الجنس الفموي عبارة مألوفة لديك، أليس كذلك؟ على الأرجح أنك سمعتها من قبل، وربما بادرت للضحك لمعانيها المختلفة.
أو ربما تستخدم أنت وأصدقائك كلمات ومصطلحات أخرى للتعبير عن الجنس الفموي.
ماذا تعرف عن (الجنس الفموي- Oral Sex)؟
أيًا كانت الكلمة المستخدمة، فالجنس الفموي هو عندما يستخدم شخصٌ فمه أو شفتيه أو لسانه ليُنبِّه الأعضاء التناسلية لشريكه الجنسي، ويمكن أن يتضمن ذلك مص ولعق القضيب «fellatio»، لعق المهبل أو البظر «cunnilingus»، أو الشرج «anilingus».
يقوم العديد من الناس بممارسة الجنس الفموي قبل أو عوضًا عن الاتصال الجنسي المعتاد، ويعتقد العديدون أن الجنس الفموي ليس ممارسة حقيقية للجنس لكنه في الواقع كذلك.
وتمامًا كالاتصال الجنسي، فالجنس الفموي له خصوصية وحميمية ويمنحك كل أنواع الأحاسيس. كما يمكن للجنس الفموي أن يكون أفضل وسيلة لكي تشعر بالحميمية سواءً مارست الأنواع الأخرى للجنس أو لا.
فإذا كنت قد مارست الجنس الفموي مع شريكك، جرب طرقًا مختلفة حتى تكتشف ماذا يُفضل كلاكما.
وقد أظهرت الإحصائيات أن معظم الأمريكيين كان لديهم بعض التجارب في الجنس الفموي، بدءًا من عمر المراهقة.
فنصف المراهقين تقريبًا و90% من البالغين (25-44 سنة) مارسوا الجنس الفموي مع شريك من الجنس الآخر، وذلك استنادًا إلى فحوصات مراكز مكافحة الأمراض «CDC» بين عامي 2006 و2008.
هل يعد الجنس الفموي آمن(لعق ومص القضيب أو لعق المهبل)؟
بكل تأكيد الجنس الفموي لا يُعرِّضك لنفس المخاطر كما في الاتصال الجنسي، فلا يمكن أن يحدث حمل. لكن هنالك بعض الأمور الأخرى يجب أن تفكِّر بها.
فالأمراض الجنسية الموروثة المُعدية (sexually transmitted infections (STIs يمكن أن تنتقل عن طريق الجنس الفموي.
أكثر أمراض «STIs» شيوعًا والتي يمكن أن تنتقل بالجنس الفموي هي: الهربس، (والذي يُعرف أيضًا بالحلأ وداء المنطقة والقوباء)، والسيلان والسفلس (أو الزهري أو الإفرنجيّ).
أمراض «STIs» أخرى يمكن أن تنتقل بالجنس الفموي لكنها أقل شيوعًا: المتدثرة (الكلاميديا)، ومرض ضعف المناعة المكتسبة (الإيدز)، والتهاب الكبد A وB، والأورام الثؤلولية التناسلية وقمل العانة.
ويزداد الخطر عمومًا إذا كنت مَنْ تقوم بالجنس الفموي، فأنت مُعرَّض لسوائل الأعضاء التناسلية أكثر، كما يزداد الخطر أيضًا إذا كان لديك جروح أو التهابات أو قرحات في الفم.
فتجنب تنظيف أسنانك أو استخدام خيط تنظيف الأسنان في فترة قبل الجنس الفموي لأن ذلك قد يُسبِّب نزفًا في اللثة، وإذا أردت إنعاش فمك، يمكنك استخدام غسول الفم أو النعناع.
ولابد أنك قد سمعت كذلك بأن تنظيف الأسنان بعد الجنس الفموي يمنع انتقال «STIs» إليك، وفي الواقع هذا ليس صحيحًا، فمن الأفضل ألا تُنظِّف أسنانك قبل وبعد القيام بالجنس الفموي، وفي هذه الحالة سوف تُسبِّب تهيُّج اللثة وتزيد فرصة إصابتك بـ «STIs».
وفي حال ظننت أنك مصاب بـ «STIs»، فعليك مراجعة طبيبك العام أو أقرب مركز صحي أو عيادة الطبيب البولي التناسلي «GUM».
تقول (تيري وارن- Terri Warren)، وهي مالكة عيادة «Westover Heights» في بورتلاند، وهي عيادة تخصصية بالأمراض المنتقلة بالجنس «STDs»: «الجنس الفموي هو أكثر أنواع الجنس أمانًا، لكنه بلا شك ليس جنسًا آمنًا».
وتعتمد المخاطر على أمور مختلفة بما في ذلك عدد الشركاء الجنسيين ونوع جنسك وأي الأجزاء التي تُشرِكها في الجنس الفموي.
ويمكن أن يُقلِّل استخدام حاجز الحماية كالواقي الذكري، من خطر الإصابة بأحد أمراض «STDs»، لكن معظم الناس لا يستخدمون وسائل الحماية أثناء الجنس الفموي.
وهذا الأمر شائع جدًا لأنه على الأرجح العديد من الناس لا يعلمون بأن «STDs» يمكن أن تنتقل فمويًا، وإن كانوا يعلمون فلا يلاحظون المخاطر الصحية التي يمكن أن تتفاقم جدًا.
كيف يمكن أن تمارس الجنس الفموي بشكل آمن؟
بالنسبة للجنس الفموي على رجل (لعق ومص القضيب)، استخدم الواقي الذكري لتقليل خطر الإصابة بـ «STIs»، وإذا لم يعجبك مذاق الواقي العادي، جرب النوع المُنكَّه.
أما بالنسبة للجنس الفموي على امرأة (لعق المهبل أو لعق البظر) أو القيام بلعق الشرج، استخدم سد أو حاجز وهو عبارة عن مربع صغير ورقيق من (اللاتكس- Latex) أو البلاستيك، يؤدي دور حاجز بين المهبل أو الشرج والفم، فيمنع انتقال «STIs»، وتتوفر هذه الأدوات في عيادات الصحة الجنسية وفي الصيدليات.
ما علاقة الجنس الفموي بسرطان الحنجرة؟
نعم يمكن أن تُصاب بسرطان الحنجرة من الجنس الفموي، هذا ما تقوله الجمعية الأمريكية للسرطان.
اقرأ ذلك بتمعن، فالجنس الفموي لا يُسبِّب السرطان لكن فيروس الورم الحليمي البشري «HPV» يمكن أن ينتقل من شخص لآخر أثناء ممارسة الجنس بما في ذلك الجنس الفموي.
وقد وجد الباحثون أن بعض السرطانات التي تصيب البلعوم الفموي (وسط الحلق) واللوزتين من المحتمل أن تُسبِّبها أنواع محددة من فيروس الورم الحليمي البشري «HPV»، فـيعد «HPV» شائعًا لكنه لا يُسبِّب السرطان دائمًا.
فإذا لم تكن معرضًا للإصابة بـ «HPV» أثناء ممارسة الجنسـ فأنت لست بخطر للإصابة بالسرطان.
ويشير الدكتور (أوتيس براولي- Otis Brawley) رئيس جمعية السرطان الأمريكية، إلى وجود صلة بين «HPV» والسرطان الفموي البلعومي، حصلت في أواخر ثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي.
كما لاحظ الباحثون زيادة نوع من السرطان لدى الأشخاص الذين لم يقوموا بالمضاجعة من قبل.
وقد بدأت تظهر الزيادة لدى الأشخاص أربعيني العمر لم يدخنوا أو يشربوا، حيث كانت تُشاهد هذه الأنواع من السرطانات في العقد الماضي عادةً لدى المسنين المدخنين والذين يشربون الخمر بكثرة.
وفي أوائل الألفية الثانية، استطاع العلماء استخدام اختبارات «DNA» متقدمة للعثور على «HPV» 16 في العديد من السرطانات المُستحدَثة.
كما أظهرت دراسة نُشِرت في دورية «The New England Journal of Medicine» عام 2007، الخطر الكبير للسرطان الفموي البلعومي لدى أشخاص مارسوا الجنس الفموي مع آخر ستة شركاء مختلفين.
فقد عُثِر على إشارة «DNA» للفيروس «HPV» نوع 16 في أغلب السرطانات لدى الأشخاص الذين كان لديهم عدد مضاعف من شركاء الجنس الفموي.
كما تُشير تقارير براولي إلى أن عدد الأفراد المصابين بفيروس «HPV» وعدوى في الحنجرة من الجنس الفموي أو عدد المصابين بالسرطان الفموي البلعومي، سيبقى غير دقيق.
فيمكن لكل من الرجال والنساء أن يصابوا بعدوى «HPV» في الحنجرة، فهو لا يُفرِّق بين الجنسين على حد قول الدكتور براولي.
ويعلم الأطباء أن السرطان الفموي البلعومي الذي قد يُسبِّبه فيروس «HPV» من السهل علاجه مقارنةً مع الذي تسببه العوامل الأخرى مثل التدخين والشرب.
فيقول د. براولي: «إن أفضل طريقة للوقاية لا تزال غير واضحة، لكن للوعي العام يجب أن تتوافر هذه المعلومات للجميع».
ومضاعفة استعمال لقاح «HPV» هي إحدى الأساليب، لكن الدكتور براولي يقول: «لست متأكدًا من أن لدينا الدراسات الكافية للتأكيد بأن هذه هو سبب تطعيم الأطفال بلقاح HPV».
وقد وافقت إدارة الأغذية والأدوية «FDA» على لقاح «HPV» والذي عُرِف باسم Gardasil للذكور بين عمري 9 و26 سنة، لكنه فقط للمساعدة في كبح الثآليل التناسلية (بثور) لدى كل من الأولاد والشباب الذكور، وليس في منع حدوث عدوى «HPV» لدى شركائهم.
كما سمحت اللجنة الاستشارية لممارسة التمنيع التابعة لمراكز مكافحة الأمراض «CDC»، باللقاح لكنها لا تفرضه على الأطفال بعمر 9 سنوات.
يُعزز الجنس الفموي من علاقات البالغين ويُرهق علاقات أخرى
تقول الدكتورة (لوان كول ويستون- Louanne Cole Weston) التي تعمل كمعالجة جنسية: «يُسبِّب الجنس الفموي بين البالغين القلق لبعض الأزواج، ويُعزِّز الألفة لأزواج آخرين، فالقلق تجاه الجنس الفموي غالبًا ما يكون حول القيام بذلك مع شريك واحد للحفاظ على الصحة».
ويقلق بعض الناس حول أدائهم -القيام بذلك بشكل جيد لإرضاء الشريك- أو حول الرد الملائم لتلقي ذلك، ويمكن لديناميكا الطاقة الجنسية أن تُشارك في ذلك أيضًا.
كما ويعتبر آخرون الجنس الفموي بأنه «قوة العلاقة» و«اتصال حميمي جدًا» يتقاسمه مع شريكه.
الجنس الفموي شائع بين المراهقين
تقول الدكتورة (بوني هالبرن فيلشر- Bonnie Halpern-Felsher)، طبيبة أطفال وأستاذة في جامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو: «يقوم العديد من المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة الجنس الفموي قبل الجنس المهبلي، ولا يلاحظون كم ذلك خطير».
وقد أظهرت الفحوصات السابقة للدكتورة فيلشر أن معظم المراهقين يعتقدون استخدامهم للجنس الفموي لا يضعهم في خطر بالنسبة للمجتمع والانفعالات أو المشاكل الصحية.
وأظهرت فحوصات أخرى أن المراهقين الذين قالوا أنهم مارسوا فقط الجنس الفموي كانوا في خطر أقل مقارنة مع الذين مارسوا الجنس المهبلي أو الجنس الفموي والمهبلي للإصابة بأمراض «STDs».
وهنالك ثلاث مجموعات من المراهقين النشيطين جنسيًا ومصابين بـ «STDs»، أقل من 2% من المراهقين الذين مارسوا الجنس الفموي فقط أصيبوا بـ «STDs»، مقارنة مع حوالي 5% من الذين مارسوا الجنس المهبلي و13% ممن مارسوا الجنس الفموي والمهبلي.
وتشير التقارير إلى أن المراهقين الممارسين للجنس الفموي فقط لديهم مشاكل أقل مع الأهل مقارنة مع المراهقين النشيطين جنسيًا ويعانون من مشاعر سلبية أو لديهم علاقات سيئة مع الأهل بسبب نشاطاتهم الجنسية.
ويعتبر الرجال محظوظون أكثر من النساء بالنسبة للمطالب الاجتماعية والمنافع العاطفية، فتشعر النساء أكثر بشعور الاستهلاك أو الذنب أو أن الجنس الفموي أضرَّ بالعلاقة.
وفي فحوصات أخرى على 425 فردًا رُتِبوا في 9 درجات من المجموعة نفسها، طُرِح عليهم أسئلة مفتوحة لمعرفة سبب ممارسة أشخاص من نفس العمر للجنس الفموي، فكانت أكثر الإجابات بأنه يحمل مخاطر أقل من الجنس المهبلي.
وهذه أفضل أربع أسباب:
- سعيًا وراء المتعة
- لتحسين العلاقة
- كسب شعبية
- مجرَّد فضول
- تدقيق: هبة فارس
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر الأول
- المصدر الثاني
- المصدر الثالث