أسباب كثيره تجعل الأهل يترددون في اعطاء أولادهم اللقاحات ومن أبرز ما يطفو على السطح من أسباب هو الخوف من “نظرية تشبّع جهاز المناعة”، وتضاف هذه الدراسة للكثير من الأبحاث التي سبقتها وجميعها تؤكد على عدم وجود أي داعٍ للخوف من ” تشبّع جهاز المناعة” أو حدوث التشبع بحد ذاته.
يزداد تردد الاهل حول التقيد بجدول اللقاحات أكثر عندما لا تكون الصورة كاملةً لديهم حول التاريخ البشع للأمراض التي تقي منها حيث إذ نظرنا للولايات المتحدة كمثال فإن هنالك ما نسبته 10 الى 15 بالمئة من الأطفال الرضع يحرمون من اللقاحات أو يتم تأخير موعدها.
قام باحثون أمريكيون بدراسةٍ جديدةٍ لمعرفة تأثير المطاعيم على جهاز المناعة للرضع حيث أخذوا بعين الاعتبار المعدلات للأمراض المعدية التي لا يوجد جدول تتطعيم لها وقاموا بمعاينة 944 سجلٍ طبيٍ لرضع من عمر السنتين لحد الأربع سنوات لتحديد ما إذ كان أخذ عددًا كبيرًا من اللقاحات يضع الرضيع تحت خطر الإصابة بأمراض أو مضاعفات أٌخرى و كانت النتيجة واضحة، لا، لا يوجد أي مخاطر حيث كان سجل الرضع الذين التزموا ببرنامج لقاحات مكثف مشابه للرضع الذين لم يلتزموا والمقصود التعرض لأمراض أو عدوى أخرى أضِف على ذلك أن الرضع يتعرضون لكميةٍ كبيرةٍ من المايكروبات بطبيعة الحال بعد الولادة وتلك اللقاحات تعد قطرةً ببحر المايكروبات التي أُصيبوا بها في المقام الأول.
قامت لجنة مراجعة اللقاحات من المعهد الطبي الأمريكي عام 2002 بتلخيص تقريرٍ يقترح ما يتوقع حدوثه من أضرار -إن صحت الفرضية – في حال تم إشباع الجهاز المناعي للأطفال بشكل فرضي لمحاكاة الاستجابة البيولوجية المتوقع حدوثها، ولاختبار تلك النتائج و التحقق من استنتاجاتها قامت مجموعة من العلماء الدنمركيين بعد عدة سنوات من التقرير بمراجعة قاعدة بيانات مكونة من 800.000 سجل طبي لأطفال، ليتبين أن تلقيهم للقاحات لم يزد نسبة احتمالية إدخالهم المشفى لأمراضٍ غير تلك التي تقي منها اللقاحات.
علميًا مثل تلك النتائج لا تعفي الموضوع من المزيد من البحوث ولكن ما هو مؤكد الآن هو وجود دليلٍ علميٍ للإبقاء على جدول اللقاحات واستخدامه كحجةٍ لإبقائه.
لكن زيادة نسبة الأهل المنتظميين ببرامج اللقاحات يعتمد على مدى ثقتهم بالجهة المصدرة لهذه للدراسة بالمقام الأول.
وجدت دراسة بالسنة 2017 ان عدد الأهل المشككين باللقاحات والرافضين لاتباع جدولها توقف عن الازدياد مؤخرًا.
لا شك أن التلقيح سيبقى قضية مثيرة للجدل السياسي لسنوات عديدة قادمة لكن ما هو موثوقٌ الآن هو أن اللقاحات أكثر أمانًا من البدائل الأخرى المتاحة.
- ترجمة: وسام الزيادات.
- تدقيق: م. قيس شعبية.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر