الخضرية أسلوب حياة يهدف إلى الحدّ (أو التقليل للحد الأدنى) من استغلال الحيوانات ومعاملتها بقسوة. لذلك، يتجنب الخضريون تناول المنتجات حيوانية المصدر، مثل: اللحوم والبيض والألبان، وجميع الأطعمة المصنوعة منها. إلا أننا لاحظنا وجود علامات استفهام ملحّة بشأن اعتماد بعض الأطعمة المصنوعة من طريق الحشرات وفي مقدمتها العسل غذاء نباتيًا أم لا.

يناقش المقال وجهات النظر التي تؤكد أو تنفي اعتبار العسل غذاء خضريًّا.

لماذا يمتنع معظم الخضريين عن تناول العسل ؟

أصدقكم القول، إن العسل مادة غذائية مثيرة للجدل في أوساط الخضريين.

على عكس الأطعمة حيوانية المصدر الصريحة مثل اللحوم والبيض والألبان، لا تصنف دائمًا المواد الغذائية التي تصنعها الحشرات ضمن فئة الأغذية النباتية أو الخضرية.

في الواقع، يختار بعض الخضريين ممن يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا كليًا إدراج العسل في نظامهم الغذائي.

وعلى الرغم من ذلك، يرى معظم الخضريين أن العسل غذاء غير نباتي ويمتنعون عن تناوله لأسباب عدة، نورد شرحها أدناه.

هل العسل غذاء نباتي؟ لماذا يمتنع معظم النباتيين عن تناول العسل؟ هل يعتبر النحل من المنتجات حيوانية المصدر؟ - الأطعمة المصنوعة من طريق الحشرات

إنتاج العسل يعني استغلال النحل

لا يرى معظم الخضريين أي فروق تذكر بين تربية النحل والصور الأخرى لتربية المواشي والحيوانات.

إذ يتعمد العديد من مربيي النحل اتباع ممارسات غير أخلاقية لتحقيق أفضل الأرباح، لا تتوافق هذه الممارسات مع ما ينتهجه الخضريون.

تشمل هذه الممارسات إزالة أجنحة ملكة النحل لمنع هروبها من الخلية، واستبدال العسل بمزيج سكري أقل قيمة غذائيًا، وقتل مستعمرات نحل بأكملها منعًا من انتشار الأمراض توفيرًا لتكاليف المعالجة منها.

اختار متبعو النظام الخضري اتخاذ موقف ضد هذه الممارسات الاستغلالية من طريق الامتناع عن تناول منتجات الناتجة من تربية النحل، مثل: العسل، وحبوب الطلع، والغذاء الملكي.

إنتاج العسل قد يضر بصحة النحل

يمتنع العديد من الخضريين عن تناول العسل لأن الطرق التجارية لتربية النحل قد تسبب أضرارًا على صحة النحل.

وظيفة العسل الرئيسية هي تزويد النحل بالنشويات وغيرها من المغذيات الأساسية، مثل: الأحماض الأمينية، ومضادات الأكسدة، والمضادات الحيوية الطبيعية.

يخزن النحل العسل ويستهلكه خلال أشهر الشتاء عندما يتراجع إنتاج العسل؛ وذلك ليوفر له الطاقة، ويساعده على الحفاظ على صحته وعلى نجاته في أثناء الموسم البارد.

لإنتاج العسل، يتعمد مربيو النحل سحب الخلايا التي يُختزن فيها العسل وكثيراً ما يستبدل بشراب الذرة السكري عالي المحتوى النشوي من السكروز والفركتوز.

تهدف هذه الإضافات النشوية إلى تغذية النحل خلال أشهر الشتاء وحتى في الربيع لتشجيع نمو المستعمرة وتحفيز تدفق الرحيق.

بيد أنه لا يمكن اعتبار شراب الذرة السكري عالي المحتوى النشوي بديلًا عن العسل بسبب فقره من المغذيات المفيدة الموجودة في العسل.

والأكثر من ذلك، هناك أدلة على أن هذه المحاليل السكرية مضرة بالجهاز المناعي للنحل وقد تتسبب بتغيرات جينية تقلل من دفاعاتها ضد مبيدات الآفات. وكلاهما يؤثر على صحة خلية النحل.

الملخص

يمتنع الخضريون عن تناول العسل لاتخاذ موقف ضد استغلال النحل والممارسات الزراعية التي يُعتقد بضررها بصحة النحل.

اقرأ أيضًا:

لماذا لا يفسد العسل مهما طال الزمن؟

8 خرافات عن الحمية النباتية والخضرية

ترجمة: بشرى عيسى

تدقيق: حنين سلَّام

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر