قد تساعدك معاملة نفسك بحب ولطف على تحقيق أهدافك بسرعة. في الصباح الباكر بينما كنت أشرب قهوتي وكأنها الأكسجين الذي أستنشقه، نظرت من نافذة مطبخي إلى أسفل فناء المبنى السكني المقابل، لاحظت رجلاً يضع صندوقًا فيه نبات صغير في ضوء الشمس. في البداية، افترضت أنه كان يقوم ببعض أعمال البستنة، لكني لاحظت بعد ذلك أنه ترك الصندوق في ضوء الشمس وابتعد، وبعد مزيد من التفحص والمراقبة -أو بمعنى آخر التطفل مع عدم الاهتمام بشؤوني الخاصة والتحديق خارج النافذة- اكتشفت أن هذا النبات الصغير كان في الواقع شجرة بونساي اعتُنيَ بها بصورة جميلة.
بعد بضعة أيام، رأيت نفس الرجل مرة أخرى يضع الصندوق مع شجرة البونساي في ضوء الشمس، ثم تركه هناك لبضع ساعات. استنتجت الآن أنه يسمح لها بامتصاص بعض من فيتامين (د)، ثم يأخذ بعد ذلك شجرته التي يعتني بها بشدة إلى منزله.
إن رؤية هذا الرجل يعتني بشجرة البونساي التي تزدهر بوضوح من وقت لآخر يدفئ قلبي -وهو مشهد أتطلع إلى رؤيته عندما أكون محظوظًا بما فيه الكفاية لألاحظ هذه الطقوس وهي تحدث. سواء شاهدت الرجل وهو يضع الشجرة في ضوء الشمس أو حتى مجرد رؤية الشجرة الموجودة بالفعل في مكانها المعتاد، يملأ قلبي بالفرح.
تذكرني طقوس هذا الرجل الجميلة بمستوى الرعاية الذي أحتاجه والتأكد من أنني أقدمها لنفسي. هذا أيضًا هو نفس مستوى الرعاية الذي قد ترغب في تقديمه لنفسك أيضًا.
عندما نهتم بشيء ما، فإنه يزدهر. يمكنك رؤية هذا في شجرة بونساي أو حتى في مستوى سعادة كلبي. لذلك من المهم أن نقدم نفس النوع من الحب والرعاية لأنفسنا ولأهدافنا الصحية أيضًا. قد يبدو هذا في البداية وكأنه المنطق السليم. لكن في كثير من الأحيان، عندما نناقش أهدافنا مع الآخرين، فإننا نضع الأمور في إطار سلبي: «لم أتمكن من القيام بذلك» أو «أنا فاشل عندما يتعلق الأمر بذلك».
عندما يخبرني الأشخاص الذين أعرفهم أنهم بحاجة إلى إنقاص وزنهم، يمكنني غالبًا اكتشاف درجة من الكراهية الذاتية في نبرة صوتهم. يمكنني الإحساس بشعورهم فأنا أعلم كم كرهت نفسي عندما كان وزني يزيد عن 450 رطلًا. هذا الازدراء لأنفسنا هو نهج لقّنوه لنا على أنه مفيد ومن المرجح أنه يسهل التغيير، إذ يكون تفكيرك «أنت تكره مظهرك، لذا افعل شيئًا حيال ذلك». لكني بعد أن تعلمت أن أحب نفسي بأي حجم وقياس -قبل خسارة 250 رطلاً من وزني الزائد وبعدها- فإنني أشعر بالامتنان لتمكني من تمرير ما تعلمته للآخرين.
إذا كنا في الواقع نحب أنفسنا ونهتم بها -بغض النظر عن مدى وزننا الزائد أو كم أنت بعيد عن أهدافك- فمن المرجح أن نحقق نجاحًا أسرع.
إذا كان صديقك أو أحد أفراد عائلتك يواجه تحديًا، فأنت تهرع لمساعدته. لكن إذا كان شخصًا تكرهه، فأنت لا تهتم حقًا إذا كان قد نجح في سعيه أم لا.
حان الوقت لكي تفكر في نفسك بطريقة رقيقة أكثر وأن توفر لنفسك نفس الدرجة من الرعاية التي يقدمها جاري لشجرة البونساي أو التي أقدمها أنا لكلبي.
افعل شيئًا لطيفًا لنفسك اليوم، طوال هذا اليوم وكل يوم. ذكّر نفسك لماذا أنت نجم ناجح، فأنت حقًا كذلك. عندها، إذا كنت ترغب في إنقاص وزنك أو الوصول إلى أي هدف حددته لنفسك، متعلق بالصحة أو غير ذلك، فأنت تفعل ذلك لأنك تهتم، وليس لأنك تشعر بالاشمئزاز. هذا سيجعل الرحلة أكثر متعة وأكثر نجاحًا أيضًا.
تمامًا مثل شجرة البونساي، فقد حان الوقت لك لتضع نفسك في ضوء الشمس الدافئ وتمنح نفسك العطاء والحب الرقيق، وتزدهر.
اقرأ أيضًا:
لماذا النوم مهم جدًا لفقدان الوزن؟
ترجمة: محمد عبّاس
تدقيق: نغم رابي