هل سبق لك أن التقطت عبوة مياه غازيّة ونظرت إلى صندوق المحتويات الغذائيّة لتجد أنها عمليًّا لا تحتوي على أيّ شيء؟!
فهي بدون سعرات حراريّة، وبدون سكّر، وبدون أيّ مكوّنات مُضافة، ولكنّها مع ذلك تعطي طعمًا وشعورًا منعشًا!
كيف يمكن لهذا أن يحدث، ولماذا تُثير مسألة المياه الغازيّة الكثير من الجدل؟
عندما يتعلق الأمر بالفوائد والمخاطر الغذائيّة للماء الفوار، تكثر الأساطير الصحّية، فهل حقًّا تُفسِد المياه الغازية أسنانك؟ وماذا عن عظامك؟ وهل الترطيب الذي تقدّمه يماثل مياه الصنبور العادية؟
على الرُّغم من عدم وجود قدرٍ كبيرٍ من الأبحاث حول هذا الأمر حتى الآن، ولكن أظهرت العديد من الدّراسات أنّ المياه الفوّارة أو الغازية ترطبك مثل المياه العادية (ويميلُ خبراءُ التغذية إلى الموافقة على ذلك)، وهذا الأمر منطقيّ إذ أنّ المياه الغازية هي مجرّد مياه عادية مملوءة بغاز الكربون المضغوط.
قد تجعلك الفقاعات الغازيّة تشعر بالامتلاء بشكلٍ أكبر أو قد تسبب عسر الهضم لدى البعض إذا استُهلكت بسرعةٍ كبيرةٍ، وهذا يمكن أن يحمل تأثيرًا على كميّة المياه المُستهلكة أيضًا، وقد وجدت دراسةٌ للطب الرياضيّ أن الرياضيّين يبدون أقل ترطيبًا بعد ممارسة الرياضة إذا اعتمدوا على المياه الغازية، في حين وجدت دراسة مختلفة أن الأطفال الذين يملكون إمكانية الوصول إلى آلة الكربنة المنزلية (مثل SodaStream) كانوا أكثر ترطيبًا من الأطفال الذين لم يملكوا ذلك.
أمّا عن تأثير المياه الغازيّة على نسب الكالسيوم وبالتالي على العظام، فالخبر الجيّد هو أنّه لا يوجد دليل واضح على أنّ شرب الماء الغازيّ أو الكربونيّ له أي تأثير على مستويات الكالسيوم، وقد تكون هذه الخرافة قد نشأت من دراسة أُجريت عام 2006 ووجدت أن النساء المسنّات اللاتي تناولنَ مشروبات غازيّة سكريّة كل يوم كان لديهنَّ كثافة معدنيّة أقل من النساء اللاتي لم يَقُمن بذلك، ولم تظهر النساء اللواتي يشربن الماء الكربونيّ العادي (غير المضافِ له أيّ مواد كالسكر والفوسفور) أيّ انخفاضات من هذا القبيل في الكثافة.
من ناحيةٍ أخرى، هناك بعض الحقيقة في الادّعاء الذي يقول بأنّ المياه الغازية يمكن أن تؤدّي إلى تآكل مينا الأسنان؛ (هو السطح الخارجيّ الصلب للأسنان)، وهذا يرجع إلى حمض الكربونيك؛ وهو منتجٌ ثانويٌّ من الماء وغاز الكربون الذي يعطي الماء الفوار طعمه اللاذع قليلًا، إذ وجدت الدراسات أنّ حمض الكربونيك يمكن أن يسبب تآكلًا خفيفًا لمينا الأسنان على المدى الطويل، كما أنّ المشروبات الغازية المنكَّهة بالحمضيات مثل الليمون والجريب فروت أي التي تحتوي على كميات من حمض الستريك تزيد من التآكل، بالإضافة إلى أنّ الاستهلاك اليومي بكميات كبيرة وعلى المدى الطويل مع إبقاء المياه الغازية ملامسة للأسنان لفترة طويلة يزيد أيضًا من التآكل، ومع ذلك فالتأثير السلبيّ هذا يبقى صغيرًا مقارنةً بالصودا مثلًا، والتي يكون تأثيرها أكبر بنحو مئة مرّة أو أكثر من المياه المكربنة البسيطة والتي لا تحتوي على إضافات.
في النهاية نجد أنّ المياه الغازية قد تكون بديلًا للمياه العادية في بعض الأوقات، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تنصح بشدة بشربها بدلًا عن مشروبات الصودا، وبذلك تكون المياه الغازيّة البسيطة مفيدة تقريبًا بقدر المياه العادية، ولكن المواد الإضافية تأتي مع مشاكل إضافية.
- ترجمة: دانيا الدخيل.
- تدقيق: ماجدة زيدان.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر