منذ بدء إنتاجه، عمل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على دراسة لقاح كوفيد-19 وإمكانية إعطائه بالتزامن مع لقاحات أخرى مثل لقاح الإنفلونزا، ونشر المركز عدة توصيات تخص هذا الأمر، وكان آخرها في 21 سبتمبر الماضي، وأشارت هذه التوصيات إلى إمكانية أخذ لقاح كوفيد-19 ولقاح الإنفلونزا في آن معًا.
شهدت هذه التوصيات الأخيرة تغيرًا ملحوظًا عن التوصيات السابقة التي أشارت إلى ضرورة تجنب إعطاء أي لقاح قبل أو بعد أسبوعين من لقاح كوفيد-19.
صرحت ليزا غروسكوبف، طبيبة ومديرة في قسم الإنفلونزا في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «نعتقد بأن لقاح الإنفلونزا مهم جدًا في إطار جائحة كوفيد-19 المستمرة، فقد وضعت هذه الجائحة القطاع الصحي تحت ضغط كبير، وفي حين كان موسم الإنفلونزا في الشتاء الماضي معدومًا تقريبًا، فإننا نشهد هذا الشتاء عودة عدد من الفيروسات التنفسية الشائعة؛ ومن ثم سنتعرض للجائحة السنوية المعتادة من الإنفلونزا هذا العام».
وأضافت: «ستشكل هذه العودة القوية لفيروس الإنفلونزا مع استمرار جائحة كوفيد-19 ضغطًا أكبر على القطاع الصحي».
التوصيات العالمية لم تتغير
تهدف هذه التوصيات إلى توجيه صانعي اللقاحات لإنتاج لقاح الإنفلونزا للموسم القادم من أواخر الخريف وحتى بداية الربيع، فمن البديهي التوصية بإعطاء لقاح الإنفلونزا السنوي لجميع من تزيد أعمارهم عن الستة أشهر ولا يعانون أي حالة مرضية.
إن اتباع هذه الإجراءات، وفقًا للجنة الاستشارية المشرفة على التطعيم ضد الإنفلونزا التابعة لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لن يخفض من عدد الإصابات بالإنفلونزا وحسب؛ بل سيقلل من الأعراض التي قد تختلط مع أعراض الإصابة بكوفيد-19.
وفي ذات الوقت، ستقلل الوقاية من الإنفلونزا وتخفيف حدة أعراضه من زيارات الطبيب وحالات الاستشفاء والحاجة إلى العناية المركزة، إذ تسهم هذه العوامل في تخفيف الضغط الناجم عن جائحة كوفيد-19 على القطاع الصحي.
ووفقًا غروسكوبف؛ فإن توصيات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها واللجنة الاستشارية المشرفة على التطعيم لم تتغير، إذ يجب على جميع من تجاوز عمره الستة أشهر الحصول على لقاح الإنفلونزا سنويًا مع وجود بعض الاستثناءات، وأكدت على ضرورة الحصول عليه خاصةً عند من لديهم عوامل خطر للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا.
تشمل هذه العوامل البالغين الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين والمصابين بالربو والسكري وأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى والحوامل والأطفال دون الخمس سنوات.
تحديثات
شملت التوصيات الأخيرة أيضًا عددًا من التحديثات المهمة، إذ طُور لقاح الإنفلونزا ليكون قادرًا على الوقاية من أربعة أنواع مختلفة من فيروسات الإنفلونزا، إضافة إلى تعديل التوقيت المُوصى به للحصول على اللقاح لفئة معينة من الناس تشمل الحوامل في الثلث الثالث من الحمل والبالغين غير الحوامل والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الستة أشهر وثمانية سنوات ولم يتلقوا لقاح الإنفلونزا أبدًا أو الذين لم يتلقوا أكثر من جرعتين من اللقاح في حياتهم.
التطعيم المتزامن ضد الإنفلونزا وكوفيد-19
أكدت التوصيات الحديثة إمكانية الحصول على لقاح الإنفلونزا وكوفيد-19 في الوقت ذاته، ورغم عدم وجود الكثير من المعلومات حول ذلك، فإن التجارب السابقة في إعطاء اللقاحات بالتزامن أظهرت أن الاستجابة المناعية والآثار الجانبية للقاح كانتا متماثلتين سواء أُعطِي وحده أو مع لقاحات أخرى.
صرحت جروسبكوف: «لا نتوقع، اعتمادًا على تجاربنا السابقة، أي عوائق صحية غير معتادة أو مفاجئة ناجمة عن التطعيم ضد الإنفلونزا وكوفيد-19 في آن معًا».
يملك جميع الأمريكيين حاليًا الخيار في الحصول على اللقاحين معًا، لكن غروسكوبف تشدد على أهمية الحصول على كليهما في أقرب وقت ممكن، إذ قالت:
«إن الحصول على لقاح الإنفلونزا قبل نهاية شهر أكتوبر هو الوقت المثالي لذلك، ولن يكون الأمريكيون قادرين على الحصول على الجرعة الداعمة من اللقاح في حال موافقة إدارة الغذاء والدواء عليها؛ لذلك يجب على الجميع الإسراع في الحصول على لقاح الإنفلونزا؛ ليستطيعوا الحصول على لقاح كوفيد-19 في الوقت المناسب».
وأكد عضو قسم صحة المجتمع والوقاية من الأمراض في جامعة كاليفورنيا البروفيسور أندرو نويمر أنه لا يرى أي مشكلة في الحصول على اللقاحين معًا، فلقاح الإنفلونزا يمكن تحمله مثل لقاح كوفيد-19.
وصرح نويمر في مقابلة سابقة: «قد يتساءل الناس حول مدى قدرة الجسم على تحمل لقاحين في الوقت ذاته. في الحقيقة، هو يقوم بذلك طوال الوقت، إذ يُعد لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية مزيجًا من ثلاثة لقاحات، وبصورة مماثلة يُعَد لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وجدري الماء مزيجًا من أربع لقاحات؛ لذلك لا أشعر بالقلق حيال الحصول على اللقاحين في ذات الوقت».
والجدير بالذكر أن البروفيسور نويمر لم يكن جزءًا من اللجنة التي وضعت التوصيات الجديدة.
إن التعاجز هو السبب في التوصية بالحصول عليهما معًا، إذ ينتهي المطاف ببعض من يعزمون على العودة للحصول على الجرعة الثانية بالتغاضي عنها؛ لذا من الأفضل الحصول عليهما معًا.
اقرأ أيضًا:
لقاح جديد ضد كوفيد-19 يؤخذ بالأنف يدخل مرحلة الاختبارات
هل تؤثر لقاحات كوفيد-19 على الدورة الطمثية؟
المترجم: محمد أديب قناديل
المدقق: تسبيح علي
المراجع: عون حدّاد