خل التفاح: الخل المخمر الذي يصنعه الناس من التفاح المسحوق، هو وسيلة طبيعية لعلاج ارتجاع الأحماض وحرقة المعدة .
العديد من العلاجات المنزلية يمكن أن تخفّف أعراض ارتجاع الأحماض وحرقة المعدة بنجاح، وأعراضًا أخرى من داء الإرتجاع المعدي المريئي (GERD). يدّعي بعض الناس أن خل التفاح يمكن أن يخفّف من هذه الأعراض. ومع ذلك بالنسبة للآخرين، فإنه قد يجعل ارتجاع الأحماض أسوأ. في هذه المقالة، نحن ننظر في البحث عن استخدام خل التفاح لعلاج ارتجاع الحمض وتفاصيل الآثار الجانبية المحتملة لاستخدامه.
هل يخفف خل التفاح ألم ارتجاع الأحماض؟
يحدث الارتجاع الحمضي عندما يتدفّق الحمض من المعدة إلى أعلى. هذا يسبّب طعمًا حامضيًّا في الفم وحرقةً في الصدر.
هناك العديد من القصص المروية غير المؤكدة على الإنترنت تشير إلى أن خل التفاح هو علاج فعّال للارتجاع الحمضي. يقول المؤيّدون أن حموضة الخل وكذلك البكتيريا المفيدة يمكنهما تحسين الهضم وتخفيف الارتجاع. إحدى النظريات هي أن العديد من الأشخاص الذين يعانون ارتجاع الأحماض لديهم حمض معدي قليل جدًّا في حالة تسمّى (هيبوكلورهيدريا). يمكن للناس تطوير هذه الحالة باستخدام مثبّطات ضخّ البروتونات.
هذه هي الأدوية الشائعة لارتجاع الحمض الذي يمكن أن يقلّل من حموضة المعدة إلى مستويات منخفضة للغاية. لذلك، شرب خل التفاح قد يساعد هؤلاء الناس على زيادة حموضة المعدة. ومع ذلك، لم يجرِ العلماء بحوثًا كافيةً عن آثار خل التفاح على الأمعاء لدعم هذه الادّعاءات. في الواقع، لا توجد دراسات في المجالات الطبية التي تبحث في آثار خل التفاح على الارتجاع وحرقة المعدة.
هل من الآمن استخدام خل التفاح لارتجاع الأحماض؟
بشكل عام، إن خطر استخدام خل التفاح لارتداد الأحماض هو الحد الأدنى. كثير من الناس يشربونه يوميًا للتحكم في نسبة السكّر في الدم، وفقدان الوزن، وأكثر من ذلك دون التعرّض لآثار ضارّة. ومع ذلك، لا يوجد بحث يؤكد أنه آمن للاستخدام على المدى الطويل. بالنسبة لبعض الناس، خل التفاح يجعل الحرقة أسوأ، أولئك الذين لديهم مرّيء مزعج قد يتعرّضون لمزيد من الالتهاب والتهيّج بعد شرب الخل. يمكن للراغبين في تجربة خل التفاح للحصول على ارتجاع بسيط، خلط ملعقة صغيرة وملعقة كبيرة من الخل في كوب من الماء. تناول هذا قبل أو بعد وجبات الطعام قد يقلّل من أعراض ارتجاع الحمض لدى بعض الأشخاص. ليس من المستحسن شرب خل التفاح لمن يعانون ارتجاع الأحماض و حرقة المعدة أو ارتجاع المرّيء بنسبة معتدلة إلى نسبة شديدة.
الآثار الجانبية لشرب خل التفاح:
بعيدًا عن جعل خطر حرقة المعدة أسوأ، خل التفاح لديه القدرة على تآكل مينا الأسنان. لحماية الأسنان؛ قم دائمًا بتخفيف الخل وتناوله مع وجبة. بعد تناول خل التفاح قم بغسل الفم أو استخدم مصاصة. قد يتفاعل خل التفاح مع أدوية مثل مدرّات البول والأنسولين. يجب على الأشخاص الذين يتناولون أي أدوية أو مكمّلات استشارة الطبيب قبل شرب خل التفاح بانتظام.
العلاجات المنزلية الأخرى لارتداد الحمض:
في العديد من حالات الارتجاع الخفيف إلى المتوسط، توفر العلاجات المنزلية وتعديلات أسلوب الحياة تخفيفًا كبيرًا للأعراض، وتشمل تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعد الأشخاص على تقليل أعراض ارتجاع الأحماض :
● تحقيق وزن صحي: الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يكونون أكثر عرضةً لخطر ارتجاع الحمض، وفقًا لنتائج العديد من الدراسات؛ قد يكون هذا بسبب الضغط الإضافي على المعدة، والذي قد يدفع الحمض إلى داخل المرّيء.
● تجنّب استخدام التبغ: وفقًا لمراجعة أبحاث عام 2016، يساهم التدخين في ارتجاع الحمض عن طريق استرخاء العضلة بين المريء والمعدة. هذا يسمح للحمض بالارتفاع.
● رفع رأس السرير: توصي المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي بأن يستخدم الأشخاص الذين يعانون ارتجاع الأحماض كتلًا أو أسافينًا لرفع رأس أسرّتهم. يمكن أن تساعد الجاذبية على التحكّم في الارتجاع.
● ارتداء ملابس فضفاضة: يمكن للملابس الضيّقة -خاصةً حول منطقة المعدة- أن تدفع الحمض من المعدة إلى المرّيء.
● ممارسة عادات الأكل السليمة: ممارسة السيطرة على كمّية الطعام وتناول الطعام ببطء لتشجيع الهضم الصحي، وتجنّب الاستلقاء أثناء تناول الطعام أو خلال 3 ساعات من وقت تناول الطعام.
هل يمكن أن يساعد خلّ التفاح في علاج التهاب المفاصل والتخفيف من الإمساك والإكزيما؟
تجنّب بعض الأطعمة والمشروبات قد يحسّن أعراض ارتجاع الأحماض. على الرغم من أن المحفّزات الغذائية تختلف من شخص لآخر، فإن بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تسبّب الارتجاع تشمل:
● الكحول.
● الكافيين.
● الشوكولاتة.
● الفواكه الحمضية، مثل البرتقال والليمون والجريب فروت.
● الأطعمة المقلية أو الدهنية.
● الثوم والبصل.
● النعناع.
● الطعام الحار.
● الطماطم والمنتجات القائمة على الطماطم، بما في ذلك صلصة المعكرونة والشوربات.
اذا استمر الارتجاع الحمضي بعد إزالة هذه الأطعمة من النظام الغذائي، يمكن للأشخاص محاولة حفظ مذكّرات غذائية لتتبّع تناولهم للأطعمة والأعراض. هذا يمكن أن يساعد الشخص على تحديد محفّزات الارتجاع الفردية.
متى ترى الطبيب؟
قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون ارتجاعًا حادًّا -وخاصةً الارتجاع الذي لا يتحسّن مع العلاجات المنزلية- إلى تناول الأدوية. في حالات نادرة، قد يتطلّب ذلك تدخلًا جراحيًا. يجب على الشخص مراجعة الطبيب إذا استمر ارتجاع الحمض لأكثر من بضعة أسابيع، أو إذا ساءت حالته. يجب على الشخص أن يسعى للحصول على علاج طبّي فوري إذا كان يعاني الارتجاع مع:
● براز أسود أو أحمر.
● ألم الصدر أثناء الأنشطة.
● صعوبة في البلع أو الأكل.
● تقيؤ دم أو حبيبات تشبه القهوة.
● فقدان الوزن.
ملخص:
خل التفاح هو علاج طبيعي شائع للارتجاع الحمضي و حرقة المعدة . يدّعي العديد من الناس أنه يخفف الأعراض. ومع ذلك، لا توجد حاليًا أي دراسات علمية تؤكد أن خل التفاح فعّال للارتجاع الحمضي، كما لا توجد أبحاث تشير إلى أن شرب خل التفاح آمن. لهذه الأسباب، قد يكون من الأفضل تجربة بعض العلاجات المنزلية المثبتة للارتجاع الحمضي، مثل تجنّب محفّزات الطعام والحفاظ على الوزن الصحي وتغيير وضع السرير. شخاص الذين لديهم ارتجاع مستمر أو حاد أو حرقة في المعدة يجب أن يراجعوا طبيبهم لمناقشة الأدوية أو العلاجات الأخرى التي يمكن أن تخفّف الأعراض.
ترجمة: ماريانا عادل تدقيق: علي فرغلي.