بعد تقنين استعمال القنب في العديد من الولايات الأمريكيّة، أصبح السؤال عن مدى تأثيرها على صحة العامة من الناس مُلحًا وبالأخص على صحة عضلة القلب إذ لا يوجد ما يكفي من نتائج لأبحاث علميّة لاستنتاج حازم حول آثاره على المستخدمين لهذه المادة وخصوصًا المنتظمين منهم.
نشرت صحيفة (Annals of Internal Medicine) بعد تمحيصها لعدد من الدراسات ما مفاده عدم وضوح مدى تأثيرها وقلة المعلومات لتحديد مدى إيجابيات وسلبيات الاستخدام المنتظم للنبتة وإذ كان هذا النمط من الاستهلاك عامل مساعد لحدوث مشاكل أو أمراض لعضلة القلب وإضافة لما سبق قالت الطبيبة ديفاي رافي (Divya Ravi)، مقيمة طب الباطني في مركز رايت للتعليم الطبي العالي في سكرانتون، بنسلفانيا : «تبيَّن بعد المراجعة نقص الدلائل الكافية للتوصل لإستنتاج يربط بين استخدام الماريجوانا وزيادة العوامل المساعدة لحدوث مضاعفات وأمراض لعضلة القلب».
ووضحت رافي أن بعض الدراسات قد أظهرت وجود آثار إيجابيّة على صحة القلب لكن ما يعيب مثل تلك الدراسات هي استخلاصها لنتائج لحظيّة بنقطة زمنيّة معينة لا تأخذ بعين الاعتبار ما تحمله في طياتها على المدى الأطول، وأظهرت دراسات أخرى استخلصت وقارنت نتائج على مدى أطول من الزمن تعارض مثل هذه دراسات حيث بينت العكس تمامًا.
ليست هذه الدراسة الأولى التي تظهر مدى ضبابيّة النتائج وآثارها على رأي العلماء حول استخدام القنب، تقرير نُشِر سنة 2017 صادر عن الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب (NASEM) دليل يربط بين تدخين القنب والنوبات القلبية، وأكّد على الحاجة للمزيد من البحوث للربط بين مرض السكري وأمراض القلب والأمراض الناتجة من تدخين نبات القنب.
راجع الباحثون نتائج 13 دراسة لإستهلاك القنب والمخاطر المحتملة والأمراض المرتبطة بتدخين القنب كمرض السمنة وضغط الدم المرتفع ونسبة دهون الدم، وحللوا بيانات 11 دراسة أخرى تقوم بمحاولة إيجاد الروابط بين استعمال القنب وما يترتب من أعراض ناتجة عن الإصابة بأمراض القلب كعامل مساعد.
عقبات بحوث القنب:
نتيجة البحوث السابقة أكّدت مرة أخرى على عدم وجود أدلة للربط بين أمراض القلب أو العوامل المساعدة لحدوثها واستهلاك القنب كمثال على ذلك بسبب استهلاكها تزداد الشهيّة إلّا أنهم لم يجدوا أيّ دليل على أنّ استخدام الماريجوانا يرتبط مع زيادة الوزن أو السمنة.
ومن العقبات الأخرى هي متوسط أعمار المشاركين بالدراسة حيث أنّ معظمهم من فئة عمر الشباب وأمراض القلب ترتبط بشكل اعتيادي مع السن المتوسط أو المتقدم منها وعلاوةً على ذلك استنباط بعض البيانات حول كمية ونوعيّة وفترة الإستهلاك إعتمادًا على ذاكرة المشاركين فقط الشيء الذي يقلل من دقة الدراسة، إضافةً إلى ذلك كون هذه المادة غير قانونية لفترة زمنية طويلة أضعفت من حجم الدراسات المرتبطة بها حيث كان المشاركين لا يشعرون بالراحة الكافيّة للإدلاء بهكذا نوع من المعلومات لإستهلاك مادة غير قانونية في ذلك الحين وذلك بناءًا لما قالته ريفي لموقع لايف ساينس (Live Science) كما أنّها لاحظت وجوب وجود كم هائل من مستهلكي القنب لتتم متابعتهم لإتمام هكذا دراسات، وختمت قائلةً أنّه للآن ما تمّ التوصُّل إليه غير كافٍ ليتيح لطبيبك بذم أو مدح آثارها على صحة القلب إذ وُجدَت.
- ترجمة: وسام الزيادات.
- تدقيق: صهيب الأغبري.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر