين عامي 1992 و2010،
ووجد الباحثون أن الرجال الذين استمنوا بمعدل يزيد عن 21 مرة شهريًا كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستات بعد عشر سنوات مقارنة مع الذين استمنوا بمعدل أربع إلى سبع مرات فقط.
احتمال تحسين صحة القلب:
يُرجَّح أن الاستمناء سيزيد معدل ضربات القلب بما يعادل ممارسة النشاط الخفيف إلى المتوسط، ويُفترض أن زيادة معدل ضربات القلب عبر الاستمناء يمكن أن تؤثر إيجابيًا في الصحة القلبية الوعائية، لكن لا توجد حاليًا دراسات تدعم هذه الفرضية.
التأثيرات الجانبية للاستمناء:
إن الاستمناء آمن عمومًا، ولا يشتهر بكونه سببًا لظروف صحية معينة على الرغم من العديد من الخرافات المحيطة به. إليك بعض التأثيرات الجانبية الطفيفة والمؤقتة التي ربما ترافق ممارسة الاستمناء عند عدم توخي الحذر:
1. تقرح الأعضاء الجنسية:
يمكن أن يؤدي الاستمناء إلى تقرح الأعضاء الجنسية أو أذيتها، ونادرًا ما تكون الأذيات خطيرة. وجدت دراسة عام 2009 أن استخدام القضيب الهزاز بين النساء ارتبط بوجود سلوكيات معززة للصحة ووظائف جنسية جيدة، ووجد الباحثون أيضًا أن 71.5% من اللواتي لم يشعرن بأعراض سلبية في أعضائهن الجنسية كن قد استخدمن القضيب الهزاز.
2. الإصابة الإنتانية:
يمكن أن يساعد غسل اليدين قبل الاستمناء على منع انتقال الجراثيم المعدية إلى أعضائك الجنسية، ولتجنب الإصابة بالإنتان ينبغي الحفاظ على نظافة القضيب الهزاز أو الدمى الجنسية حال استخدامها. ويكون المهبل أكثر عرضة لخطر الإصابة بالإنتان من القضيب، لأن المهبل وسط عالي المحتوى من البكتريا والرطوبة.
3. الإدمان:
يحرر الدماغ عند الاستمناء الدوبامين وهرمونات أخرى، ويعد الدوبامين الهرمون المسؤول عن الشعور بحالة جيدة ويستخدمه الجسم في نظام المكافأة الخاص به، وتتطور لدى البعض سلوكيات متعلقة بالاستمناء القسري شبيهة بتلك المشاهدة في السلوكيات المتعلقة بالإدمان.
وبصورة مشابهة لإدمان الجنس، لا يعد إدمان الاستمناء حقًا حالةً متعلقة بالصحة النفسية، لكن ربما عليك استشارة خبراء الصحة النفسية أو الجنسية حال معاناتك أحد الظروف التالية:
- إذا كان الاستمناء يفسد علاقتك بسبب خلافات ناجمة عن تدخله بهذه العلاقة.
- إذا كنت تلغي باستمرار مخططاتك مع العائلة والأصدقاء التي تعدها ثمينة، من أجل الاستمناء.
- إذا كان الاستمناء يتداخل مع نشاطاتك اليومية التي تستمتع بها وتقدرها، مثل العمل والهوايات.
- إذا كان الاستمناء يشغل تفكيرك طوال الوقت.
4. الشعور بالذنب:
يشعر البعض بالذنب حيال ممارستهم الاستمناء، لكنه نشاط جنسي صحي وطبيعي، ربما سيكون من الجيد التحدث إلى معالج مختص في الصحة الجنسية إذا خامرتك مشاعر الذنب حيال الاستمناء.
5. متلازمة قبضة الموت:
يقود الاستمناء بقبضة شديدة الإحكام عند الذكور إلى متلازمة قبضة الموت أو زوال الإحساس بالقضيب، ولعكس ظاهرة زوال الإحساس هذه، يُنصح غالبًا بتجنب المحفزات الجنسية مدة أسبوع قبل خوضها مجددًا، ربما سيساعد ذلك على إرخاء قبضتك ومحاولة الاستمناء بطريقة ألطف.
حالات تتطلب تدخلًا طبيًا:
إذا كنت قلقًا حيال عرقلة الاستمناء حياتك أو إحداثه مشكلات صحية، فمن الأفضل التحدث إلى طبيب أو معالج مختص بالمشكلات الجنسية، ومن الأفضل للذكور زيارة الطبيب إذا عانوا صعوبةً في الانتصاب، فيمكن أن يكون وراء ضعف الانتصاب أسباب متخفية تتطلب علاجًا مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
استشر الطبيب إذا كنت قد لاحظت أي عرض مقلق آخر خلال الاستمناء مثل الألم أو الخدر أو الوخز والتنميل.
اقرأ أيضًا:
هبوط ضغط الدم الانتصابي Orthostatic Hypotension
الاستمناء أو العادة السرية: هل هو خطر؟ وما هي فوائده إن وجدت؟
على النساء الحذر من ارتفاع ضغط الدم الناجم عن العزلة الاجتماعية
ترجمة: حيدر بوبو
تدقيق: عبد الرحمن داده