قبل أقلّ من قرن من الزّمن، لم نعرف حتّى أنّ هنالك مجرّات أخرى، عوالم من النّجوم والغازات المتجاذبة التي تسبح في فضاء هذا الكون الفسيح. هذا الإقتباس من رسالة الدّكتوراة لإدوين هابل، أحد أهمّ علماء الكونيّات في القرن السّالف، يبيّن وبوضوح عجز علماء الفلك في بدايات القرن العشرين عن شرح وتحديد الموقع الدّقيق لما اصطلحوا على تسميتِهِ بالسّدم (جمع سديم) الخافتة.
أمّا الآن، فبفضل أعمال وأبحاث فيستو سليفر (Vesto Slipher)، إدوين هابل (Edwin Hubble)، وغيرهم من علماء الفلك، حتّى أطفالنا يعرفون ما هي هذه السّدم الخافتة: إنّها المجرّات، وبعضها قد يحتوي على ما يقارب الـ 100 مليار نجم.
مثل هذه التغيّرات الثوريّة في إدراكنا وفهمنا للعالم من حولنا تزيد من عزمنا على الإستمرار في إجراء الأبحاث العلميّة في كلّ مناحي هذا الوجود.. حتّى نفهم أكثر، حتّى نستوعب بشكلٍ أعمق أسرار هذا الكون.