سحابة غاز سريعة -تُسمّى (سميث كلاود)- مندفعة باتجاه مجرتنا درب التبانة كان يجب عليها أن تكون قد تفككت منذ فترة طويلة حين اصطدمت بقرص المجرة، ولكن هذا لم يحدث، مما يرجّح أنها مغطاة بـ”هالة” من المادة المظلمة، طبقًا لتحليلات جديدة لبيانات منتيليسكوب جرين بانك (GBT).
لو تأكد هذا بملاحظات أكثر، فغطاء من المادة المظلمة قد يعني أن هذه السّحابة في الحقيقة مجرة قزمة غير مكتملة، أي أنها احتوت كل ما تحتاجه لتشكيل مجرة حقيقية، ولكن ليس بما يكفي لتكوين نجوم.
يقول أحد الباحثين أن (سميث كلاود) فريدة من نوعها وقريبة بما يكفي لدراستها بالتفصيل، مضيفًا “إنها أيضًا لغز إلى حدٍ ما؛ فجسم كهذا لا ينبغي عليه ببساطة أن ينجو رحلة من خلال درب التبانة، ولكن كل الأدلة تشير إلى أنها [السحابة] نجت بالفعل.”
الدراسات السّابقة على (سميث كلاود) كشفت على أنها مرت من خلال درب التبانة لأول مرة منذ ملايين السنين. عن طريق إعادة فحص، ونمذجة السحابة بحرص، يعتقد علماء الفلك أن هذه السخابة مغطاة بهالة من المادة المظلمة – المادة المهمة جذبويًا ولكن خفية وتشكّل حوالي 80% من المادة في الكون.
بناءً على المدار المتوقع لهذه السحابة، فمن الصّعب جدًا أن تكون قد مرّت بقرص المجرة وهي خالية من المادة المظلمة، “بينما سحابة تحتوي على المادة المظلمة يمكنها أن تنجو هذا بسهولة، وتنتج شيء يشبه (سميث كلاود) اليوم.” يقول عالم الفلك (جاي لوكمان) الذي يعمل بأحد المراصد الفلكيّة في جرين بانك بغرب فيرجينيا.
من الجدير بالذكر أنّ درب التبانة ممتلئة بالكثير من السحابات ذات السرعة العالية (HVC)، التي تتكوّن أساسًا من غاز الهيدروجين والذي هو قليل لدرجة تشكيل النجوم في كميات ملحوظة. إذن، الطريقة الوحيدة المتاحة لملاحظة هذه الأشياء هي باستخدام تيليسكوبات راديوية حساسة مثل (GBT) – التي يمكنها التقاط الإنبعاثات الخفيفة من الهيدروجين الغير مؤيّن.