ملخّص: في الحوادث والهجمات الإرهابية التي يُشتبَه في تضمّنها مواد إشعاعية، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان الناس الموجودين في الجوار قد تعرّضوا للإشعاع أم لا.
لكن عن طريق تحليل الهواتف المحمولة وغيرها من الأشياء الأخرى التي توجَد بالقرب من الجسم، يمكن الحصول على معلومات مهمّة حول التعرض للإشعاع، هذا ما أوضحته أطروحة جديدة بجامعة لوند (Lund University) في السويد.
إنّ كوارث محطات الطاقة النووية في تشرنوبل وفوكوشيما مثالان على الحوادث التي عرّضت السكان لإشعاع مؤيّن.
ويخشى الكثير من الناس استخدام قنابل قذرة (إشعاعية)، مثلًا، في هجمات إرهابيّة مستقبلية.
وتشرح تيريز جيبر – برجستراند (Therése Geber-Bergstrand)، أخصائية الفيزياء الطبية وطالبة الدكتوراه في جامعة لوند، الأمر قائلةً: «تُعَدّ القدرة على تحديد ما إذا كان شخص ما قد تعرض للإشعاع سريعًا ميزة مهمة.
ففي حال وقوع أية كارثة بمحطة طاقة نووية، يشعر الكثير من الناس بالقلق، حتى في حال تعرّض عدد قليل فقط من الناس لمستويات ضارة من الإشعاع»
توفير معلومات بعد عدة سنوات من وقوع الحادث
فحصت تيريز جيبر- برجستراند، بالتعاون مع زملائها، عددًا من الأشياء أو المواد التي توجد بالقرب من الجسم ويمكن أن تقدم معلومات حول ما إذا كان حاملها قد تعرّض لإشعاع أم لا.
وكان من بين هذه الأشياء:
- الهواتف المحمولة
- الأسنان وحشواتها
- العوامل المجففة (الموجودة مثلًا في الجيوب الصغيرة بالحقائب والمحافظ الجديدة)
وأثبتت الدراسة أن العديد من المواد تضمنت سِمات واعدة للغاية، لا سيما الهواتف المحمولة.
فهي تحتوي على مقاومات مصنوعة من أكسيد الألومنيوم، الذي يمكن أن يقدّم معلومات متعلقة بالإشعاع بعد فترة طويلة تصل إلى ست سنوات من وقت التعرض له.
وفي أثناء التحليل، يتمّ تفكيك الهاتف، ثم فحص المقاوم باستخدام تقنية قياس حساسة للضوء تُعرَف باسم الإشعاع الضوئي المحفز بصريًّا.
وتقول تيريز جيبر- برجستراند: «كانت النتائج التي تمّ الحصول عليها من الهواتف المحمولة واعدة للغاية.
وعلى الرغم من الحاجة لدراسات أخرى، يمكن استخدام الهواتف على الفور.
فثمة اتفاق بيننا وبين الهيئة السويدية للحماية من الإشعاعات بشأن تحليل عدد من الهواتف المحمولة في مختبر التأهب للطوارئ الخاص بنا، عند الحاجة»
ويمكن، أيضًا، إجراء التحليلات للهواتف المحمولة وغيرها من الأشياء الخاضعة للاختبار على نطاق واسع وبشكل سريع نسبيًّا.
وقد يمكن الحصول على نتيجة الاختبار خلال ساعة واحدة أو ساعتين، مقارنةً بعدد الأيام التي يمكن أن تستغرقها نتائج الاختبارات التي يتم الحصول عليها من الفحوصات الطبية.
وتذكر تيريز جيبر- برجستراند أنّ فحصًا أوليًّا للهاتف المحمول يمكن أن يكون، إذًا، أداة قيّمة لتحديد مَن يحتاج الخضوع لاختبارات أكثر استنزافًا للوقت واستهلاكًا للموارد.
كبسولات الملح كمكملات لمقاييس الجرعات
استمرت تيريز جيبر- برجستراند، أيضًا، في أطروحتها في تطوير النتائج السابقة للمجموعة البحثية فيما يتعلق باستخدام ملح الطعام كمؤشر رخيص وفعّال للإشعاع المؤين.
وأكدت النتائج التي توصلت إليها تيريز فوائد الملح.
ففي حال وقوع حادث كبير يتضمن مواد إشعاعية، يمكن تزويد بعض أفراد فرق الطوارئ بكبسولات ملح خاصة كبديل فعّال ورخيص لمقاييس الجرعات.
- ترجمة: أميرة علي عبد الصادق
- تدقيق: لؤي حاج يوسف
- تحرير: طارق الشعر
- المصدر