تبدي وكالة ناسا جديةً في البحث عن أشكال حياة جديدة في الفضاء، حتى ضمن النظام الشمسي.
أطلقت الوكالة يوم الاثنين 14 أكتوبر الماضي على متن صاروخ سبيس إكس فالكون هيفي، مركبةً فضائية باتجاه يوروبا، أحد أقمار كوكب المشتري.
يعتقد العلماء أن يوروبا يحتوي على محيط شاسع من المياه المالحة عميقا تحت قشرته الجليدية، مع ضعف كمية المياه الموجودة على الأرض.
ربما يضج المكان بالحياة في النظام الشمسي خارج كوكب الأرض.
تهدف مهمة ناسا -التي تسمى يوروبا كليبر- إلى معرفة ما إذا كان قمر المشتري ومحيطه يمكن أن يدعما الحياة.
إنها أكبر مركبة فضائية بين الكواكب بنتها ناسا على الإطلاق. يبلغ طول المسبار نحو 16 قدمًا، وعند نشر أجنحته الضخمة من المصفوفات الشمسية، يبلغ عرضه 100 قدم، ويزن ثلاثة أطنان ونصف.
ينفّذ كليبر أول استكشاف مستهدف لعالم المحيطات خارج كوكبنا.
حتى لو لم تكن هناك حياة على يوروبا، فإن هذه المهمة حاسمة في البحث عن حياة غريبة، لأن عوالم المحيطات عبر المجرة هي المرشحة الرئيسية للحياة.
تقول لوري ليشين -مديرة مختبر الدفع النفاث التابع لناسا الذي بنى المركبة الفضائية- إن البعثات مثل يوروبا كليبر هي «كاتدرائيات حديثة» و«مهام تتطلب عدة أجيال لعملها».
أضافت في مؤتمر صحفي حول المهمة في سبتمبر: «نحلم نحن العلماء بمهمة مثل يوروبا كليبر منذ أكثر من عشرين عامًا. لقد عملنا على بنائها لمدة عشر سنوات. سوف تمر عشر سنوات أخرى، لأن كوكب المشتري بعيد جدًا، حتى نحصد ثمار تعبنا».
يجب أن تسافر المركبة الفضائية مسافة 1.8 مليار ميل للوصول إلى كوكب المشتري، وتحصل على دفعة من جاذبية المريخ على طول الطريق. من المقرر أن تصل كليبر في أبريل 2030.
مشكلة الأجسام السبعة وكمية إشعاعات فوق المعقول
توجد الحياة دون ضوء الشمس في قاع المحيط على الأرض. كل ما تحتاجه هو مصدر للطاقة، مثل الفتحات الحرارية المائية التي تطلق الحرارة من أعماق الكوكب، والجزيئات العضوية التي تحتوي على عناصر أساسية مثل الكربون والنيتروجين والأكسجين والهيدروجين.
تحمل مركبة يوروبا كليبر تسعة أدوات علمية للبحث عن بصمات تلك الجزيئات، وقياس ملوحة المحيط تحت سطح يوروبا وعمقه، والتقاط صور ليوروبا بدقة تصل إلى متر واحد، من بين أشياء أخرى.
قالت جينا ديبراتشيو -القائمة بأعمال مدير قسم علوم الكواكب في ناسا- في المؤتمر الصحفي: «لن يبحث كليبر في الواقع عن الحياة نفسها، لكنه سيحدد مدى صلاحية يوروبا للحياة».
عملت ناسا على تصميم كليبر للدوران حول كوكب المشتري والتحليق فوق يوروبا 49 مرة، وفي كل مرة تحلق فوق منطقة مختلفة لتغطي في نهاية المطاف القمر بأكمله تقريبًا، من القطب إلى القطب. ستحلق المركبة الفضائية على ارتفاع يصل إلى 16 ميلًا فوق سطح يوروبا.
تُعد الخطة الموضوعة وتبعاتها أعجوبة هندسية.
يقول جوردان إيفانز -مدير مشروع المهمة في المؤتمر الصحفي- إنه بدلًا من مشكلة الأجسام الثلاثة، فإن السقوط في مدار حول كوكب المشتري هو «مشكلة الأجسام السبعة» بسبب أقمار الكوكب الكبيرة.
أضاف إيفانز أنه في كل رحلة جوية، سيتعرض كليبر لإشعاع من كوكب المشتري يعادل «بضعة ملايين من الأشعة السينية على الصدر».
ربما يكتشف أيضًا ما إذا كان جليد يوروبا يتوهج حقًا في الظلام بسبب هذا الإشعاع، كما أشارت أبحاث ناسا سابقًا.
اقرأ أيضًا:
قد يكون القمر يوروبا الخيار الأفضل للبحث عن حياة خارج الأرض في نظامنا الشمسي
الأعمدة الغريبة على يوروبا قمر المشتري ناتجة عن قذف بخار الماء
ترجمة: طاهر قوجة
تدقيق: باسل حميدي
مراجعة: هادية أحمد زكي