تخطط وحدات التحكم الأرضية لإحالة تليسكوب سبيتزر Spitzer الفضائي إلى حالة سُبات دائم، بعد أن قضى قرابة عقدين من الزمن يدور حول كوكب الأرض، ماسحًا بعينيه المُلتقِطتين للأشعة تحت الحمراء خبايا الكون. وبذلك تُسدل ناسا الستار على أحد أهم مراصدها: مرصد سبيتزر الفضائي، بعد قيامه بعملية مسح للكون استمرت 16 عامًا، باستخدام عينيه المبصرتين للأشعة تحت الحمراء، وقد وضعت المتحكمات الأرضية المركبة الفضائية العتيقة بالفعل في وضع السُبات.
نظر مرصد سبيتزر عبر الغيوم الكثيفة إلى النجوم والمجرات التي لم تُكتشف من قبل، وذلك على مدار سنوات، ومن إنجازاته أن اكتشف حلقة ضخمة غير مرئية تحيط بكوكب زحل، وساعد على اكتشاف 7 كواكب بحجم الأرض حول نجم قريب.
رصد سبيتزر نحو 800 ألف هدف فلكي حصيلةً إجمالية، وقدم ما يزيد على 36 مليون صورة جزءًا من مهمة تكلفت 1.4 بليون دولار، وقد شارك -وفقًا لناسا- نحو 4,000 عالم من جميع أنحاء العالم في عمليات الرصد، ونُشرت نحو 9,000 دراسة في هذا المجال.
قال مدير المشروعات جوزيف هانت Joseph Hunt: «علينا أن نكون فخورين. عندما تنظر إلى الإنجازات السابقة وتقول: إنه الفريق الذي أدار سبيتزر، وساهم في تحصيل كل هذه العلوم المهمة».
صرحت ناسا أن هذا التليسكوب قد صُمم ليعمل مدةً تتراوح من 2.5 إلى 5 سنوات فقط، لكن ازدادت صعوبة تشغيله مع ابتعاده عن الأرض، إذ وصل بُعده عن الأرض إلى 265 مليون كيلومتر، في دورانه حول الشمس.
يزداد ابتعاد تليسكوب سبيتزر عن الأرض، لكنه مع ذلك لا يمثل تهديدًا للمركبات الفضائية الأخرى، ولا لأي جسم آخر.
قال بول هيرتز Paul Hertz مدير الفيزياء بناسا: «إنه من الرائع أن نكون قادرين على تشغيل جميع تليسكوباتنا إلى الأبد، لكن هذا غير ممكن في الواقع».
خططت ناسا أساسًا لإنهاء خدمة سبيتزر منذ عدة سنوات، لكنها أجلت ذلك بسبب التأخر في إطلاق مرصد جيمس ويب James Webb الفضائي، إلى أن حذر مكتب الرقابة الحكومي من خطورة التأخر أكثر، بسبب المخاطر التقنية، ومع ذلك ما زال إطلاق (ويب) متأخرًا حتى الآن، على الأقل إلى مطلع العام القادم.
أنفقت ناسا قرابة 12 مليون دولار سنويًّا لإبقاء تليسكوب سبيتزر عاملًا، دون ضمان لصموده إلى حين إطلاق (ويب)، إلى أن اتُخذ قرار إيقافه نهائيًّا.
أُطلق سبيتزر سنة 2003، ليكون بذلك آخر ما يُسمى مراصد ناسا الأربعة الكبرى.
قالت سوزان دود Suzanne Dodd، مشرفة شبكة الفضاء العميق في مختبرات الدفع النفاث في باسادينا: «كان سبيتزر قادرًا بما يمتلك من تجهيزات الأشعة تحت الحمراء على استشعار الحرارة المنبعثة من الأجسام الفلكية، مثل نظارات الرؤية الليلية، وقد استطعنا من طريق الرؤية عبر الغيوم أن نسبر أغوار الغموض الكوني».
أما المراصد الثلاثة الأخرى فهي:
- تليسكوب هابل الفضائي، الذي يجول في مداره منذ 1990، وما زال مُذَّاك يلتقط لنا صورًا مثيرة، راصدًا الضوء المرئي وفوق البنفسجي في الكون، وسنحتفل بذكراه في الثلاثين في نيسان.
- مرصد كامبتون Compton Gamma Ray الذي انطلق سنة 1991، لكنه تعرض للتلف بسبب عطل في المعدات، عندما كان يستعد لعملية إطلاق عنيفة سنة 2000.
- مرصد تشاندرا Chandra X-Ray الذي ما زال يعمل منذ إطلاقه سنة 1999.
اقرأ أيضًا:
شاهد تحوّلات المستعر الأعظم وموجاته الاهتزازية المنعكسة
أحدث تيليسكوبات ناسا و اكتشاف الحياة الفضائية!
ترجمة: م. دلال الشماع
تدقيق: أكرم محيي الدين