هبوط برج الألفية!
أظهر القمرين الصناعيين (الحارس-1) و (Sentinel-1) بأن برج وناطحة السحاب (الألفيّة) (Millennium Tower) في وسط مدينة سان فرانسيسكو يهبط بضعة سنتيميتراتٍ في السنة.
وتساعد دراسة المدينة العلماءَ على تحسين رصد حركات الأراضي في الأماكن المتمدِّنة، وخصوصًا هبوط المناطق الرئيسيّة في أوروبا. بحيث أظهر مؤخرًا برج ميلينيوم ذو الـ 58 طابقًا والذي اكتمل بناؤه عام 2009 علاماتٍ تدلُّ على الهبوط والميلان.
وبالرغم من أن سبب الهبوط لم يُعرف، إلا أنه يُعتَقد بأن حركات الأوتاد الداعمة لا ترتكز بإحكامٍ على الأساس. ولتحقيق هذه التحولات الدقيقة، قام العلماء بجمع المسح الراداري المتعدد لنفس المنطقة للكشف عن التغيرات السطحية وذلك بواسطة الأقمار الصناعية التوأم كوبرنيكوس والحارس-1 (Copernicus & Sentinel-1).
عملت هذه التقنية بشكلٍ جيّد مع الأبينة لأنها تعطي أفضل انعكاسٍ لشعاع الرادار.
ويعتبر من المفيد تشخيص وتحديد انتقالات المناطق الرئيسيّة على امتداد المساحات الواسعة، وكل ذلك بفضل تغطية لوح القمر (الحارس-1).
وبالعمل مع وكالة الفضاء الأوروبيّة (ESA)، وضع فريق معهد البحث الشمالي (Nourt) ومختبرات PPO وهيئة المسح الجيولوجي النرويجية خريطةً لمساحاتٍ أخرى في منطقة خليج سان فرانسيسكو الذي يتحرك. هذا بالإضافة للأبنية على طول فالق هايورد (Hayward) المعرّض للزلازل، بالإضافة للأراضي المستصلحة حديثًا في خليج سان رافايل (San Rafael).
مما كشف عن قطعة أرضٍ مرتفعةٍ حول مدينة بليزانتون (Pleasanton)، ربما بعد تعويض نقص موارد المياه الجوفيّة بعد أربع سنواتٍ من الجفاف التي انتهت في عام 2015.
تشهد المدن الأوروبيّة هبوطًا مماثلًا، وتُعدُّ دراسة الهبوط في سان فرانسيسكو مُساعِدةً لأنها تتضمن العديد من الميزات.
فعلى سبيل المثال، تمثل المنطقة حول محطّة قطار “أوسلو” في “النروج” أرضًا مستصلحة. بحيث أن دار الأوبرا القريب منها، والذي يعتبر المبنى الأحدث، له أساسٌ سليم في الطبقة السفلى، في حين أنَّ الأجزاء الأقدم من المحطة تشهد هبوطًا حادًا.
وقد أشارَ جون ديهلز (John Dehls) من هيئة المسج الجيولوجي النرويجيّة إلى أنَّ الخبرة والمعرفة المكتسبة في ظل الاستثمار العلمي لوكالة الفضاء الأوروبيّة في برنامج البعثات التنفيذيّة تعطينا ثقةً كبيرة بأن القمر Sentinel-1 سيشكل منصَّةً أكثرَ تنوعًا بالإمكان الاعتماد عليها لرصد التشوّه الجيولوجي في النرويج وفي كل أنحاء العالم.
وتمهّد الدراسات في “سان فرانسيسكو” و “أوسلو” الطريق للانتقال من دراسات الحالات المُستهدفة إلى دراسة التشوه الأرضي في النطاق الوطني أو حتّى القارِّي.
يقول الدكتور داغ آندريس موديلستاد (Dag Anders Moldestad) من مركز الفضاء النروِيجي: << تجعل مُهِمّة الأقمار الصناعيّة التوأم (Copernicus)و (Sentinel-1)، لأول مرة، إطلاق خدمات الخرائط الوطنيّة التنفيذيّة لرصد التشوهات، أمرًا ممكنًا >>.
وتَعِدُ سياسة البيانات المفتوحة وخطَّة التغطية النظاميّة للقمر الصناعي كوبرنيكوس بخدماتٍ فعَّالة يُعتمد عليها ومناسبة من حيثُ التكلفة.
وأشارَ الدكتور موديلستاد (Moldestad)<<بدأنا بالفعل في النرويج بهيكلة مشروعٍ لتزويد عامّة الناس بنتاج التشوهات الأساسيّة، مع سياسة البيانات المفتوحة. وتعمل العديد من المدن الأوروبيّة على توفير خدماتٍ مماثلة >>
ويوفّر (الحارس-1) و (كوبرنيكوس) رؤيةً راداريّة لبرنامج كوبرنيكوس الأوروبي لمراقبة البيئة. بالإضافة لمراقبة التحركات الأرضيّة، ويدعمان خدماتٍ عديدة أخرى منها: مراقبة الجليد البحري في القطب الشمالي، رسم خرائط روتينية للجليد البحري، مراقبة البيئة البحريّة، رسم خرائط للغابات، إدارة المياه والتربة، ورسم خرائط لمساعدة الأشخاص في حالات الأزمات.
ترجمة: رامي الحرك
تدقيق بدر الفراك
المصدر