السرطان مرض شائع جدًا، إذ يصيب 15 مليون إنسان كل عام تقريبًا، ويُسبب 9 ملايين وفاة (15% من مجمل وفيات العالم). وتُقدر إحصائيات غير رسمية أن هناك 300 ألف وفاة مرتبطة بالسرطان في المنطقة العربية سنويًا.
يتألف العلاج الرئيسي للسرطان من ثلاث ركائز أساسية: العلاج الجراحي والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، إضافةً لأنواع أخرى داعمة من العلاج، ولكل نوع من هذه العلاجات تأثيرات جانبية قد يعاني منها بعض مرضى السرطان.
التأثيرات الجانبية لعلاج السرطان
لكل نوع من علاجات السرطان تأثيرات جانبية مختلفة، ويبدو من الصعوبة بمكان التنبؤ بالتأثيرات الجانبية التي سيعاني منها المريض، وقد لاحظ الأطباء المشرفون على علاج مرضى السرطان اختلاف التأثيرات الجانبية من مريض لآخر حتى عند الذين يتلقون نفس العلاج ونفس الجرعة.
تتفاوت شدة هذه التأثيرات الجانبية بشكل ملحوظ، ورغم أن العديد من مرضى السرطان يعانون من صعوبات كبيرة ويمرون بأوقات عصبية في فترة العلاج، لكن غالبية المرضى يتأقلمون مع هذا العلاج ويتعاملون مع التأثيرات الجانبية بشكل مناسب.
التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي
تشمل التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي الغثيان والإقياء وفقدان الشهية وتساقط الشعر وتقرحات فموية، وغالبًا ما تكون هذه التاثيرات الجانبية قصيرة الأمد وقابلة للتراجع مع العلاج المناسب.
يمكن أن يسبب العلاج الكيميائي تلفًا في الخلايا الجذعية المنتجة للدم الموجودة في نقي العظام، ويؤدي ذلك إلى تاثيرات عديدة منها:
- ارتفاع خطر الإصابة بالإنتانات بسبب نقص كريات الدم البيضاء.
- نزيف عفوي بعد جروح أو إصابات طفيفة بسبب نقص الصفيحات الدموية.
- فقر دم بسبب نقص كريات الدم الحمراء، والذي يمكن أن يسبب تعبًا ووهنًا عامًا وضيق نفس وشحوبًا وأعراضًا عامة أخرى.
يعمل الكادر الطبي المشرف على المريض على التعامل مع التأثيرات الجانبية الناتجة عن العلاج الكيميائي. تزول معظم التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي بعد انتهاء العلاج، فعادةً ما يعاود الشعر المتساقط أثناء العلاج نموه مرة أخرى بعد انتهاء العلاج.
التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعاعي
يعتمد العلاج الإشعاعي على تركيز حزمة من الأشعة على منطقة الورم الخبيث لقتل الخلايا السرطانية. يشبه هذا العلاج الأشعة السينية إلى حد كبير فهو غير مؤلم.
تشمل التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعاعي: تهيج الجلد وحساسيته في المنطقة التي تتعرض للأشعة، تعبًا ووهنًا عامًا لا يتحسن بالراحة.
تستمر هذه التأثيرات الجانبية لعدة أسابيع عادة بعد انتهاء العلاج وتتراجع بعدها تدريجيًا، ويمكن أن تحدث تأثيرات جانبية أخرى للعلاج الإشعاعي بحسب المنطقة التي تتعرض للاشعة.
هل علاج السرطان أسوأ من السرطان نفسه؟
يمكن أن يكون هذا الاعتقاد خطيرًا للغاية بالنسبة للكثير من مرضى السرطان، خاصةً إذا أثر على قرار المريض في الحصول على علاج السرطان، لأن المرضى الذين يعتقدون أن علاج السرطان أسوأ من السرطان نفسه قد يرفضون العلاجات التي يمكن أن تنقذ حياتهم، وإذا سُمح للسرطان بالانتشار دون علاج فستزداد الأعراض سوءًا وستظهر أعراض جديدة بمرور الوقت.
تختلف أعراض الأورام الخبيثة حسب نوع السرطان ومكان وجوده، لكن مع انتشار الورم الخبيث في الجسم وتطور الحالة سيصبح العلاج تلطيفيًا وليس شافيًا، فالسرطان غير المعالج سيؤدي إلى الموت الحتمي.
ينقذ علاج السرطان حياة المصابين خاصةً عند اكتشاف الورم في مرحلة مبكرة، حتى لو اكتشف السرطان في مرحلة متأخرة فإن العلاج يطيل العمر المتوقع للمريض ويخفف الأعراض الناتجة عن الورم وأهمها الألم (علاج تلطيفي).
يجب أن يعرف المريض الهدف المأمول من كل نوع من أنواع العلاج وأن يتخذ القرارات المناسبة لحالته بالتعاون مع طبيبه والفريق المشرف عليه.
يتعرض مرضى السرطان لأوقاتٍ يصابون فيها بالقلق والإحباط نتيجة خوفهم من التأثيرات الجانبية لعلاج السرطان، ويُصاب بعضهم بنوع من عدم اليقين حول فعالية العلاج، وحول استحقاق العلاج كل هذه المعاناة.
هذه الهواجس طبيعية ومشروعة، وما يجب أن يعرفه الجميع أن السرطان اليوم لم يعد حكمًا حتميًا بالإعدام، وأن علاجات السرطان المتنوعة تحسن إلى حد كبير من إنذار المرض ومن نوعية حياة المرضى وفي حال وجود أية هواجس أو صعوبات فالطبيب المختص والفريق الصحي المشرف على الحالة هم الأقدر على التعامل معها بالتعاون مع المريض.
اقرأ أيضًا:
العلاج المناعي للسرطان: أنواعه وآلية عمله
ما هي لقاحات السرطان؟ وما دورها في علاج الأمراض الخبيثة والوقاية منها؟
إعداد: د. محمد الأبرص
تدقيق: جعفر الجزيري
A Comprehensive Guide to Cancer, by Mohammad Alabrass, House of Wisdom 2.0 Press, ISBN 978-1-7356477-1-5.