ينفق الزوج الأمريكي على خاتم الخطوبة لشريكته نحو 6000 دولار وسطيًا، وخلافًا للمشتريات الكبيرة الأخرى مثل المنزل أو السيارة، فإنه لا يحقق فائدةً كبيرةً عمليًا، إذ لا يمكنك العيش في الخاتم أو تناوله أو استخدامه للتنقل من مكان لآخر، وقد يزعم الرومانسيون أنه رمز للحب ولكن يبدو واضحًا أن خاتم الخطوبة ذاك يمثل رمزًا مكلفًا لرغبة الرجل بالالتزام بالنسبة إلى أولئك الذين يتمتعون بمنظور علمي أكثر برودة أو قساوة.
إنفاق آلاف الدولارات على هدية جميلة لكنها غير مفيدة أمرٌ لا يفعله الرجال عادةً، أما المرأة فلن تثق بجدية الرجل حتى يُخرج من جيبه ألماسةً ضخمةً ويسألها أن تقبل الزواج به.
بُذلت بعض الجهود -من تجار الألماس بالتجزئة غالبًا- لطرح فكرة الاعتماد على مرتب الرجل فيما يخص المبلغ المالي الذي ينفقه على الخاتم، وتنص القاعدة العامة على أن تكلفة خاتم الخطوبة يجب ألا تتجاوز مرتب شهرين -اعتادت أن تكون شهرًا- ولكنها في الواقع تكلّف أكثر من ذلك بكثير.
يوجد طرفان للتفاهم: قد يملك الرجال فكرة عن المبلغ الذي يريدون إنفاقه على شراء خاتم الخطوبة، إلا أن للنساء أفكارهن الخاصة وقد يأملن بوضع خاتم ذي قيمة معينة، إذ تشارك ثلث النساء في اختيار خاتمهن.
نشر الطبيب النفسي روبرت بوريس عام 2018 دراسةً توضح أن المبلغ الذي يرغب الرجل بإنفاقه على خاتم الخطوبة يعتمد على جمال محبوبته، فكلما كانت المرأة أكثر جاذبية استحقت خاتمًا أثمن. أيضًا، تطالب النساء بخواتم أثمن في حال كان شريكهن أقل جاذبية جسديًا (قد تُفلت الأقراط عند إهداء الألماسات التي تكاد تكون صغيرة جدًا).
في دراسة حديثة، حاول فريق من علماء النفس من جامعة نيبسينغ في أونتاريو، كندا، تحديد: هل تعتمد تكلفة خاتم الخطوبة على عامل آخر؟ مثل كثرة العزاب المؤهلين للمواعدة، أم لا؟
تقول الفرضية: قد تكون النساء صعبة الإرضاء في حال كثرة الأسماك في البحر، وعلى هذا يجب أن يتنافس الرجال بقوة لإرضاء مشاعرهن، وإحدى الطرق التي قد يتنافس فيها الرجال هي إبداء المزيد من الاهتمام بشريكاتهم، ويتضمن ذلك إنفاق مبالغ كبيرةً على الهدايا الملفتة للنظر إلى حد بعيد إضافةً إلى خاتم الخطوبة.
قد يبدو الرأي القائل بأن حياتنا العاطفية تتأثر بالعوامل البيئية -مثل توافر الشريك- غير مستبعد جدًا، إذ بيّنت البحوث السابقة أنه قد يؤثر التلاعب التجريبي بآراء المشاركين -حول تفشي الأمراض أو سلامة بيئتهم- في طريقة حكمهم على جاذبية الآخرين.
عينت آشلي لوك وجيسيكا ديروشي وستيفن أرنوكي من جامعة نيبسينغ 205 متطوعات عازبات، ووُزعت النساء عشوائيًا في مجموعتين: طُلب من النساء في مجموعة وفرة الشركاء قراءة مقال مجلة مزيف يتحدث عن كيفية العثور على شريك جيد بعد الانفصال، وكانت معظمهن قادرات على إيجاد شريك أفضل بسرعة كبيرة، بينما قرأت النساء في مجموعة ندرة الشريك نسخةً معدلةً من مقال المجلة التي أبدت رأيًا مخالفًا لما ورد في ذاك المقال، ومن ثمّ كان من الصعب عليهن إيجاد شركاء جيدين.
لن يكون لمقال واحد منشور في مجلة تأثيرًا يذكر على رأينا، إذ يتعرّض معظمنا لسماع الكثير من الأخبار إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن، أكدت البحوث السابقة أن هذه الطريقة لإقناع المتطوعين -بأن الشركاء الجيدين كثيرون حقًا أو نادرون- موثوق بها.
طُلب من النساء بعد قراءتهن للمقال تخيّل أن شريكهن منذ فترة طويلة قد عرض عليهن الزواج، ومن ثمّ سُئلن عن أصغر خاتم خطوبة سيشعرهن بالسرور؟ وعُرض على النساء صور خمسة خواتم متشابهة غير أنها تختلف بحجم الألماسة وقيمتها: من 0.5 قيراط (500 دولار) إلى 1.5 قيراط (9000 دولار). وعلى النحو المتوقع، وجدت لوك وزملاؤها انجذاب النساء اللواتي أُعددن للتصديق بوجود وفرة بالشركاء إلى اختيار خاتم أكبر مقارنةً بالنساء المهيآت للتفكير بأن الشركاء قليلون.
ويشير ذلك إلى أن النساء يتوقعن من الرجال تلميحات باهظة على الالتزام، فور معرفتهن أن هناك مزيدًا من الخيارات الرومانسية.
قد يشعر الرجال بالارتياح لدى معرفتهم بأن أكثر الخواتم انتقاءً من قبل النساء هو أرخص خاتم معروض بناءً على الدراسة التي أجرتها جامعة نيبسينغ، سواء كانوا في مجموعة وفرة الشركاء أو ندرتهم. وفي معظم الحالات، كان من غير الضروري وجود قطعة كبيرة من الألماس الخالص.
اقرأ أيضًا:
أيهما أفضل، الزواج أم البقاء عازبًا؟
هل يرغب الرجال في النساء ذوات المكانة المرموقة أم يرفضوهن؟
ترجمة: سارة إيليا وسوف
تدقيق: جعفر الجزيري