هل هناك علاقة بين فقر الدم ووجود نقص في السمع؟
أظهرت دراسةٌ حديثةٌ وجود ارتباطٍ بين نقص السمع وفقر الدم المرتبط بعوز الحديد (نقص الحديد في تركيب الكريات الحمر)
حيث أظهرت الدراسة أنَّ معدل الأشخاص المصابين بفقر الدم المرتبط بعوز الحديد المصابين بنقص السمع يفوق بمرَّتين الأشخاص العاديين دون أي مرضٍ دموي.
ولوحظ ارتباطٌ بين فقر الدم المرتبط بنقص الحديد تحديدًا مع نوعين من نقص السمع، الأول هو نقص السمع الحسي العصبي، والآخر هو نقص السمع المختلط (التوصيلي الحسي العصبي)
ويُعرف نقص السمع الحسي العصبي طبقًا للجمعية الأمريكية للنطق والسمع ((ASHA بأنه: (نقصُ السمع الناتج عن أذية في الأذن الداخلية أو أذية في الأعصاب الناقلة لحس السمع).
أما نقص السمع التوصيلي فيعرف بأنَّه: (نقصٌ في وصول الصوت من الخارج إلى طبلة الأذن أو إلى الاذن الوسطى، أما نقص السمع المختلط فهو خليطٌ بين نقص السمع التوصيلي ونقص السمع الحسي العصبي).
يكون نقص السمع الحسي العصبي عادةً دائمًا وغير قابلٍ للتراجع، وهنا تتدخل الدراسة لتقول أنَّه في حال كان لفقر الدم المرتبط بنقص الحديد دور في نقص السمع فهذا يعني أن معالجة فقر الدم المرتبط بنقص الحديد يجب أن تحسِّن من جودة السمع.
لكن يقول الباحثون أنه من الباكر الحكم على ما قد يحدث، حيث أنهم لا ينصحون الناس الذين يعانون من نقص السمع بالقيام بالفحوص الدموية.
تقول الباحثة Kathleen Schieffer من كلية الطب في جامعة بنسلفينيا في ولاية فيلادلفيا: (حاليا لا يوجد دليلٌ يؤكد أن علاج فقر الدم المرتبط بنقص الحديد سيحسن من نقص السمع).
حيث أنَّ نتائج الدراسة أوجدت احتمال ترابطٍ بين فقر الدم المرتبط بنقص الحديد ونقص السمع.
وأوضحت أن الباحثين يريدون فهم مدى تأثير علاج فقر الدم على تحسين حالة السمع، حيث أن فقر الدم المرتبط بنقص الحديد هو من الأمراض القابلة للعلاج في الولايات المتحدة.
يشرح الباحثون أن الأذن الداخلية حساسةٌ جدًّا للتغيرات في الوارد الدموي، لذلك من الممكن أن يكون نقص الأوكسجين الدموي لدى الأشخاص المصابين بفقر الدم المرتبط بنقص الحديد قد يؤثر بالأذن الداخلية لديهم في حال إصابتهم بنقص السمع.
تقول Kathleen أنَّ هناك شريانٌ واحد فقط يزود الأذن الداخلية بالدم وهذا ما يجعل الأذن الداخلية أكثر عرضةً للأذية في حالات نقص الأكسجة الناتجة عن فقر الدم.
واختبر الباحثون خلال الدراسة تشخيصات نقص السمع عند أكثر من 300 ألف بالغ من 2011 إلى 2015 في الولايات المتحدة. تراوحت أعمارهم ما بين 21 و90 سنة بمعدل وسطي 50 سنة، مع غالبيةٍ للإناث مقارنةً مع الذكور.
وأوضحت Schieffer أنَّ 1.6 % من التعداد العام للسكان يعاني من نقص السمع، و3.4% من الأشخاص المصابين بفقر الدم بعوز الحديد يعانون من نقص السمع.
عندما دقَّق الباحثون في نوع نقص السمع، كان مقدار خطورة حدوث نقص السمع الحسي العصبي عند شخصٍ يعاني من فقر الدم بعوز الحديد 82% أعلى من الأشخاص الذين لا يعانون من مرضٍ دموي.
ولدى الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم خطورةً أكبر بمقدار 2.4 مرة لتطور نقص السمع المختلط لديهم مقارنة مع الأشخاص الطبيعيين.
يقول الدكتور David Haynes وهو أستاذٌ في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والجراحة العصبية وعالم في النطق والسمع في مركز Vanderbilt الطبي: (إنَّ هذه الدراسات يجب أن تضع فقر الدم المرتبط بنقص الحديد كعاملٍ من العوامل المؤثرة والمساهمة في نقص السمع، ونحن بحاجةٍ للتأكد من نتائج هذه الدراسة).
ويقول Peter Steyger وهو اختصاصيٌّ في الأنف والاذن والحنجرة وجراحتها في جامعة Oregon: (هناك العديد من العوامل التي قد تلعب دورًا في كون فقر الدم المرتبط بنقص الحديد يلعب دورًا في نقص السمع، حيث أن الحديد هو من العناصر المطلوبة لجودة عمل الجهاز السمعي، والنقص في الحديد يعني النقص في الهيموغلوبين الموجود في داخل الكريات الحمراء المسؤول عن نقل الاوكسجين إلى الجسم).
والنقص في الحديد أيضا يُخرِّب وظيفة الخلايا وحتى أنه يقوم بقتلها مؤديا لنقص السمع في حال حدث في الخلايا المشعرة الموجودة في الأذن الداخلية، ولكن على عكس باقي الأعضاء، فإنَّ الأذية في الأذن الداخلية هي أذيةٌ غير قابلة للعكس، فبمجرد أن تحدث الأذية تموت الخلايا ولا يمكن إعادتها أو إعادة وظيفتها.
وأضاف: (إنَّ الحمية الغذائية الغنية بالمغذيات والفيتامينات الضرورية هي أمرٌ أساسيٌّ ومصيريٌّ للحفاظ على صحتنا العامة وصحة جهاز السمع لدينا)
نشرت الدراسة في دورية ournal JAMA Otolaryngology-Head & Neck Surgery في ال 29 من شهر ديسمبر .
المترجم : كمال سلامي
تدقيق : بدر الفراك
المصدر