تحتاج فقط لذبابة واحدة تحطّ على غداء رحلتك، لتجعلك غير متيقّن من كمية الجراثيم التي حطّت مع تلك الذبابة.
لكن ما هي كمية الضرر التي تأتي مع ذبابة حطّت على طعامك؟
وهل يجب رمي ذلك الطعام؟
هناك المئات من أنواع الذباب في أستراليا، هذه المجموعة المتنوّعة من الحشرات تمتدّ بين البعوض والبراغيش اللّاسعة وذباب الشجيرات والذباب الأزرق الكبير.
وتلعب دورًا مهمًا في البيئة المحيطة، عن طريق تحليل المواد العضوية، وتلقيح النباتات وتوفير غذاء لآكلات الحشرات، وقد تساعد في حل الجرائم وعلاج الجروح.
العديد من تلك الحشرات الطائرة لها مخاطر صحيّة، لكن أكثر ما يحلق في منازلنا لا يتعدّى ذبابة المنزل.
تتواجد بشكل واسع الانتشار في الأشهر الدافئة وتكون مزعجة جدًا، وقد تكون أحيانًا ذات مخاطر صحية محتملة.
النوع Musca domestica المعروف باسم ذبابة المنزل، يعتبر من أكثر الحشرات واسعة الانتشار إزعاجًا في العالم.
وجدت لنفسها مكانًا داخل وحول منازلنا، وتترافق مع أماكن الفضلات العضوية كالحيوانات الميتة والفضلات البشرية والحيوانية، وليس من الغرابة أن يطلق عليها الذبابات القذرة.
بعد وضع البيض، تخرج اليرقات متغذية في طريقها على المواد العضوية المتحلّلة قبل تحوّلها إلى طور العذراء، بعدها تتحوّل إلى الطور البالغ بعد عدة أيام.
تعيش الذبابات البالغات قرابة الشهر واضعةً مئات البيوض خلال تلك الفترة.
من البراز إلى الطبق:
عندما نتحدث عن نقل الأمراض لا يهمّنا الذبابة نفسها، إنما المهم من أين جاءت.
فهي لا تزور فقط الشطائر الطازجة، بل تقضي أغلب أوقاتها على الفضلات المتحللة ومخلفات النباتات.
وبين هذه الفضلات توجد الممرِضات والطفيليّات.
ذبابة المنزل لا تعض، على عكس البعوض الذي ينقل مسبّبات المرض ذات الأهمية لحياة الانسان، عن طريق لعابها.
ذبابة المنزل تنقلها عن طريق جسدها وأرجلها، تاركة بصمات قدم مليئة بالجراثيم على غذائنا وقد تتقيئهم أيضًا.
لا يمتلك الذباب أسنانًا؛ لهذا فهو لا يقضم قضمة كبيرة من طعامنا لهذا تحتاج إلى أن تطلق لعابًا غنيًا بالإنزيمات الهاضمة لتحليل ذلك الغداء، ثمّ امتصاص السوائل من التحليل الهضمي.
إذا استطاعت الذبابة أن تتجوّل مرات عديدة حول غذائنا تتقيّأ وتمتصّ الغذاء وتتغوّط؛ فإن فرصة ترك ممرِضات خلفها تكون كبيرة.
تنظيف الطعام أم التخلّص منه؟
في أغلب الحالات، عندما تحّط ذبابة على طعامك فإن هذا لا يعني أن عليك رميه.
بينما هنالك شكّ صغير أن الذبابة حاملة للبكتيريا والفيروسات والطفيليات من الفضلات لطعامنا؛ فإن لمسة أو هبوط ذبابة على الطعام قد لا يجلب سلسلة تفاعلات تؤدي للمرض عند الأشخاص الأصحاء.
الذبابات اللواتي تهيم على الطعام لعدة دقائق، تتقيّأ الإنزيمات أو تتبرّز على طعامك أو في منطقة تحضير الطعام؛ هي أكثر ما يهمّنا.
البقاء لفترة أطول يعني نقل عدد أكبر من الجراثيم النامية والمتكاثرة على طعامك، عندها تزداد المخاطر الصحية.
وجود العديد من الذباب حولك أمر مقلق، لكن الخطورة تزداد في المناطق البعيدة عن المدن.
فهناك ليس فقط أعداد أكبر؛ بل فرصة أكبر أن تكون على تماسٍ مع حيوانات ميتة أو فضلات حيوانية
والفرصة ليست أقلّ في المدن، لكن في أغلب المناطق يوجد مبيدات الحشرات ووسائل تحسين مستويات النظافة تساعد في السيطرة على الذباب، وتخفّض فرصة تماسه مع مواد ملوثة.
كن حريصًا على تغطية طعامك أثناء إعداده وطبخه وتقديمه خارج المنزل، ولا تترك بقايا للذباب.
هنالك العديد من أسباب للمحافظة على سلامة الطعام صيفًا وليس فقط إبعاد الذباب عنه.
إغلاق النوافذ والأبواب يمنع دخول الذباب إلى المنزل، لكن تقليل القمامة المكشوفة حول المنزل أمر جوهري أيضًا.
كن حريصًا على إبقاء حاويات القمامة نظيفة بصورة مستمرة، وفضلات المنزل مغطّاة وتنظيف فضلات الحيوانات بصورة روتينية، بالإضافة إلى رشّ المبيدات الحشريّة حول حاويات القمامة وداخل المنزل سيساعد في تقليل أعداد الذباب.
مضرب الذباب القديم قد يساعد أيضًا في المكافحة.