بعض مُقتني الكلاب يحبون أصدقاءهم ذوي الأربعة أرجل كثيرًا ويُعاملونهم كأطفالهم الصغار، بل أحيانًا يفضلونهم عن بعض الأصدقاء وأفراد العائلة!.
وبحسب بحث جديد، يوجد سبب علميّ لذلك الأمر..أوجدت دراسة نُشِرَت في صحيفة المجتمع والحيوان أنَّ البشر يتعاطفون مع الحيوانات أكثر من البشر.
ففي تجربة، تم عرض قصاصات لصحيفة تحتوي تقاريرمُلفَّقة عن تعرّض بشريّين للاعتداء مرة، وأخرى تَعرُّض فيها كلاب لذلك..
في التقرير الزائف، قُيّدَ الاعتداء بواسطة مضرب بيسبول من مُعتدي مجهول، ليترك الضحية فاقدةً الوعي وقد أحدَث كسرًا بالساق وجروح متعددة.
أُعطيَ للمشاركين التقرير ذاته، وكانت الضَّحية فيها إمَّا طفلا بعمر السَّنة أو شخصًا بالغًا بعمر الثلاثين، أو جروًا أو كلبًا بعمر الست سنوات، ثم سُئِل المشاركين عن مشاعرهم باستخدام أسئلة لقياس مستوى تعاطفهم.
افتَرض فريق البحث أنَّ عامل الضعف (العجز عن الدفاع) عند الضحايا تبعًا لأعمارهم سيكون أكثر تأثيرًا من نوع الضحية عند تعبير المشاركين عن حزنهم واهتمامهم.
في الحقيقة، مستويات التعاطُف مع الجرو والكلب الكبير والطفل ذو السنة الواحدة كانت متقاربة، بينما حصلَ الشَّخص البالغ على أدنى مستوى من التعاطف.
حَظِيَ الكلب البالغ على مستوى منخفض من التعاطف مقارنةً بمستوى التعاطف مع البشريّ الرَضيع.
استنتج الباحثون أنَّ المشاركين لم يروا الكلاب كحيوانات بل كأطفال ذوي فرو أو كأفراد من العائلة.
نُشِرَت دراسةٌ الشهر الماضي في صحيفة التقارير العلميَّة بأنها وجدت أحد الأسباب وراء تعلُّقنا الكبير بكلابنا، وبحسب فريق البحث فانَّ الكلاب تقوم بحركات وجهيَّة أكثر عندما ينظر اليها الانسان.
استخدم الباحثون كاميرا فيديو لتسجيل حركات وجه الكلاب لمدَّة 24 ساعة وذلك عند وجود تفاعل بينها وبين البشر وعند عدمه.
كان يُظَن سابقًا أنَّ تعابير وجه الحيوانات غير مقصودة، لكنَّ الدراسة وجدت أنَّ الكلاب ترفع جفونها لتصبح أعينها أكبر حجمًا عندما تتطلع للاهتمام بها من شخصٍ ما.
إنَّ وجود تفاعل بين الكلاب والبشر لا يملك أي أثر (مردود) على التعابير التي قامت بها الحيوانات مما يقترح أنّهم لم يقوموا بذلك ليحصلوا على وجبات إضافية.
فاستنتج الباحثون أنَّ السبب قد يكون لإيجاد طرق تواصل بينَ المالك والحيوان الأليف.
يقول البروفيسور في علم النَّفس التَّطوّريّ في جامعة بورتسماوث وكاتب الدّراسة بريدجيت وولر:
«البحث يخبرنا أنَّ تعابير الوجه غالبا متجاوبة مع البشر وليسَت مع الكلاب الأخرى فقط».وذلك يخبرنا كيف أنَّ تدريب الكلاب أحدث تغيرًا حسيًا بهم ليصبحوا أكثرَ تواصلًا مع البشر.
- ترجمة: طارق برهوم
- تدقيق: قصي السمان
- تحرير: أحمد عزب