راشيل لويز كارسون وُلدت 27 أيار 1907 في سبرينغدل-بنسيلفانيا. وتُوفيت 14 نيسان 1964 في سيلفر سبرينغ-ماريلاند.
نشأت راشيل كارسون ببساطة، كانت كاتبة، وعالمة بيئية في بلدة سبرينغدل الريفية المطلة على النهر بولاية بنسيلفانيا. تركت أمها لها حبًا مدى الحياة للطبيعة وعالَم الأحياء الذي عبَّرت عنه راشيل ككاتبة ثم لاحقًا كطالبة في علم الأحياء البحرية.
تخرجت كارسون من كلية بنسلفانيا للنساء -جامعة تشاتام Chatham University-حاليًا- عام 1929، ودرست في مختبر وودز هول للأحياء البحرية- Woods Hole Marine Biological Laboratory، وحصلت على درجة الماجستير في علم الحيوان من جامعة جونز هوبكينز- Johns Hopkins University عام 1932.
وقد عُيّنت من قبل مكتب الولايات المتحدة للثروة السمكية لكتابة نصوص إذاعية خلال فترة الكساد، وقامت بدعم دخلها عن طريق كتابة مقالات رئيسية عن التاريخ الطبيعي لصالح صحيفة Baltimore Sun.
بدأت مهنة لمدة خمسة عشر عامًا في الخدمة الفيدرالية كعالمة ومحررة عام 1936 وترقَّت لتصبح رئيسة تحرير لجميع المنشورات الخاصة بدائرة الأسماك والحياة البرية بالولايات المتحدة.
كتبت كتيبات عن الحفظ والموارد الطبيعية وتحرير المقالات العلمية، ولكن في وقت فراغها حوَّلت أبحاثها الحكومية إلى نثرٍ غنائي، كمقالة “تحت البحر Undersea” (1937، لصالح صحيفة الأطلسي الشهرية The Atlantic)، ثم في كتاب “تحت رياح البحر Under the Sea-Wind” (1941).
في عام 1952 نشرت دراستها الحائزة على جائزة المحيط “البحر من حولنا The Sea Around Us”، والتي تبعتها “على حافة البحر The Edge of the Sea” عام 1955. وقد شكلت هذه الكتب سيرة المحيط وجعلت كارسون مشهورة ككاتبة وعالمة للطبيعة.
استقالت كارسون من الخدمة الحكومية عام 1952 لتكرس نفسها لكتاباتها.
كتبت العديد من المقالات الأخرى المصممة لتعليم الناس عن جمال عالم الأحياء، بما في ذلك “ساعد طفلك على التساؤل” (1956)، و”شاطئنا المتغير باستمرار” (1957)، وخططت لكتاب آخر عن علم بيئة في الحياة. جزء لا يتجزأ من كل كتابات كارسون كان الرأي القائل بأن البشر ليسوا إلّا جزءًا واحدًا فقط من الطبيعة المميزة بصفة رئيسية من خلال قدرتهم على تغييرها، في بعض الحالات بشكل لا رجعة فيه.
كانت راشيل منزعجة من الاستخدام المسرف للمبيدات الكيميائية الاصطناعية بعد الحرب العالمية الثانية، وغيرت كارسون تركيزها على مضض من أجل تحذير الجمهور حول الآثار طويلة الأجل لإساءة استخدام المبيدات الحشرية. تحدت في الربيع الصامت Silent Spring (1962) ممارسات علماء الزراعة والحكومة ودعت إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها البشر إلى العالم الطبيعي.
تعرضت كارسون للهجوم من قبل صناعة الكيماويات والبعض في الحكومة على أنه تنبيه إلى خطر بلا داعٍ، ولكنها تحدثت بشجاعة لتذكرنا بأننا جزء ضعيف من العالم الطبيعي وعرضة لنفس الضرر مثل بقية النظام البيئي.
في شهادة أمام الكونغرس في عام 1963، دعت كارسون إلى سياسات جديدة لحماية صحة الإنسان والبيئة.
توفيت راشيل كارسون في عام 1964 بعد معركة طويلة ضد سرطان الثدي. تستمر شهادتها لجمال ونزاهة الحياة في إلهام أجيال جديدة لحماية عالم الأحياء وكل مخلوقاته.
أشهر أقوالها:
- «أحدُ الطرق لفتح عينيك هو أن تسأل نفسك “ماذا لو لم أر هذا من قبل؟ ماذا لو عرفت أنني لن أراه مرة أخرى؟»
- «إن السؤال هو ما إذا كانت أي حضارة يمكن أن تشن حربًا قاسية على الحياة دون أن تدمر نفسها، ومن دون أن تفقد حقها في أن تُدعى متحضرة.»
- «لقد تم تحدي الجنس البشري أكثر من أي وقت مضى لإظهار إتقاننا، ليس على الطبيعة بل أنفسنا.»
- «إن الهدف من العلم هو اكتشاف الحقيقة وإلقاء الضوء عليها. وأنا أعتبر هذا هو هدف الأدب، سواء السيرة الذاتية أو التاريخ. يبدو لي أنه لا يمكن أن يكون هناك أدب منفصل عن العلم.»
- «إلى أن تكون لدينا الشجاعة للاعتراف بالقسوة على حقيقتها -سواء كان ضحيتها إنسانًا أو حيوانًا- لا يمكننا أن نتوقع أن تكون الأمور أفضل بكثير في هذا العالم. لا يمكن أن نحصل على السلام بين رجال سعادة قلوبهم في قتل أي كائن حي. من خلال كل عمل يُمجِّد أو حتى يتسامح مع اللذة الحمقاء في القتل، إننا نعيق تقدم البشرية.»
- «حاسة الشم، أكثر من أي شيء آخر، لديها القدرة على تذكر الذكريات ومن المؤسف أننا نستخدمها قليلًا جدًا.»
- «لقد قدمت الطبيعة تنوعًا كبيرًا في البيئة الطبيعية (المشهد العام)، لكن الإنسان أظهر شغفًا لتبسيطها. وبالتالي فهو يزيل الضوابط والتوازنات المدمجة التي تحمل الطبيعة بها الأنواع داخل الحدود.» راشيل كارسون، سايلنت سبرينغ.
- «أولئك الذين يفكرون في جمال الأرض يجدون احتياطات القوة التي ستستمر طالما استمرت الحياة.»
- «في الطبيعة لا يوجد شيء بمفرده.»
- «الإنسان جزء من الطبيعة، وحربه ضد الطبيعة هي حتمًا حربٌ ضد نفسه.»