تُعدُّ محطة الفضاء الدوليّة (International Space Station) المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تعقيدًا على الإطلاق في تاريخ استكشاف الفضاء، فهي عبارةٌ عن مُختبر يشغله فريقٌ دوليّ مكّون من ستة روّاد فضاء، يدور في مدارٍ حول الأرض على ارتفاع حوالي 390 كيلومترًا عن سطحها، ليُكمل دورةً واحدةً كل 90 دقيقة.
فإن كُنت من هواة الكواكب ورصدها، وأردت أن ترى تلك المحطة الدولّية، ما رأيك أن تضع التلسكوب جانبًا وترصُدها بأم عينيك، نعم فالمحطة الدوليّة مرئيّةٌ للعين المُجرّدة إذا ما كنت عرفت أين، ومتى تنظر لها.
فكما هو الحال في القمر الذي يعكس ضوء الشمس ويبدو مرئيًا من سطح الأرض، كذلك هي المحطّة الدوليّة (ISS)، لكنّ الفرق أن انعكاس الضوء في القمر يكون في بعض الأحيان أكثر سطوعًا وبشكلٍ كافٍ ليبدو مرئيًا من الأرض أثناء النهار، أما المحطة الدوليّة وبالرغم من ذلك فهي تظهر مرئيّة للعيان في وقتين مميّزين خلال ساعات اليوم الأربع والعشرين، والفترتان هما: الفجر والغسق.
ولكي ترى المحطّة الدولية في هاتين الفترتين، لابُدَّ من توافر الشروط النظامية والصحيحة لذلك، كأن يكون مكان تواجدك مُظلمًا تمامًا، في الوقت الذي تقطع فيه المحطّة الدولية في الأجواء حوالي 40 درجة أو أكثر فوق الأفق، بينما تُكمل مسارها حول العالم، وفي أغلب الأوقات تجتمع هذه الظروف المناسبة لرؤيتها كل بضعة أسابيع.
يقوم موقع محطّة ناسا الإلكترونيّ بذلك، إذ تكتب فيه مكان إقامتك، ليقدم أحدث المعلومات عن محطة الفضاء الدوليّة ومسارها، ويتضمّن ذلك إرسال تنبيهات بالوقت الدقيق الذي يمكنك أن ترصُد فيه المحطّة في سماء الليل (night sky)، ويُساعدك أيضًا بما تجب عليك مُشاهدته.
بلا شك، شاهد مُعظمنا طائرة تتحرّك في سماء الليل مع أضوائها الوامضة، إن محطة الفضاء الدوليّة تبدو على هذا النحو أيضًا مع فرق بسيط هو أنها لا تملك أضواء وامضة، ولهذا السبب يصعب تحديدها، قد تبدو وكأنها نقطة في سماء الليل، ولكنّها على أرض الواقع بحجم منزل من ستِ غرف، إذ إن الحجم التراكمي لـ (فضائها الحلقيّ – Modules) يجعلها كبيرة بما يكفي لتغطية مجالٍ بحجم ملعب كرة قدم.
أمّا بالنسبة لسرعتها، ففي الوقت الذي تقطعُ فيه الطائرة في ساعات الطيران العاديّة (965) كليومتًرا في الساعة؛ تتحرّك المحطّة الدوليّة بسرعة تصل إلى حوالي 28000 كيلومترًا في الساعة، وبسبب النسبية في المسافات فإن مُقارنة السرعة لا يجعل منها دقيقة.
كُل ما عليك فعله هو النظر بحثًا عن بُقعة تُشبه النجم الساطع تتحرّك في سماء الليل دون أن تُغيّر من اتجاهها، وعندما ترى ذلك، فهنيئًا، ها هي محطّة الفضاء الدوليّة أمامك.
الجدير بالذكر أنك إذا ما قُمت بالتسجيل في الموقع الإلكتروني للمحطة الدوليّة التابع لوكالة ناسا الفضائيّة، فإنك ستتلقّى إشعارًا قبل 12 ساعة من مرور المحطة الدوليّة فوق مدينتك.
- ترجمة: رامي الحرك
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: يمام اليوسف
- المصدر