هذا جزء من مجموعة من الآراء التي طُرحت حول السؤال القائل “ماذا ستفعل لو كنتَ رئيساً للجمهورية؟” و التي نُشرت في جريدة “نيويورك تايمز” وهنا يعبّر عالم الفيزياء الفلكية الشهير “نيل ديجراس تايسون” عن وجهة نظره حول الموضوع.
نص الرد:
هذا السّؤال “ماذا كُنتَ ستفعل لو كنتَ أنت الرئيس..”، يوحي بأننا لو عزلنا رئيساً و عيّنّا آخراً فأنّ الجميع ستحلُ مشاكلُه في أميركا – وكأنّ قادتنا هم سببُ كل العلل و الأخطاء.
وبما أنّهم سبب مشاكلنا فأعتقد أنّ هذا الأمر هو سبب تحوّل انتقاد السياسيين لدينا إلى تقليدٍ عريقٍ ، هل هم محافظون جداً أم ليبراليون أكثر بالنسبة لك؟ متدينون أم ملحدون؟ متعاطفون مع المثليين أم معادون لهم؟ أغنياء هم أم فقراء؟ أغبياء أم أذكياء؟ أهم متعصبين لعرق أم مغازلين للكل؟ هل هم … أم .. بالنسبة لك؟ إنه سلوك يثير الاستغراب خصوصاً و أننا ننتخب 88% من الكونغرس كلّ عامين..
تقليدٌ آخر قيد التشكّل و الترسّخ في مجتمعنا هو توقّع الفرد أنّ كلّ الأفراد الآخرين في المجتمع ينبغي أن يكون لديهم نفس رأيهِ في كلِّ القضايا و المسائل.
عندما تكون مُثقفاً و مُتعلماً علميًا، يبدو العالم من حولك مختلفاً بالنسبة لك.
إنها طريقة معينة من التساؤل وطرح الاستفسارات حول كلّ ما نسمعه ونراه. عندما تطغى على الفرد هذه العقلية فحينها الحقائق المجرّدة تهمّ.
إنها حقائق تتواجد مهما كان ما يمليه معتقدك عليك.
وإحدى الحقائق المجرّدة التي لدينا هي أنّ حكومتنا لا تعمل بشكلٍ صحيح، ليس لأنّ السياسيين غيرُ صالحين بل لأنّ الناخبين غير صالحين.
وعليه فإن هدفي – وأنا كعالم و مُدرِّس – ليس أن أصبح رئيساً يقود ناخبين مُغيَبين بل أن أنوّر وأثقف الناخبين بحيث يمكنهم أن يختاروا الرئيس المناسب لهم في المقام الأول.
نيل ديجراس تايسون
نيويورك ، 21 آب/أغسطس، 2011
- ترجمة: راوان خاشوق.
- المصدر