شرحت محللة سابقة في ناسا السبب -الذي يجب أن يكون واضحًا- وراء عدم وجود صور حقيقية لمجرتنا؛ درب التبانة.

أوضحت المتحدثة العلمية والمحللة السابقة في ناسا ألكسندرا دوتين ردًا على السؤال «كيف نلتقط صورًا لدرب التبانة ونحن فيها؟»، ببساطة إننا لا نمتلك صورًا حقيقيةً لدرب التبانة.

وأوضحت: «كل صورة كاملة تراها لدرب التبانة هي صور توضيحية، فلا يمكننا رؤية درب التبانة بهذه الطريقة، ولا أعتقد أن البشر سيستطيعون ذلك أبدًا».

السبب في ذلك بسيط للغاية، لم نتمكن أبدًا من رؤية درب التبانة من أي نقطة مراقبة أخرى غير حافة الذراع اللولبي لمجرتنا.

لنفكر في الأمر مثل الأرض مع بعض التعقيدات الإضافية. كنا نعرف شكل الأرض منذ وقت طويل من خلال رسم الخرائط السطحية، ودراسة حركات وأشكال الكواكب والنجوم، وأخذ قياسات دقيقة لجاذبية الأرض في نقاط مختلفة. ومن خلال هذا حددنا شكل الأرض، بما في ذلك أنها ليست مستديرة تمامًا. ولكن لم نتمكن أبدًا من الحصول على صورة كاملة للأرض حتى غادرناها وابتعدنا بما يكفي لالتقاط صورة لها بالكامل.

أول صورة كاملة للأرض من الفضاء جاءت في عام 1972، عندما التقط رائد الفضاء رون إيفانز أو هاريسون شميت صورة من على متن أبولو 17 في أثناء توجهه إلى القمر. كانت هذه المرة الأولى التي جعل مسار مهمة أبولو مثل هذه الصورة ممكنة، وكانت النتيجة الصورة الأيقونية لكوكبنا الأزرق.

مغادرة المجرة بما يكفي لالتقاط صور لها هي مهمة مختلفة تمامًا، فنحن لم نغادر بعد النظام الشمسي.

شرحت دوتين: «لكي نلتقط صور لمجرة درب التبانة يجب أن تسافر مركبة فضائية إما صعودًا أو هبوطًا من قرص درب التبانة، وتقطع مسافة هائلة للغاية».

لكن هذا لا يعني أننا لا نعرف كيف تبدو مجرة درب التبانة. معظم الأجرام التي تراها عندما تنظر إلى السماء ليلًا هي نجوم في مجرتنا، التي يمكننا رسم خريطة لها. يمكننا رؤية جزء كبير من درب التبانة في السماء الليلية أيضًا، ومن هذا يمكننا رسم خريطة للنجوم داخلها وتكوين تصور عن شكلها.

يمكننا رؤية وتصوير عدد كافٍ من الأجرام داخل مجرتنا -بما في ذلك الثقب الأسود الهائل في مركزها- للحصول على فكرة جيدة عما تبدو عليه.

بواسطة رسم خريطة للنجوم داخل المجرة والنظر إلى شكلها، يمكننا معرفة أننا داخل ذراع لولبي لمجرة حلزونية. رؤية مجرات أخرى مشابهة لمجرتنا تساعد أيضًا، تمامًا كما ساعدت رؤية انحناء كوكب المشتري إسحاق نيوتن على استنتاج أن الأرض كروية أيضًا.

كلما نظرنا إليها أكثر، تمكنا من فهم ما يحدث على نحو أفضل، بما في ذلك البحث عن اصطدامات مع مجرات أخرى. لكن من المرجح أننا لن نرى مجرة درب التبانة من مسافة بعيدة بما يكفي لالتقاط صورة حقيقية لجمالها، وبالتأكيد ليس في حياتنا أو في العديد من الأجيال القادمة.

اقرأ أيضًا:

المجرة التي عُثر عليها بالصدفة مصنوعة من مادة مظلمة ضبابية

مجرة درب التبانة: معلومات عن المجرة التي تحتوي نظامنا الشمسي

ترجمة: محمد فواز السيد

تدقيق: حسام التهامي

المصدر